مدونة د. اوان عبدالله محمود الفيضي


فن التفكير القانوني تأملات في الفلسفة الحديثة

د. اوان عبدالله محمود الفيضي | AWAN ABDULLAH MHMOOD ALFAIDHI a


01/07/2024 القراءات: 1231  


التفكيريعني مجمل الاشكال والعمليات الذهنية التي يؤديهاعقل الانسان والتي تمكنه من نمذجة العالم الذي نعيش فيه والتعامل معه بفاعلية اكبرلتحقيق رغباته وغاياته فهواجراءعملية عقلية بإعمال العقل في مشكلة للتوصل الى حلهابالتعامل مع المعلومات للإسهام في عملية الحل وباتخاذالقرارات خاصة اذاماكان التفكيرينصب على الامورالقانونيةسواءبالمعنى الواسع للقانون اي الى مجموعة القواعدالعامة الجبرية التي تصدرعن ارادة الدولة وتنظم سلوك الاشخاص الخاضعين لهااوالداخلين في تكوينها ام بالمعنى الضيق للقانون اي التشريع وهومجموعةالقواعد القانونيةالمكتوبةالملزمة التي تصدرعن السلطة التشريعية لتنظيم امرمعين ويقول الفيروزابادي في قاموسه المحيط"القانون مقياس كل شيء"فهوالذي يقاس به الاشخاص وسلوكهم بغية التحقق من عوارضهاوآثارها والتمييزبين صحيحهاوباطلهاوتستعمل كلمة القانون في مجال الفلسفةوالطبيعيات للدلالة على الخضوع لنظام ثابت لايمكن الخروج عليه مثل قانون الجاذبية بينمايقصدبه في لغة الفلاسفة النظام القانوني الذي يحكم الكون وفقالنمط مطردوالذي يحتم حدوث امربتوافرظروف معينة بينمايعرف التفكيرالقانوني بكونه ذلك التمشي الفكري الذي يحمل في جوهره دلالات الموضوعيةالعقلنةوالمعقول فهوذلك الفكرالذي يجسدلحظة التخلي عن النزعةالذاتيةبماهي اقصاءلجل الاعتبارات التوجهات والمواقف الشخصيةليتجلى لنامعطى التفكيرالموضوعي كماان الفكرالقانوني يقتضي الاعتمادعلى منهج منطقي وعقلاني قائم على جملة من المراحل والتي تجلت بأساس في مرحلة التحليل النقدوتقديم الحلول المناسبة وضمن هذاالتمشي فان هذاالتفكير يحمل في طياته بعدافلسفيايكمن في مدى قدرته على طرح جملة من التساؤلات والاشكالات وذلك لهدف تدعيم وتعزيزالترسانة القانونية عن طريق تخليصهامن التناقضات والثغرات بماهي تهديدللمنظومة القانونية التفاعلية ليتجلى لنابذلك الدورالحمائي لهذاالفكروضمن هذاالسياق فان خصوصية الفكرالقانوني مكنت من انبثاق وارساءنصوص قانونيةمنسجمة ومتناغمة قائمة على التفاعل لاالتناقض والتي بدورهاتهدف لتنظيم العلاقات والظواهرالانسانية من جهة وحمايةالمصلحة العامة من جهة اخرى بماهي اساس استمرارية المجتمعات الانسانيةكماان خصوصيةهذاالتفكيرمهدت لبروزاحكام قضائية خلاقة بماهي اثراءللفقه القضاءخصوصاوالصرح القانوني للمجتمع عموماحيث ان وظيفة القاضي تمثل ارقى تجسيدات الموضوعية والعقلنة الغاية منهاتحقيق العدالة والانصاف وعليه فان مايحتاجه الصرح القانوني هوفكرخصب يحمل في بنيته دلالات الابداع والتحديث بغية تطويرالقواعد والاحكام القانونية لتتماشى مع المتطلبات الاجتماعيةوالاقتصادية والسياسيةالامرالذي يساهم في ترسيخ معطى الوعي لدى شرائح المجتمع ممايؤسس لبلورة مفهوم الثقافة القانونية
واخيرافان دلالات الموضوعية العقلنة والمعقول من شأنهاان تساهم في اثراءوظائف القانون عن طريق تفعيل البعدالتشاركي والانساني حيث ان دورالقواعدوالاحكام والنصوص القانونية لايقتصرعلى التأطيرالتنظيم الردع والحماية وانمايهدف لتفعيل دورالمواطن وتوفيرمناخ قانوني ملائم للإسهام في الحوارات والنقاشات التي يكون فيهاطرفاالامرالذي يؤسس تدريجيالتكوين ثقافة قانونية قائمة على التشارك والتفاعل لاالتهميش والتغيب ليتمظهرلنابذلك مفهوم انسنة القانون باعتبارأن كل ماهوانساني يعدتجسيدالماهية ماهوقانوني فإلى اي مدى ساهم التفكيرالقانوني لدى المجتمعات في تطويرالتراسانات القانونية وتحديث اهدافهافعندمايعرض على رجل القانون معضلة قانونية فالتفكيرفي حلهالايتم عبر المراجع والكتب القانونية فقط وهذه حقيقة لابدمن كشفهالانها لامستنامباشرة في حياتنا العملية بل يجب لحلهااستخدام كل المهارات الشخصية ومهارات التفكير فحلهايتطلب بجانب المعرفة القانونية معرفة علمية فالتفكيرالقانوني يتضمن تفسيروتطبيق النصوص القانونية وهذايتطلب فهم شامل للمفاهيم والمبادئ القانونية لان التفكيرالقانوني لايتعلق فقط بتطبيق القواعدوالمبادئ على الحقائق وانماتحليل ووزن القيم المتنافسة والاهتمامات والسياسات بالمحصلة فهوليس واضحااذغالبا مايتضمن تفسيرات مختلفة للنصوص القانونية والسوابق وهذاهو السبب في كونه مصدراللنقاش والخلاف بين القانونيين فهوعملية ديناميكية تتطورمع مرورالوقت وتتأثربالتغيرات في المجتمع والسياسة والتكنولوجياوتتضمن عملية التفكيرالقانوني استخدام المنطق والتحليل وتفسيرالنصوص والسوابق القانونية فالمنطق القانوني ضروري لأنه مهارة مهمة يجب ان يمتلكهاكل قانوني وتنطوي على عملية معقدة وديناميكية لتفسيروتطبيق النصوص والسوابق القانونية فهوتطبيق القواعد والمبادئ القانونية على مجموعة معينة من الحقائق من اجل التوصل الى استنتاج قانوني ولأنه فن يتطلب فهماعميقا للقانون والقدرة على التفكيربشكل نقدي ومنطقي ومع ذلك فان التفكيرالقانوني ليس واضحادائمالأنه غالباماينطوي على قدركبيرمن التفسيروالحكم لذايجادل بعض العلماءبان التفكيرالقانوني ليس علمابل هوفن يتطلب الابداع والخيال بينمايعتقد آخرون انه علم يمكن تحليله وتنظيمه ولاننسى ان عملية تفسيرالقوانين تلعب دوراحاسمافي عملية التفكيرالقانوني فهي تساعدعلى ضمان فهم القوانين التي اقرتهاالهيئة التشريعية وتطبيقهابجوهرهابشكل صحيح في سياق الحالات الفردية فالتفسيرالقانوني هوالعملية التي تفسربهاالمحاكم تطبيق التشريعات وتكمن اهميتهافي قدرتهاعلى توفيرالوضوح والاتساق في تطبيق القوانين كماان اللغة المستخدمة في القوانين قدلاتبدو واضحة ومباشرة فغالبامايكون هناك غموض اوفجوات تتطلب تفسيرا كماوتلعب السياسة دورامهمافي التفكيرالقانوني لأنهاتساعدعلى توجيه تفسيرالقانون وتطبيقه فتشيرالى الاهداف والقيم التي تكمن وراءالقانون كمايمكن استخدام الخيال القانوني ايضافي التفكيروذلك لملء الفجوات في القانون فمن المتوقع ان مستقبل التفكيرالقانوني سيكون فيه زيادة في استخدام التكنولوجياوالذكاءالاصطناعي كتحليل المستندات والاكتشاف الالكتروني والتنبؤ بنتائج القضية وبالتحكيم والتحقيق واصدار الحكم والخبرةوالادارةالالكترونية


(فن التفكير القانوني تأملات الفلسفة الحديثة)