مدونة د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت


من أعلام النبوة إخباره صلى الله عليه وسلم بترك ركوب الإبل (وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ)

د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet


06/06/2022 القراءات: 3170  



أخرج الإمام مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (وَالله لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ، فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ، وَالتَّبَاغُضُ، وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ، فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ )) .
قوله: (( وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ )) هذا عَلم من أعلام النبوة، والقلاص هي: الإبل الفتية الشابة، تُترَك (( فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا )) ، أي: فما يركب عليها، ولا يستخدم عليها، مع أنها هي الراحلة، وهي التي يشد الناس عليها في الأسفار، وحمل الأثقال، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تُترَك.
والعلماء رحمهم الله اجتهدوا في فهم هذا النص: (( وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ )) فقالوا: المعنى: زُهْد الناس فيها، وفي كثرة المال، وقلة رغبتهم في الدنيا، ورؤيتهم علامات الساعة، فهم لا يحتاجون إليها، هكذا فسرها العلماء، ولم يَدُر بخُلْدهم ما نحن فيه الآن، وذلك أن الله جل شأنه أَلْهم الناس أن يصنعوا هذه المركوبات الحديثة من سيارات وطائرات وقطارات وغيرها، فهي داخلة في قول الله عز وجل {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ، فالناس الآن تركت الإبل، فلا يركب عليها، ولا يُسعى عليها، والآن في عصرنا ظهر لنا مصداق هذا الحديث، وهذه الأمور عَلَم من علامات النبوة، ومعجزة له عليه الصلاة والسلام ويحتمل أن هذه المركوبات تنتهي، وأن البترول ينضب، ويرجع الناس إلى ما كانوا عليه سابقًا، ويدل على هذا ما جاء في صحيح مسلم في بيان الغزوات التي يعقبها الدجال، قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ )) وهذا دليل على أنهم يقاتلون على الخيل، وأنها هذه المركوبات.


أعلام النبوة # ترك ركوب الإبل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع