العدد الرابع تقارير
التعامل الماليزي مع جائحة كورونا .. نموذج يحتذى به / تقارير
11/10/2020
عبدالرزاق سعود الجنابي
يعد فايروس كوفيد 19 من الفايروسات الأكثر فتكاً بين الفايروسات الأخرى، حتى صُنِفَ جائحةً عالمية، أربكت الحياة اليومية في كثير من بلدان العالم أو أغلبها، بل أدى إلى سقوط اقتصادات دولية كان يشار لها بالبنان.
في تقرير وثائقي قام به الدكتور سيف يوسف السويدي، تناول التجربة الماليزية في التعامل مع جائحة كورونا، وشرح تفاصيلها، مشيداً بهذه التجربة، وحاثاً باقي الدول على الاحتذاء بها، بوصفها تجربة «رائعة جدا» على حد تعبيره.
إشادة دولية
ذكر السويدي أن حالات الوفيات في ماليزيا إلى حين إعداد التقرير بلغ 128 حالة وفاة فقط من أصل 9235 حالة إصابة مؤكدة، وهذا العدد قليل جداً مقارنة بعدد الوفيات في الدول الاخرى، بدليل إشادة كثير من الدول، ومنها دول الجوار بتجربة ماليزيا في تعاملها مع هذه الأزمة التى دعت إلى تجربتها وتطبيقها في دولهم، في ظل زيادة عدد الإصابات في العالم التي وصلت إلى 22 مليوناً، وأكثر من 000077 حالة وفاة، وكان تسلسل ماليزيا فيها هو الثامن والثمانين في عدد حالات الإصابة المؤكدة، ما جعلها من الدول آمنة العبور.
إجراءات متميزة
يضيف الدكتور السويدي أن ما يميز التجربة الماليزية، هو نسق التنظيم المتطور للاجراءات المتخذة لمواجهة انتشار الوباء والحد منه، وقد تجسدت في مجموعة خطوات جريئة فعالة، حققت نتائج مبهرة تركزت فيما يأتي :
-فرضت الحكومة الماليزية حظراً محكماً أطلقت علية اسم (m.c.o ) في 2020/3/18 والغرض، من هذا الحظر، هو كسر سلالة الفايروس على حد قولها، وتم تمديد هذا الحظر عدة مرات بحسب الأوضاع.
- تم تكليف مدير الصحة العامة في ماليزيا الدكتور (داتونوك هشام عبدالله) إدارة هذه الأزمة، الذي كان له دور في نشر الوعي، والتوجيهات اليومية وتفنيد الشائعات، ما أدى الى تقليل الذعر والخوف عند الناس، معززاً ثقة الناس بالحكومة.
- تعامل الإعلام الماليزي بطريقة احترافية، بعد مرافقة الشرطة وتوثيق حالات اعتقال، او فرض غرامات على المتجاوزين، كعدم لبس الكمامات أو الخروج أثناء وقت الحظر، وبثها على التلفزيون لحث الناس واجبارهم على الالتزام بالإجراءات الوقائية.
- قامت مراكز التسوق والمحال التجارية بفتح باب دخول واحد، يسجل الزائر اسمه مع قياس درجة الحرار قبل الدخول، وتم اعتماد تطبيق يحتوي على (الباركود) لادخال معلومات الزائر، وفي حالة تسجيل أي درجة حرارة عالية في أي مكان يتم التعامل معها بشكل مباشر وسريع، مع فرض التباعد بين المتسوقين، وهناك متابعات دورية من الشرطة لتسجيل أي حالة انتهاك أو تقصير بهذه الاجراءات.
-الاعلانات في موقع اليوتيوب فيها توعية وتثقيف، خاصة في الأعياد لحث الناس على البقاء في المنازل وعدم الاختلاط.
- أطلقت الحكومة الماليزية برنامجاً لدعم الاقتصاد الماليزي؛ إذ قامت باعطاء منح مالية شهرية لبعض الأسر.
- كان لمؤسسات الإغاثة دور بارز في هذه الازمة، منها: خياطة الكمامات، والملابس الواقية.
- قامت الحكومة بمضاعفة عدد المشفيات الخاصة بفحص فايروس كورونا لتصبح 120 مستشفى، بعد أن كان 56 مستشفى، فضلاً عن زيادة عدد أجهزة التنفس الى 1000 جهاز.
- تم إغلاق الجامعات والمدارس بالكامل، ما عدا بعض المراكز البحثية بتصريح من الحكومة؛ للإسهام في صناعة بعض المطهرات، وبعض أدوات فحص الفايروسات، وأقنعة الواقي الشفاف، ومقصورات التعقيم، قبل الدخول الى الأماكن العامة.
- الداخلون لماليزيا يتم حجرهم لمدة اسبوعين.
- ألزمت المواطنين بتنصيب تطبيق خاص يبيح للناس التنقل في الشوارع والأسواق .
- نصب كاميرات مخصصة لقياس درجة الحرارة في الأماكن العامة.
- إجبار المواطنين على ارتداء الكمامات، ويغرم المخالف ما يعادل 250 دولاراً.
سيطرة وثقة كبيرة
وخلاصة القول: إن ما تم اتباعه في ماليزيا كان مثاليا بكل المقاييس، والدليل على ذلك أن الفايروس بدأ في الانتشار منذ شهور، وأصبح الآن قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، مع ذلك ما زالت ماليزيا مسيطرة على الوضع، وتسير بخطى واثقة في التعامل مع هذا الفايروس الخطير، الذي اقض مضاجع الدول الكبرى والعظمى قبل الصغيرة والفقيرة.. ولو أن دول فتك بها الفايروس اتبعت خطوات ماليزيا لتمكنت من حفظ أرواح مواطنيها، لكن واقع حال هذه الدول، وهي كثيرة سجل فشلا ذريعاً، ألحق أضرارا كبيرة بشعوبها، واقتصاداتها، وما زالت المعركة مستمرة .
العدد الرابع كوفيد 19 ، كورونا ، الفايروسات ، ماليزيا ، التنظيم ، الاجراءات ،