وريقات عالم


خاص بالطيارين..تكنولوجيا التنبؤ بالانفجار الصوتي للطائرات الأسرع من الصوت

طيار مهندس/ محمد الشعلان | Capt. Mehmed asch-Schaalan


07/02/2023 القراءات: 1516  


طور المهندسون في مركز آرمسترونغ لأبحاث الطيران التابع لشركة ناسا Armstrong Flight Research شاشة لعرض معلومات الانفجار الصوتي للطائرات الأسرع من الصوت Supersonic Aircrafts في الزمن الحقيقي، تمكن هذه الشاشة الطيارين من التحكم في الانفجار الناجم عن اختراق حاجز الصوت. ومن الممكن دمج النظام في قمرة القيادة أو غرفة تحكم الطائرة لمساعدة الطيارين على منع حدوث الانفجار الصوتي أو توجيهه لمواقع محددة بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان. أعطى السفر التجاري الأسرع آمالاً كبيرةً للخطوط الجوية التجارية وللمسافرين العاديين عندما طُرح للمرة الأولى عام 1976. ولكن عندما تسافر الطائرات الأسرع من الصوت بسرعات تقارب أو تساوي 1 ماك -سرعة الصوت- فإنها تولد انفجارات صوتية رعدية جعلت منها مصدرًا لإزعاج السكان. ولهذا السبب، تحظر الولايات المتحدة ودولٌ أخرى السفر التجاري الأسرع من الصوت على ارتفاع قريب من سطح الأرض. تُشكل موجة الصدمة الأسرع من الصوت مخروطًا من جزيئات الهواء المضغوطة التي تنتشر إلى الخارج في جميع الاتجاهات وتمتد لتصل الأرض. تخلق موجة الصدمة دويًا نتيجة لاختراق حاجز الصوت المستمر على عرض قاعدة المخروط. وتشمل العوامل التي تؤثر في الانفجار الصوتي وزن الطائرة وحجمها وشكلها، بالإضافة إلى ارتفاعها وسرعتها وتسارعها ومسارها الجوي والظروف الجوية المحيطة. إذ تأخذ الشاشة التفاعلية هذه العوامل بعين الاعتبار وتمكن الطيارين من التحكم في آثار دوي اختراق حاجز الصوت والتخفيف منها. لا يوجد نظام آخر لإدارة الانفجار الصوتي أثناء الطيران سوى هذا النظام، فيتميز بقدرته على عرض موقع وشدة موجة الصدمة الناجمة عن الطائرات الأسرع من الصوت في الزمن الحقيقي، كما يتيح هذا للطيارين إجراء تعديلات على متن الطائرة للتحكم في شدة ومكان الانفجار الصوتي عبر شاشة تفاعلية يمكن دمجها في قمرة القيادة وغرف التحكّم. وتستخدم هذه التقنية في غرف التحكم والمحاكاة في مركز آرمسترونغ منذ عام 2000 وساعدت العديد من المشاريع المتعلقة بالانفجار الصوتي. على سبيل المثال، استُخدم هذا النظام في FaINT ومشروع SCAM، إذ ساهم كلاهما في زيادة كفاءة جمع بيانات أبحاث الانفجار الصوتي. وتعد هذه التقنية أيضاً عنصرًا حاسمًا في مشروع السرعة العالية للبرنامج الأساسي للملاحة الجوية التابع لوكالة ناسا، الذي يسعى إلى تطوير والتحقق من صحة الأدوات والتقنيات والمفاهيم للتغلب على الحواجز التي تعوق التحقيق الفعلي للطائرات عالية السرعة. تملك شركات الفضاء الجوي تقنيات تمكنها من بناء طائرات أسرع لتستخدم في الرحلات الجوية البرية، إلا أن الصناعة لم تضع بعد نظامًا لدعم تخطيط الطيران وإدارة الانفجار الصوتي، وبالتالي فإن هذه الشاشة التفاعلية التي تعرض الانفجار الصوتي في الزمن الحقيقي تملأ هذه الحاجة. وستمهد قدرات هذه التقنية المتطورة الطريق نحو الطيران الأسرع من الصوت، حيث إنها المفتاح لضمان إمكانية تحقيق زيادات في السرعة دون إزعاج التجمعات السكنية.


عالم الطيران، مستقبل الطيران، طيار، الانفجار الصوتي، سرعة الصوت، هندسة الطيران


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع