مدونة ا.م.د. حسن محمد سميان https://arid.my/0001-4018


لغتي هويتي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

ا.م.د. حسن محمد سميان | Dr.Hassan Mohammed Simyan


18/12/2020 القراءات: 4897  


كل امة من الامم لها امر تعتز به وتحفل به وتظهره على انه هويتها، ومصيرها مرتبط به، وهذا شئ معتبر عند جميع المجتمعات والامم العريقة وصاحبة الحضارات التاريحية الممتدة على مر العصور، ومنها امتنا العربية التي لها تاريخ مشرق يمتد الى عدة قرون، ومن اعظم ماتعتز به وتفتخر وهو لغتها الخالدة، التي تمتاز بسعتها واستيعابها العظيم للكلمات بكل الوانها وصفاتها واصواتها ومخارج حروفها ونغمها المتناسق الذي تطرب له الاسماع وترتاح له النفوس، ان كان نظما او نثرا او قطعة ادبية، ومما زادها حسنا وجمالا وتأنقا وتألقا ان تنزل الذكر الحكيم بها، ونطق بها من اوتي جوامع الكلم الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فشرفت بعذب حديثه وجميل منطقه، وانها هي حديث اهل الجنة ولغة التخاطب بينهم، ولذلك حفظها رب العزة لان الحفاظ عليها هو الحفاظ على كلامه المنزل، وهي بذلك اصبحت هوية لهذه الامة التي ان لم تعتز بها وتفتحر بها وتعمل على الحفاظ عليها وتعلمها وتعليمها وتطويرها ضاعت، ولم يبق لها مكان بين الامم والمجتمعات المعتبرة.
وبعد ان كانت لغة لامة محصورة في بقعة من الارض معزولة عن العالم ومايعتريه من احداث وتطورات، امست في ليلة وضحاها لغة العالم والعلم التي تحرك العالم، وبها يتفاخر من ينطق بلسانها ومن يتعلمها ويعلمها لغيره من غير الناطقين بها. فعادت الان أدراجها وتراجعت الى الوراء وكانما يراد لها ان تتقاعد وتنزوي من جديد ولا يبقى لها اثر او اي اعتبار، وهذا الذي ادى بامتنا ان تتخلف عن ركب الامم في جميع مناحي الحياة، وتصبح تبعا للامم ولغتها تبعا للغات، ولكن هيهات فان الامة ولادة وان لغتنا حية معطائة وان مستقبلها مشرق كماضيها، وسوف تعود لعهدها ويعرف العالم وقبلهم اهلها قيمتها ووزنها عندهم، وانها رقم صعب في الحياة لا يمكن تجاوزها او تجاهلها، لانها ام اللغات، بل اساس اللغات فهي حافظة لنفسها ولغيرها، وتبعث الحياة لاهلها ولغير اهلها، وان غدا لناظره لقريب .


اللغة العربية ، الهوية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


لغني ولغة أهل الجنة


شكرا استاذ بكاري


https://arid.my/0001-4018