تمر الدول العربية بمرحلة مهمة في اطار جهودها المبذولة لتحقيق التنمية, وبالأخص التنمية الاقليمية. اذ ساد اللون الأسود للاقتصاد نتيجة التلوث المنتشر في الدول العالم، إذ أصبح الاقتصاد عامل يؤثر على البيئة ويهدر الموارد، بينما تسعى الدول لتحقيق المزيد من الثروات دون الأخذ بعين الاعتبار بمعايير المحافظة على البيئة وأهداف التنمية المستدامة. ونظرا لانتشار الوعي البيئي والضغوط خلال السنوات الأخيرة، بدأ البحث عن نوع جديد من أنواع التنمية الاقتصادية الذي تقوم على أساس دراسة اقتصاديات جديدة, والموجهة إلى تحليل ومعالجة العلاقة التبادلية بين الاقتصاد والنظام الطبيعي البيئي, فظهر مصطلح الأخضر يستخلف وينافس اللون الأسود، أي " الاقتصاد الأخضر، إذ يعد أحد الوجوه الجديدة لعلم الاقتصاد الحديث، ولقد تم إرساء هذا النوع من الاقتصاد من أجل المحافظة على البيئة، وذلك بأسلوب حديث باعتباره اقتصاد نظيف يرتكز على التنمية الخضراء الاستعمال الأمثل للموارد، اكتسب الاقتصاد الأخضر اهتماماً دولياً خلال السنوات الأخيرة، وذلك من طريق النقاش والتحليل من أجل التفاعل بين البشر والاقتصاد البيئي، ان الاقتصاد الأخضر الذي يمثل الأداة لتعزيز الترابط بين (الاقتصاد والتخطيط والتنمية)، وذلك باعتماد على ضوابط وقوانين وسياسات اقتصادية فاعلة للحفاظ على البيئة في اي دولة, والحد من تدهورها وكذلك السعي للحد من آثار الفقر والبطالة، وتوفير فرص عمل لائقة و تحقيق الحد الأدنى من مستويات المعيشة التي تحفظ للإنسان كرامته وحقه في عيش كريم بأمن وسلام, بعيد عن المجاعة والأمراض والأوبئة، التي تلحق الضرر بالبيئة وصحة الإنسان, وعلى ما تقدم فان التخطيط مهم الاقتصاد، خاصةً اذا توجه للإقليم, لذا فان التخطيط الاقليمي له اهمية اقتصادية واجتماعية وبالأخص بالمدن والمحافظات، ويحد من الفوارق الاقليمية, ويحقق شرط التوازن، حسب السياسات التنموية لكل دولة, وصولاً الى تحقيق (التخطيط الاقليمي المتوازن) الذي له دور مهم في الاقتصاد, وخاصةً الاقتصاد الاخضر الذي يدعم التنمية الاقاليم، اذ ارادت بعض الدول التوجه نحو السياسات التخطيطية التنموية, لابد من اصدار تشريعات قانونية لتنظيم التخطيط الاقليمي بالمدن وصولاً الى التوازن, وتفعيل دور الاقتصاد الاخضر وبهدف تحريك عجلة الاقتصاد نحو الامام مع ضرورة تعزيز الوعي البيئي, خدمة للصالح العام ووصولاً لتحقيق الرفاهية التامة في المجتمع .
د.زهير السعدي | Dr. Zuheir al Saadi | 3452