مدونة زهراء رياض علي الطائي


حماية حقوق كبار السن في إطار التشريعات الدولية

زهراء رياض علي الطائي | Zahraa Riyadh Ali Altaee


19/11/2023 القراءات: 1001  


لقد أصبح موضوع حماية حقوق كبار السن ورعايتهم من قضايا الساعة التي تحظى بالاهتمام العالمي، وأصبحت الكثير من الدول في العصر الحديث تقدم برامج متنوعة من الرعاية الاجتماعية لمواطنيها وسكانها وذلك بهدف تحقيق العدل الاجتماعي وتوفير الخدمات المختلفة لهذه الفئة من فئات المجتمع على اعتبار أن ذلك معياراً من معايير رقي الدول وتقدمها. ويرجع سبب تزايد الاهتمام والرعاية المتزايدة بهذه الفئة إلى تأثيرها الواضح على التركيب السكاني للمجتمعات وخصوصاً المتقدمة منها، إذ أن هذا الاهتمام المتأخر بهذه الفئة يعد دليلاً على أن هذه الحماية لم تكن كافية قياساً بدرجة الاهتمام التي حظيت بها مراحل العمر الأخرى، و لا سيما مرحلة الطفولة على وجه التحديد، فمرحلة الشيخوخة تحتاج الى مزيد من العناية و الرعاية و التوجيه و الإرشاد ، والى جهود جبارة على الصعيدين الدولي والوطني من أجل الارتقاء بحقوق كبار السن.
ومن أهم حقوق كبار السن التي نصت عليها المواثيق الدولية هي ضمان "الكرامة والمكانة الاجتماعية " حيث ينبغي تمكين كبار السن من العيش في كنف الكرامة والأمن، ودون خضوع لأي استغلال أو سوء معاملة، جسدية أو عقلية، وينبغي أن يعاملوا معاملة منصفة، بصرف النظر عن أي تمييز، وبصرف النظر عن مركزهم المالي أو أي وضع آخر، وأن يكونوا موضع تقدير بصرف النظر عن مدى مساهمتهم الاقتصادية.
توصي منظمة العمل الدولية بضرورة الأخذ بعين الاعتبار مراعاة حقوق" العمال " كبار السن، الذين لم يحالوا على التقاعد بعد، ووضع حد لمعاناتهم ومواجهتهم للمشاكل المتعلقة بالحصول على الأعمال والاحتفاظ بها، وتركز على ضرورة اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها منع التمييز على أساس السن في العمل وشغل الوظائف، ويتسم الحق في التمتع بشروط عمل عادلة ومرضية بأهمية بالغة وخاصة من أجل ضمان تمتع العمال كبار السن بشروط عمل آمنة لحين احالتهم على التقاعد، كذلك توفير ظروف تتيح أفضل استفادة من خبراتهم و درايتهم التقنية التي اكتسبوها خلال مراحل حياتهم .
ولعل أهم المشاكل التي تواجه ضمان الحماية الدولية لحقوق كبار السن هي اشكالية غياب صك قانوني دولي شامل يعزز حماية حقوق كبار السن، فضلاً عن عدم وجود اتفاقية دولية متخصصة تعالج حقوق ومشاكل كبار السن على الصعيد العالمي سواء في أوقات السلم أو أوقات الحروب والنزاعات ، الا ان هذا لا يعني أن المجتمع الدولي قد أهمل هذه الفئة كلياً، بل إن المشكلات المتصاعدة الناتجة عن كبر السن دفعت المجتمع الدولي لعديد من الإعلانات والقرارات والتوصيات والخطط والبرامج الدولية للعمل على توفير احتياجات وحماية حقوق المسنين، فقد تمثل الاهتمام العالمي بقضايا كبار السن في عدة إجراءات أو خطوات اتخذها المجتمع الدولي.


كبار السن، حقوق كبار السن، الشيخوخة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع