الواقع الديموغرافي و الاجتماعي لكبار السن في العراق
أ.د. لمياء أحمد محسن الخليفة | .Prof. Dr. Lamyaa Ahmed Mohsin Al-khaleefah
09/11/2020 القراءات: 6501
تكمن أهمية دراسة البيانات الخاصة بفئة كبار السن لتوفير لهم مؤسسات تقدم خدمات تراعي ظروفهم الاقتصادية و الاجتماعية والصحية ، وتنخفض نسبة العامة لكبار السن من مجموع سكان العراق مع التباين المكاني لنسبهم حسب المحافظة ، مع انخفاض معدل الإعالة لكبار السن و مؤشر الشيخوخة ، وهناك عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية يعاني منها المُسنون و التي ادت بهم الى الاقامة في دور الرعاية الاجتماعية. اختلفت الآراء وتضاربت في تعريف المسن وهل هو الذي بلغ من العمر سنا معيناً 65 سنة - فأكثر مثلاُ أو هو الذي تبدو عليه آثار تميزه بكبر السن ، والشيخوخة هي مجموعة تغيرات جسمية ونفسية تحدث في الحلقة الأخيرة من الحياة ومن التغيرات الجسمية العضوية الضعف العام في الصحة ونقص القوة العضلية وضعف الحواس وضعف الطاقة الجسمية بوجه عام ،المُسنون في الثقافة العربية لهم مكانة كبيرة في العائلة وتلقى آراؤهم الاحترام والتثمين كما أن رعاية المسنين تعد جزءاً من الفروض العُرفية و الدينية، و لكن أدت مجموعة من التغيرات الاجتماعية والمجتمعية الطارئة على المجتمع العربي و الغريبة إلى تهميش دور المسنين، حيث تشير تقارير إلى تزايد نسب إهمال والإساءة إلى المسنين. تتباين نسب كبار السن حسب النوع في محافظات العراق لعام 2017، حيث يُلاحظ ان اعلى ثلاث نسب لكبار السن من السكان الذكور بلغت (24.1 , 8.4، 8.1)% قد تحققت في كل من المحافظات (بغداد ، اربيل ، نينوى) على التوالي ، أما أدنى ثلاث نسب فتمثلت في كل من المحافظات ( المثنى و ميسان و كربلاء ) بنسب بلغت بالتتابع (2.1 , 2.7، 2.8)% ، نتيجة لسوء الاوضاع الصحية و المعيشية خاصة في المحافظات الجنوبية من العراق . وبلغت نسبة الإعالة العامة في العراق 77.1 % عام 2017، و انخفضت النسبة بين عامي (1997 ، 2017) حيث كانت تبلغ (93.4 %) عام 1997، و يعود السبب إلى انخفاض نسبة صغار و كبار السن وارتفاع نسبة فئة الشباب(15-64)سنة ، وانخفضت نسبة المعالين الكبار في العراق بين عامي (1997، 2017) ، من 6.6% الى 5.6 % ، فمعنى ذلك ان هناك 6 افراد تقريباً من كبار السن لكل مئة من الافراد في سن الإنتاج بعمر(15- 64)سنة عام 2017 ، بعد ان كانوا تقريباً 7 إفراد من كبار السن المعالين عام 1997 ، نستنتج من ذلك إن الفئات العمرية في العراق تسيطر عليها فئتان هما فئة دون سن العمل والفئة العمرية بسن العمل . حققت محافظة اربيل اعلى نسبة اعالة لكبار السن وصلت الى9,5% بينما تحققت ادنى النسب في محافظة الانبار و البالغة 4% نتيجة لارتفاع نسبة الفئة العمرية (15- 64)سنة في المحافظة مقارنة بالمحافظات الاخرى . انخفض مؤشر شيخوخة السكان في العراق، انخفاضا طفيفا بين عامي( 1997-2017) من 7.6% الى 7.8% ، أي تقريبا كل 8 مسنين مقابل كل 100 طفل عراقي دون سن الخامسة عشرة . يتباين مؤشر شيخوخة على مستوى محافظات العراق ، حيث ترتفع النسب في كل من المحافظات اربيل و السليمانية و بغداد الى ( 14.6 ، 12.8، 9.5)% على التوالى وذلك لملائمة الظروف الطبيعية خاصة في المحافظات الشمالية مع تقديم الدعم و الرعاية لكبار السن مقارنة بالمحافظات الأخرى ، و تنخفض النسب الى أدناها في كل من المحافظات الانبار و صلاح الدين و نينوى حيث بلغت على التوالي( 5.3 ، 5.6، 5.8)% على التوالي لعام 2017 نتيجة لعدم الاستقرار الامني بعد عام 2013 . اصبحت روابط الأسرة الممتدة تتقلص تدريجياً ، إذ يُلاحظ تراجع التعايش الاسري الممتد المتمثل بالأسرة الكبيرة (العائلة) و تزايد الاسرة النووية، هذا له انعكاسات سلبية على اسلوب حياة المسنين خاصة بعد فقدان الزوج او الزوجة و الترمل و الشعور بالوحدة و العزلة ، و رغم ان العادات والتقاليد والاجتماعية في البلدان العربية تحث على العناية قدر الإمكان بحالة المسن الصحية و النفسية من خلال تحقيق احتياجاتهم و حفظ كرامتهم بتعزيز الثقة لديهم واشعارهم بأهمية ارائهم في شؤون الحياة ، لكن تعقيدات اسلوب الحياة المعاصرة وصعوبة الظروف الاقتصادية والأحوال المعيشية للأسر واتساع أزمة السكن كانت حجة ذوي كبار السن الى نقلهم لدور الرعاية ، و هي حُجج غير مُبررة ، و دار الرعاية هي مؤسسة خدمية تهدف الى رعاية المسنين و تقديم الخدمات الاجتماعية و الصحية و النفسية و الثقافية و الترفيهية لتمكينهم من التغلب على الاثار التي نجمت عن عجزهم و ضمان حياة كريمة هادئة لهم خلال مدة بقائهم في هذه المؤسسة. بلغ عدد المسنين الذين لديهم أولاد (247) مسن أي تقريباً (45.6%) و (413) بنسبة (76.2%) لديهم إخوة وأخوات مما يعكس إن معظم المسنين يعانون من وحدتهم وترك الأبناء والأهل لهم، بلغ عدد كبار السن المقيمين في دور الرعاية (606) مُسن و مُسنة منهم (331) رجل و (275) امرأة ، في (13) دار رعاية موزعة على (9) محافظات بواقع دار واحدة حكومية في كل محافظة باستثناء محافظة بغداد دارين حكومية وثلاثة دور أهلية ، شكل عدد المقيمين في دور الرعاية من المسنين نسبة مُتدنية من حجم السكان كبار السن عام 2013 وصلت الى 0,03% ، كانت نسبة الذكور منهم 0,04% و نسبة 0,03% للإناث . ارتفاع نسبة كبار السن المقيمين دور الرعاية من العازبين والبالغة 33.7 % عام 2013 ، كانت حصة المُسنين منها 34.1% و نسبة 33.4% للمُسنات العازبات ، وكانت نسبة المنفصلين من كبار السن ادنى النسب ، حيث بلغت 1.7% كانت نسبة الذكور منها 2.9% مقابل نسبة 0% للإناث ، مثلت نسبة الاميين من كبار السن المقيمين في دور الرعاية الاجتماعية اعلى نسبة عام 2013 ، حيث بلغت 43.7% و كانت نسبة الاميات مرتفعة وصلت الى 51.6% مقارنة بنسبة الاميين الذكور التي بلغت 37.9% ، أدنى النسب كانت من نصيب حملة شهادة المتوسطة فقد بلغت لإجمالي المُسنين 5.6% بنسبة 6.3% للذكور مقابل نسبة 4.6% للإناث . يعاني كبار السن من مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية وصحية، حيث دفعت الأسباب المادية والاجتماعية 90.8 % من اجمالي المُسنين الى الاقامة في دور الرعاية الاجتماعية .
واقع ، ديموغرافي ، اجتماعي ، كبار ، السن
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع