علوم


الكلدانيون و حكايتهم مع علم الفلك، التنجيم، و نبوءة ميلاد المسيح

شيماء جمعي | Chaima Djemai


04/10/2023 القراءات: 1462  



أرض الكلدان هي أرض بلاد ما بين النهرين و أرض البابليين القدماء أو ما تعرف حاليا بأرض العراق، و هي التي شهدت أول حضارة على الأرض قبل الطوفان "حضارة السومريين" و شهدت أيضا حكم أحد جبابرة الأرض و قيل أولهم الملك النمرود.
و ما أشتهر به الكلدانيين حينها كان من دون منازع علم الفلك حتى صار مقترنا باسمهم عبر التاريخ، هذا العلم الذي ارتبط بالنجوم والكواكب وقد وردت عبادتهم للنجوم والكواكب في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام زمن النمرود بن كنعان.
و لشهرة التنجيم البابلي أُطلق عليه "العلم الكلداني" و هذا ما ذكره المؤرخ " أوبنهايم " في كتابه (بلاد ما بين النهرين). و حتى أنه تم الاشارة في العهد الجديد ( الأناجيل الأربعة) أن الكلدانيون بشروا بميلاد السيد المسيح عن طريق النجوم. فذكر العهد الجديد أنه في الأيام الأولى لميلاد السيد السيح كانت السماء قد بشرت الكلدانين كأول شعب وأمة بميلاد مخلص البشرية، فأمرتهم أن يتبعوا النجم، وبكل حرص وسرور وفرح حملوا هداياهم ومارسوا علومهم الفلكية بمتابعة النجم الذي أرشدهم إلى مكان ولادة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. لذلك قيل أن الكلدانين أول من آمن بالمسيح وأيضا كانوا هم أول من بشّر بولادة المخلّص وبواسطتهم كان أول انتشار للايمان المسيحي في بلاد الرافدين.
اذا فعلم الفلك عند أهل بلاد الرافدين ذو طبيعة دينية تنجيمية، يقول هاري ساكز : تنص قصة الخليقة بشكل خاص على أن الأرض هي القسم المقابل للسماء، ولذا فإن أي حدث في السماء لا بدّ أن يكون له مقابل على الأرض. ويتحدث هاري ساكز عن علاقة الفلك بالتنجيم في وادي الرافدين بقوله: ومن الأمور المسلم بها بصورة عامة أن علم الفلك نشأ عن التنجيم، غير أن الأدلة من بلاد بابل لا تؤيد هذا الاستنتاج بصورة جليّة، ومن المؤكد أن بعض الإرصادات الفلكية الأولى قد اُستخدمت لتزويد المادة لقراءة الطالع.
كان يهتم علم التنجيم بالتنبؤات، كما يقول هاري ساغز في كتابه (عظمة بابل) : بأن «علم التنجيم الذي كان يعني التنبؤات، التي كانت على نوعين منها ما يؤثر عل أفراد معينين و هي منتزعة من الحوادث، و منها لا تختص شخصا معينا بل بالبلاد بأجمعها أو ممثلها الطقوسي و هو الملك، وهذا النوع من التنبؤات يدعى بالقانوني أو الشرعي، وعلى ضوء اللاهوت البابلي العالمي، ما يحدث في السماء فإن له ما يشابهه على الأرض» نلاحظ هنا مدى أهمية مفسري هذه التنبؤات، فلا بدّ أن يكونوا من الكهنة وليس سواهم، ومن هنا كان للكهنة الدور الاساسي في التأثير عل السلطة والملك.
و تنقسم الأجرام السماوية عند الكلدانين إلى مجموعتن سفلية وعلوية، والسفلية هي عطارد وعشتار، والعليا هي المريخ والمشترى وزحل، وترسم جميعها مدارات تقديرية حول الشمس وكان الفلكيين طبقة محترمة مثل الفلاسفة يمـارس بعضهم ضرب الفأل و العرافة.
و كان أبيحينوس قد درس علم الفلك وأفاد أن الذي قام به الفلكيون البابليون، وهو يفوق بكثير ما قام به الإغريق.


"الكلدان" "بابل" "العراق" "نبوءة" "الفلك" " التنجيم" "المسيح" "النمرود" "الحضارات القديمة"


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع