مدونة الأستاذ الدكتور/ زينب صلاح محمود يوسف
دور اللغة العربية في تطوير البحث العلمي "منصة أريد أنموذجاً"
أ.د/ زينب صلاح محمود يوسف | Prof. Dr/ Zeinab Salah Mahmoud
14/12/2022 القراءات: 2322
احتلت اللغة العربية مكانها ضمن الخطط الاستشرافية للسنوات القادمة، وظهرت الحاجة إلى أن تعود لغة الضاد إلى صدارة المشهد في لغة الدراسات والأبحاث العلمية ليس على الصعيد المحلي والعربي فحسب؛ بل على الصعيد العالمي، واستشرف مختصون في اللغة العربية رؤى وأفكاراً من شأنها نقل اللغة العربية من مجالات الدراسات المختصة باللغة أو الفروع الإنسانية والشرعية إلى فضاءات العلوم الكونية لتعود بذلك إلى سابق مجدها إبان العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية.
وبرز من بين تلك الاقتراحات تخصيص مجلات عربية لتحكيم البحوث العلمية مع الإلزام بنشرها باللغة العربية، وتأسيس مراكز وطنية وعربية لترجمة المواد العلمية في جميع المجالات إلى اللغة العربية، وتدريب الشباب على البحث العلمي باللغة العربية بشكل دقيق، وإضافة اللغة العربية ضمن مساقات التدريس في جميع التخصصات ضماناً لسلامة استخدامها كلغة للبحث العلمي، مع المطالبة بوضع خطة استراتيجية وطنية وعربية لتمهيد استخدام العربية في البحوث والدراسات العلمية في جميع المجالات والعلوم، إضافة إلى تعريب العلوم الغربية في المجامع اللغوية قبل تدريسها في الجامعات، لكي تحجز مكانتها في مقدمة القواميس العلمية، والتشديد على نيل اعتراف الأوساط العلمية بالبحث العلمي المنتج بالعربية، مع أقتراح المطالبة بتخصيص اختبار عالمي لإتقان اللغة العربية أسوة بـ «التوفل» و«الآيلتس» في اللغات الأجنبي، وفي البحث العلمي يمكن أن تكون اللغة العربية حاضرة، وبقوة وبتأثير عندما نكتب بها الأبحاث العلمية، وننشرها في المجلات العلمية العالمية المحكمة، وندعم وجودها العلمي، ولا سيما في الأبحاث النظرية والإنسانية والاجتماعية والشرعية والاقتصادية مما يُعد من أساسات اهتمامنا ومعارفنا من غير أن يمنع ذلك الانفتاح على اللغات العالمية الأخرى.
وهنا جاءت منصة أريد للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين باللغة العربية لتدعم لغة الضاد وتوطد أواصل التواصل بين الناطقين باللغة العربية وتشجع العلماء والباحثين على تبني الكلمة العربية في البحث العلمي، وتعزز مكانة اللغة العربية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ولفتت الإنتباه إلى أن البحث العلمي المصاغ باللغة العربية ينتج أفكاراً وآراء جديدة تجد بدورها حلولاً واقتراحات مناسبة لحل الكثير من المشكلات التي يعانيها المجتمع المحلى والدولي، ويبلورة الأفكار العلمية بغية الوصول إلى النتائج المرجوة، من خلال تسريع خطى التنمية، فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وهي الحاضنة للثقافة والهوية الوطنية والعربية، فيها من خصائص الاشتقاق والتعريب والتوسع في المعنى والكلمات، والإبداع في التعبير ما يجعل منها لغة علمية، بل تزيد على اللغات الأخرى بالمسحة الجمالية التي تضفيها على كل ما يكتب بها.
فجمعت منصة أريد أكثر من مائة ألف باحث وعالم وخبير من الناطقين بالعربية، لتسجل مكانها كأول منصة علمية تجمع كوكبة من الناطقين باللغة العربية من مختلف التخصصات الاجتماعية والإنسانية والإعلامية والتكنولوجية....إلخ، لتكون بذلك رائدة في مجال حماية اللغة العربية والعناية بها، واضعة من ضمن أولوياتها النهوض باللغة العربية من خلال دعم استئناف اللغة العربية دورها كلغة عالمية للبحث العلمي في جميع المجالات، ومُأكدة على أهمية اعتراف الأوساط العلمية بالبحث العلمي المنتج باللغة العربية لتقوية مكانتها، وتوسيع دائرة استخدامها في المحافل الدولية ذات الصلة بالبحث العلمي، ومُؤكدة كذلك على أن تستعيد المؤسسات الاقتصادية ثقتها بقيمة نتائج الأبحاث المنجزة باللغة العربية، وكفاءتها في البحث والتطوير والابتكار، ودورها في تحسين المستوى الاقتصادي للمجتمع العربي والعالمي، والحفاظ على الهوية العربية، التي تعد منطلقاً لقوة الأوطان ومناعتها، من خلال بناء المنظومة المجتمعية والعلمية والنفسية والروحية التي تسهم اللغة في بناء العديد من مقوماتها. فالعلوم الحديثة والبحث العلمي في أي مجتمع تكتب بلغتها، ففرنسا تدرس العلوم باللغة الفرنسية، والصين باللغة الصينية واليابان باللغة اليابانية وكوريا باللغة الكورية وإسبانيا باللغة الإسبانية، وغيرهم من الدول التي مازالت حريصة على لغتها، بل قامت بسن قوانين صارمة لاستخدام لغتها في البحث العلمي والتقدم والتطور في جميع المجالات. فعلينا نحن العرب أن نتكاتف وننتهج النهج ذاته لإصدار أبحاثنا باللغة العربية، ولتكن البداية لدينا نحن الناطقين باللغة العربية على منصة أريد، وليكن شعارنا "أريد لغة عربية رصينة".
اللغة العربية، البحث العلمي، منصة أريد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة