مدونة ا. د طارق هاشم الدليمي


الفقاعات ، رسالة مفتوحة الى الدكتور عبدالرزاق ياسين

ا.د طارق هاشم الدليمي | Proof.Dr Tariq hashim khamees


05/04/2021 القراءات: 4853   الملف المرفق


رسالة مفتوحة الى الدكتور "عبد الرزاق ياسين " حفظه الله " والى الأكاديميين والمتخصصين في العلوم التربوية والنفسية ...
كيف يعرف أحدنا انه ليس سوى (فقاعة) ؟

في حديثه معنا على هامش مناقشة احد طلبة الماجستير صباح هذا اليوم وصف الدكتور عبد الرزاق ياسين الاستاذ الكبير من جامعة الموصل الغراء احد "المتأستذين" بأنه ليس سوى (فقاعة) ..
أثارني الوصف كثيرا فأوحى اليّ فورا هذه السطور التي سأخاصم فيها نفسي لأنطلق في بحث جديد ربما سيكون جزءً من الحلول التي طالبني فيها من اطلع على مقال الأمس عن العقم الفكري ...
فمن التحيزات المقيتة التي تساعد في تشكيلنا ك (فقاعة) هي عندما يخدع الناس انفسهم دائماً ، بقولهم < نحن اذكى من اقراننا وافضل منهم اناقة ووسامة >...
ومن التحيزات المضحكة التي تجعل من احدنا ( فقاعة ) حينما يضلل الناس انفسهم بقولهم < ان الجماعة الدينية التي ننتمي اليها لا يأتيها الباطل من بين ايديها ولا من خلفها > .....
وكذلك من التحيزات التي تساهم في تشكيل الفقاعات عندما يتصور البعض من الناس انهم غارقون في عملهم الى الحد الذي لا يستطيعون معه ابداء المساعدة للبعض الآخر !!
ان التفسير المنطقي لهذه التحيزات هي أننا نخادع أنفسنا من اجل الحصول على قاعدة ننطلق منها لخداع الآخرين، الأمر الذي من نتائجه أن يمنحنا ميزة اضافية اجتماعية حتى وإن كانت ( خادعة ) !!
فالتحيُّز في جمع المعلومات "خداع" يجعل منا فقاعات ، والتحيُّز في طريقة تفكيرنا يجعل منا فقاعات ، والتحيُّز في استعادتنا لذكرياتنا بطريقة معاكسة لحقيقتها تجعل منا فقاعات ...
فالأسلوب الذي يجمع به احدنا معلوماته التي تساعده على خداع الاخرين لكي يصدقوه قد جعلت منه ( فقاعة ) لأنه تجنب المعلومات التي لا تنطبق مع غايته !!
والقضية المثيرة للاهتمام هي ان احدنا يعلم (بالفطرة) أنه إذا استطاع ان يقنع نفسه بأي "فكرة ما " فإنه سينجح في إقناع الناس بها !!!!! لذلك فإننا نحاول ان نعالج المعلومات بطريقة (متحيزة ) فنبدأ بإقناع انفسنا اولاً ومن ثم يكون من السهل اقناع الآخرين !!!
ولا اريد هنا ان اصادر اراء الزملاء المتخصصين بالعلوم التربوية والنفسية ، لكنني ارى ان من بين أكثر أنواع خداع الذات انتشارًا في عالمنا المعاصر هي (فكرة تعزيز الذات) ، فتطور الانسان بمساعدة "ادوات البحث" طبعا ، قد جعله يبالغ في تقدير صفاته الجيدة لأن هذا من شأنه أن يبث بداخله شعورًا جيدًا عن ذاته، غير أن الإحساس الإيجابي بالذات في حد ذاته ليس له تأثير على بقاء الإنسان على قيد الحياة أو التناسل. وثمة امر آخر يحظى بتأييد يقول ؛" بأن تعزيز الذات يدعم تحفيز الذات (أو ما يُسمى في علم النفس بالدافعية)، مما يؤدي إلى تحقيق إنجازات أكبر، ولكن لو كان التحفيز هو الهدف، كان التطور سيدفع الإنسان ببساطة لأن تكون دوافعه أقوى وأن يكون أكثر تحفيزًا دون تكلفة تشويه الواقع.
والآن تعال انبهك الى انك لو كنت تقوم بهذه الأفعال او احداها فأنت ببساطة شديدة ( فقاعة) ..
١- اذا كنت موجودا في منصب او لجنة او مكان تظن مع نفسك انك لا تستحقه فأنت (فقاعة).
٢- اذا كنت ممن يجلسون في غرفة مسؤولك ترافقه كظله لكي تحصل على امتياز لا تستحقه الا بالتملق ومسح الاكتاف فأنت ( فقاعة ) .
٣- اذا كنت تتلذذ بمرافقة مسؤولك لكي يراك الاخرون ويحسدونك ولكي تكبر بمرافقته فأنت ( فقاعة ) .
٤- اذا كنت قد تركت واجبك المهني والتربوي والعلمي وجلست في مكاتب احد السياسيين للحصول على منصب لا تستحقه الا بعد ان دفعت المليارات فأنت ( فقاعة ) .
٥- اذا وجدت لقبك العلمي وقد كُتب خطأً بحيث تم رفع درجتك فيه ولم تنبههم على الخطأ وصدقت نفسك انك في ذلك المقام فأنت (فقاعة).
٦- اذا كنت تطارد من بيده ان يضعك في لجنة مناقشة حتى تصل درجة الحموضة في معدته الى درجة القيء فأنت (فقاعة) .
٧- اذا كنت تمد عينيك الى ما يمتلكه الطلبة وتتشوف الى الحصول على امتياز معين منهم بمعنى الابتزاز فأنت ( فقاعة ) .
٨- اذا ذكرت زميلك عند رئيسه بما لا يسره بغية ازاحته عن طريقك فأنت ( فقاعة ).
٩- اذا كنت تروي لزملائك ( نكتة ) من نوع +١٨ وانت في ارذل العمر، وقد اضحكتهم كثيرا فاعلم انهم يضحكون منك وليس من النكتة وبالتالي فأنت (فقاعة ) .
١٠- اذا جلست تلقي محاضرة امام طلبتك وكنت في واد وهم في واد اخر بسبب جهلك فأنت (فقاعة).

خارج النص ؛ اذا كنت قد نسيت افعالاً تجعل من اصحابها فقاعات ارجو اضافتها في التعليقات حرصا منا على اعادة هيبة التعليم ومحاربة الإسفاف الذي نساهم نوعا ما في تفشيه في الاوساط الجامعية .


فقاعات ، تعزيز الذات ، خداع ، اكاديميون


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع