عُلْم.. انقل الخبر وأعلمهم بما جرى
د. محمود محمد القيسي | Mahmood Mohammed Alqaisi
21/11/2024 القراءات: 35
إعلم وأخبر، الإعلام ليس بالمهنة الجديدة وليس بالفن المُستحدث، ونقل الأخبار وتداولها لم يكن وليد عصرنا الحاضر.
فكل خبر تبادله البشر منذ ان استوطنوا الارض هو نوع من الإعلام، أخبار الطقس والزرع، أخبار الزواج والميلاد والموت، والحرب والسلم والهدنة، أخبار القبائل والامم، كل ما تبادله البشر مشافهة وحفظوه في أذهانهم ونقلوه هو نوع من الإعلام.
أدوات الإعلام هي فقط من تنوعت وتغيرت وتطورت بمرور الزمن، وكل قوم حاولوا أن يجدوا لأنفسهم وسيلة لنقل الأخبار وإطلاع العامة والخاصة على مجريات الأحداث، بداية عندما اخترع السومريون الكتابة المسمارية تبعهم الفراعنة بهيروغلفيتهم وورق البردي، ومن ثم جاء البريد والحمام الزاجل وإشارات النار والدخان وقرع الطبول والنواقيس ونفخ البوق وحتى الاذان هو إعلام للمسلمين بمواعيد الصلاة.
بالمجمل كل ما كتب على ورق هو إعلام فأصل الكلمة هو (إعلم) ولأن الغاية من الكتابة هو نقل معلومة ما لشخص آخر فالنتيجة ان ما كُتب هو إعلام.
ولأن النفس البشرية جُبلت على الاجتماع فكان وسيلتها للمحافظة على اواصر المجتمع الذي تعيش فيه هو التعرف على أخبار من تهتم لأمرهم فصار تناقل الأخبار سُنة تتعلمها وتحافظ على ديمومتها.
ظل هاجس نقل الخبر وايصال المعلومة يراود الإنسان وأخترع من اجل ذلك العديد من الوسائل بداية من تطوير شكل الورق الذي يُكتب عليه، الى الحبر والطباعة بشكلها البدائي والهاتف ومن ثم ازدادت وتيرة التطور حتى وصلت للشكل الذي نعرفه اليوم.
كل مرحلة كانت علامة مؤثرة في تاريخ البشرية، فتناقل المعلومة والخبر يزيد من قدرة الانسان على تحديد اهدافه وكيف يخطط لمستقبله، او ربما كيف يتجنب الخطر ويحمي نفسه.
فمرض انتشر في مدينة بعيدة في بلد بعيد جعل الإعلام منه ظاهرة تستوجب الحذر ولولا وجود الآلة الإعلامية الفاعلة اليوم وتوظيفها لقدرات الاطباء والعلماء لربما اجتاح الوباء كل بلادنا كما فعل الطاعون في القرون الوسطى ولم ينجُ منا أحد، وهكذا بقية الظواهر والأحداث.
خبر، ورق، تكنلوجيا، إعلام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع