دور أستثمار رأس المال الفكري في ربحية منظمات الاعمال
أ.د. نغم حسين نعمة | nagham Hussein alnama
03/11/2021 القراءات: 5956
يعود مفهوم رأس المال الفكري Intellectual Capital و الذي يرمز له اختصارا (IC)رأس المال الحقيقي للمنظمات، و قد أتسع نطاق هذا المفهوم ليشمل الامكانات المادية و المالية و المعنوية و الثقافية و الذهنية جميعها المتاحة للمنظمة. و لا يشكل كل العاملين في المنظمة رأس المال الفكري، و أنما يطلق هذا المصطلح على قيمة معرفة و مهارات العاملين بالنسبة لتكوين ثروات المنظمة, فالباحث الكيميائي الذي يخترع دواء مهم او مدير المصنع الذي يقلل من وقت الدورة الانتاجية بمصنعه هؤلاء امثلة عن رأس المال الفكري .
اذ أن كل المنظمات تحتاج إلى رأس المال الفكري من أجل إدارة عملياتها، وتعددت التعاريف التي أعطيت لمفهوم رأس المال الفكري ، كما تعددت مسمياته و مصطلحاته فمنها : الموجودات غير الملموسة ، رأس المال غير الملموس ، رأس مال المعرفة ، رأس المال الفكري الاستراتيجي ، و رأس المال الرقمي ، ولكن أكثر المصطلحات استعمالا و شيوعا هو رأس المال الفكري . اذ يعيش العالم فترة غير مسبوقة من التغيير والتطوير المستمر، وقد أدى الانحسار التدريجي لعصر الثورة الصناعية والانطلاق نحو الاقتصاد القائم على المعرفة إلى ظهور منظمات الأعمال المبنية على المعرفة والمعلومات، والتي تعتمد في المقام الأول على الخبراء والمتخصصين والمبدعين وذوي القدرات المعرفية المتميزة، و أصبح تركيز منظمات الأعمال في العصر الحالي على المعرفة المتراكمة في عقول الموارد البشرية والناتجة عن الممارسة الفعلية للعمل والتوجيه والمساندة من القادة، وتبادل الأفكار والخبرات مع الزملاء في العمل والتعرض لمطالب العملاء، وكذلك نتيجة التدريب وجهود التنمية والتطوير التي تستثمر فيها المنظمات مبالغ هائلة، فهذه المعرفة المتراكمة والمتزايدة تشكل رأس المال الفكري في المنظمة
يعد رأس المال الفكري وتطبيقاته اساس نجاح المشروعات ، فهو يسهم في تأسيس مكانة راسخة تضمن للمشروعات البقاء والاستمرار في بيئة الاعمال الحالية ، لذا يلاحظ أن المجتمعات المتقدمة لم تحرز تقدمها الا بفضل اعتمادها على المفكرين والمبدعين واصحاب العقول المنتجة ، وتعتبر الربحية التي هي عبارة عن علاقة بين الأرباح التي تحققها المشروعات والاستثمارات التي ساهمت في تحقيقها وهذا هدف تتطلع لتحقيقه إدارات المنظمات ، لكونه مقياس أساسي للحكم على كفاءتها ، وفاعليتها في استخدامها لمواردها ، فهي تمثل صافي نتائج عدد كبير من السياسات والقرارات ، وبالتالي تعتبر مؤشرا لأداء إدارة المنظمة.
ان رأس المال الفكري يعد المظلة التي تنظوي تحتها إدارة المعرفة بكونها المحرك والطاقة الدافعة لها، ويشير راس المال الفكري إلى حيازة المعرفة وتطبيق الخبرات والمهارات والأدوات داخل المنظمة لتحقيق استراتيجياتها . كما ان رأس المال الفكري يضم مجموعة الموجودات المعرفية التي تستخدمها المنظمة في اعمالها لخلق القيمة و تحسين وضعها التنافسي بين الشركات خلال ما يضاف من قيمة لاصحاب المصلحة المحددين.
و لا يمكن أن تحقق المنظمات النتائج المرغوبة مالم تمتلك أساليب تنمية وبناء رأس مالها الفكري، وبالشكل الذي يسهم في إضافة قيمة للمنظمة وميزة تنافسية مستدامة, وهناك نموذج فعال لبناء رأس المال الفكري و الذي يتطلب من المنظمة القيام بالخطوات التالية :
1-وضع معايير اداء عالية الجودة للجميع مع الاستمرار بتطويرها و اضافة التحديثات عليها من خلال القيام بعملية تحليل الموقف الحالي للمنظمة مقابل الموقف الذي تطمح بالوصول اليه إِذ ان تحليل وضع المنظمة هو حجر الزاوية لجهودها التطويرية بعد الانتهاء من تحديد مدى جودة اداء العاملين في المنظمة سيكون بالامكان تحديد الطريقة المثلى لتوزيع العاملين.
2- القيام بتطوير العاملين من خلال تكليفهم بمهمات جديدة و صعبة ذات تحدً، و باتباع اسلوب التعاقب او التدوير الوظيفي (Job Rotation) مع ضرورة الحرص على ان يبقى الجميع في حالة تعلم مستمر.
3- تعديل كل واجهة من واجهات المحيط بالعمل مثل ثقافة المنظمة و هيكلها التنظيمي و سياستها لتسهيل عملية البناء و التطوير.
4- تزويد كل مستوى من مستويات المنظمة بموهبة جديدة و توظيف أفراد مناسبين لحل المشاكل التنظيمية و ليكونوا احتياطا يعزز المناوبة الادارية و مثال يحتذى به.
5- جعل العاميلن في المنظمة ككل يشاركون في عملية التغيير و توفير الفرصة لهم لكي يتفوقوا بجعلهم شركاء مهمين الى الحد الذي يسمح بتشكيل شراكة معهم.
أن الغرض الأساسي في تقوية القدرات العقلية التي تولد قيمة مضافة للمنظمات هو وجود إدارة فاعلة للموجودات الفكرية واستثمارها، وإثارة المعرفة غير الظاهرة والساكنة والموجودة داخل العقول لتحفيزها، والاستفادة منها ونشرها وبعض الموجودات الفكرية قد لا تفضل الإدارة والسيطرة, بل كثيراً ما تقوم بمقاومة محاولات الاندماج والاحتواء ، وهنالك عدة مبادئ أساسية لأدارةلرأس المال الفكري تتضمن الاتي :
1- توفير الموارد الضرورية التي تساهم في أنشاء شبكة المعلومات الداخلية، بالإضافة الى تعزيز فرق العمل، وجماعات الجذب، وأي شكل اخر من اشكال التعلم.
2- توظيف الاعمال والأفكار الخاصة برأس المال الفكري لصالح المنظمة لأنشاء علاقات ودية مع زبائنها، ومجهزيها، ومستخدميها على المدى الطويل.
3- اتمام هيكلة رأس المال الفكري عبر خزنها داخل نظام ذو كفاءة عالية لسهولة استخدامها عند الحاجة.
4- توجيه المعلومات الى الموقع الذي يكون بحاجة اليها, لكن عند الضرورة فقط, لان زيادتها قد تؤدي الى عدم التميز فيما بينها من حيث الاهمية.
لذا تعد إدارة رأس المال الفكري من النواحي المهمة لنجاح منظمات الاعمال، وتحقيق مستوى عالي من الاداء على المدى البعيد .
رأس المال الفكري ، منظمات الاعمال
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع