مدونة أ.م.د/ نوره حمدي محمد أبوسنة
اشباع حاجات الأطفال من خلال قصصهم
أ.م.د/ نوره حمدي محمد أبوسنة | Noura Hamdy mohamed Abou -sena
02/04/2023 القراءات: 1252
(1) الحاجة إلى الأمن :
تقف على رأس الحاجات النفسية للكائن البشري سواء من حيث الأهمية أو من حيث الجهد المبذول لإشباعها ، فمن خلال قصص الأطفال تستطيع اشباع الحاجة إلى الأمن المادي إلى حد كبير ، من خلال القصص التي تصور حياة أبطال عانوا من الفقر كثيرا وحرموا أساسيات الحياة ومع ذلك ناضلوا وصبروا حتى تخطوا عقبات الفقر وكسروا حواجزه ، إن مثل هذه القصص تبعث في نفوس المحرومين من الأطفال طاقة على مواجهة ظروفهم ، كما أن القصص الديني له دور كبير في إشباع الحاجة إلى الأمن عند الطفل فالقصص الديني الذي يتحدث عن وجود الله سبحانه وتعالى وقدرته غير المحدودة تشبع بلاشك الحاجة إلى الأمن في نفس الطفل إذ أن ذلك يبث عنده الاحساس بالأمل والثقة بأن ثمة من يحميه من مخاوفه ويرد عنه مصادر الخطر .
(2) الحاجة إلى الحب :
الحاجة إلى الحب تعني أمرين : أن يحب الإنسان الآخرين وأن يحبه الآخرون، إن الطفل في مسيس الحاجة إلى والدين يبادلاهما حبا بحب إلى أسرة يتوحد معها إلى أصدقاء يحبهم ويحبونه .
وأدب الأطفال يستطيع إلى حد كبير اشباع هذه الحاجات ان الطفل الذي يقرأ قصة الأسرة السعيدة بأبنائها يشيع الحب بين أفرادها ، أخذا وعطاء ، إنما تتاح له الفرصة لأن يبادلهم هذا الحب ، وأن تنتقل اليه هذه المشاعر ، بل قد يتقمص أحد أطفالها ممن يحظون بهذا الحب في أسرهم .
(3) الحاجة إلى الانتماء :
ان الحاجة إلى الانتماء تنشأ مع الطفل منذ أن يدرك أن له أسرة هو عضو فيها ، ويتحرك الطفل في دوائر اجتماعية مختلفة يشعر بالحاجة إلى الانتماء اليها في أسرته ، في مدرسته مع أصدقائه ، في مجتمع الطفل المحلي ، ثم في وطنه الكبير، وأدب الأطفال يستطيع بتناوله حركة الطفل في هذه الدوائر المختلفة أن يشبع الحاجة إلى الانتماء عنده ، فمثلا القصة التي تصور طفلا سعيدا في مدرسته يسند اليه معلمه أدوارا معينة ، ويشركه في نشاط محدد ، إنما تمس عند الطفل القارئ حاجة هامة يشعر بها ويتوق إلى إشباعها وهي الحاجة إلى الانتماء.
(4) الحاجة إلى التقدير :
إن كثيرا من أشكال السلوك العدواني تعود في مصادرها الأولى إلى حرمان الطفل من التقدير ، إن الثقة بالنفس تنمو في محيط اجتماعي يشعر فيه الفرد بالثقة، إن الثقة بالنفس ينشأ لدى الطفل من الأسلوب الذي يعامله به غيره ، والقصص التي سبق الحديث عنها من أنها تنمي لدى الطفل الحاجة إلى الانتماء يمكن أن تشبع إلى حد كبير حاجته إلى التقدير ، إن القصص التي يتمتع فيها الطفل بمكانة خاصة في أسرته وأن عمله يقابل بما يستأهله من تقدير ، إن مثل هذه القصص تشبع إلى حد كبير هذه الحاجة عند الطفل .
(5) الحاجة إلى تحقيق الذات :
إن لدى كل إنسان ميلا إلى تحقيق ذاته من خلال توظيف طاقته التي يحس بها، وإمكاناته التي ينفرد بها ، وجدير بالذكر أن هذه الحاجة تنمو لدى الطفل كلما تحقق ما قبلها من الحاجات السابقة ، وأدب الأطفال يستطيع أن يلعب في إشباع هذه الحاجة دورا ، بل أن القراءة في ذاتها تمهد للطفل طريق الاستقلال عن والديه ، وأن القراءة في ذاتها نشاط يلجأ اليه برغبة وحماس، إذ يجد فيها ذاته ، ويقضي فترة من الزمن بعيدا عن قيود الآخرين ويشعر بتحقيق الذات والاستقلالية ، وقصص البطولة والمغامرات بالإضافة إلى القصص التي تتحدث عن وظائف أو مهن أو حرف مما يفتح عين الطفل على مجالات الحياة والعمل فيها، بالإضافة إلى قصص السيرة الذاتية التي تتحدث فيها شخصيات معينة عن حياتها، فقد يجد الطفل بين الخط الذي سارت فيه هذه الشخصية وبين حياته تشابها وصلة.
(6) الحاجة إلى المعرفة والفهم :
منذ أن يدرك الطفل العالم من حوله تنشأ لديه حاجة من حاجاته الهامة وهي الحاجة إلى الاستطلاع والمعرفة والفهم ، فهو يحب أن يتعرف على أشياء كثيرة تحيط به ، يؤثر فيها أحيانا وتؤثر فيه أخرى ، وبالنظر إلى قصص الأطفال وكتبهم نجد أن معظمها قد ألف خصيصا لإشباع هذه الحاجة ، فهذه هي القصص العلمية التي تعطي للطفل فكرة عن كثير من الأدوات والأجهزة والاختراعات والاكتشافات سواء منها ما رآه أو ما سمع عنه .
كذلك كتب المعلومات بموضوعاتها الفرعية الكثيرة تشبع عند الطفل الحاجة إلى المعرفة والفهم إلى حد كبير.
يرتبط بذلك نوع من القصص العلمية التي تكشف للطفل عن أسرار بعض الأجهزة أو طرق التحكم في بعض الظواهر ، وبعض هذه القصص ينمي عند الطفل اتجاهات علمية سليمة ، كما ينمي لديه احتراما للمعلم وتقديرا لكل جهد يبذل في سبيله .
اشباع - حاجات الطفل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع