الثقاف ( التصفيح ) قفل إحترازي لحماية الفتاة
10/10/2020 القراءات: 5461
لا يزال المخيال الجمعي الجزائري عموما ومجتمع البحث (الطارفي) على وجه الخصوص يجسد شرف المرأة في عذريتها، فالتصفيح ظاهرة تتعلق بالعنصر النسوي وتحديدا البنات، وعملية الثقاف تتم وفق قواعد وشروط محددة لا يمكن الحياد عنها وإلا سيبطل مفعوله كالسحر، شرطها الأساسي سن الفتاة الذي لا يجب أن لا يتجاوز سن البلوغ، وهذا له علاقة بالدورة الشهرية أي أن الفتاة إذا نضجت بيولوجيا لا يمكن تطبيق هذا النوع من السحر عليها، بالإضافة إلى الوظيفة الوقائية التي يلعبها سحر التصفيح فهو يساهم في إيجاد" آليات سيكولوجية تجعل الفتاة تضع رقيبا على نفسها، فنجدها حريصة على صون بكارتها والمحافظة على عذريتها"، وكذلك لأن عذرية الفتاة" محاطة بمحرم سحري، وتتحذه التمثلات الجماعية على أنه حقيقة". وهناك عدة طرق لممارسة هذا النوع من السحر نذكر ما تم جمعه من خلال دراستنا الميدانية بمنطقة الطارف . 1/ طريقة التشلاط : يعني إحداث جروح صغيرة بواسطة (موس جيلات) في الركبة اليمنى للفتاة ويكون عددها سبعة ثم تغمس في كل حرج حبة من التمر وتتناولها الفتاة واحدة تلوى الأخرى، وتردد المسؤولة عن هذه العملية عبارة" الطفلة حيط والراجل خيط" في كل مرة تشلط فيها أي سبع مرات. وبالنسبة لفك هذا السحر فإنها تطبق نفس العملية لكن تختلف عما فعلته سابقا وتغير إتجاه إحداث الجروح أي البدء من نهاية الجرح وقلب العبارة حيث تصبح" الطفلة خيط والراجل حيط".
2/ طريقة الماء والقطن: وهي نفس الطريقة الأولى بعد إحداث الجروح يتم مسح الدم بالقطن ووضعه في كأس من الماء وتشربه الفتاة مع ترديد نفس العبارة السابقة.
3/طريقة المرآة : يتم وضع مرآة صغيرة الحجم ذو وجهين وتفتح ثم توضع على ركبة الفتاة ويتم جرحها سبعة مرات وتغلق وتخبئ ولا يجب فتحها أبدا وإذ فتحت يعاد شراء مرآة جديد يشرط عدم إستعملها من قبل، وعند الفتح تجرى نفس العملية، إحضار المرآة ووضعها فوق الركبة ويعاد فتح الجروح بالمقلوب .
4/ طريقة القفل: هي نفس الطريقة الثانية يتم وضعها تحت الفتاة وتقفل وتردد نفس العبارة السابقة وهي ترمز إلى إغلاق الفتاة ومنحها القوة مثل الجدار وإنتزاع القوة من الرجل.
ونفهم أن كل أنواع التصفيح تصب في هدف واحد فالعبارة التي ترددها تمثل رمز للقوة والصمود والخيط بدوره يرمز إلى الضعف. والتصفيح بدوره يحقق للأم الأمن النفسي والإجتماعي وذلك بإعتبارها المسؤولة الأولى عن مراقبة الجنسانية الأنثوية، وبالتالي فهذا الطقس يخفف عليها لتضمن حماية الفتاة وهي ترى أن التصفيح له بعد رمزي وأن هذا الطقس يحمي عذرية الفتاة، لكن مقابل هذه الحماية هناك تأثيراته السلبية تؤثر على الفتاة المصفحة لإدراكها لهذه الوضعية والهدف منها يمكن أن يجعلها تشعر بنوع من" التحرر الجنسي، بالتالي تلجأ إلى ممارسة العلاقات الجنسية عن طواعية كذلك يمكن أن تجعل الفتاة من هذا الطقس وسيلة لمنع الحمل رغم ممارسة العلاقات الجنسية ويصبح بمثابة حماية الإجتماعية".
فالتصفيح جزء من ثقافة مجتمع البحث من خلال المعتقدات الشعبية المرتبطة وأهمها أن:
التصفيح يحمي ويحفظ عذرية الفتاة.
يضمن الفتاة حصانة إجتماعية. من اعداد الباحثة خميس حياة . تخصص انثروبولوجيا عامة .
العذرية، الثقاف( التصفيح) الممارسات السحرية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع