مدونة د. عبدالكريم محمد حسين الروضي


مهارة الإدارة الذاتية، بقلم د.عبدالكريم محمد الروضي، الخميس 23 ابريل 2020م

د. عبدالكريم محمد حسين الروضي | Dr. Abdulkarem Mohammed Hussein Al-Rawdhi


23/04/2020 القراءات: 1645  



ما أود الحديث عنه اليوم هو التركيز على مهارة الإدارة الذاتية وهو أمر في نظري أنه مهم جداً وخاصة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة والتي يعتبر فيها مدى قدرتك على إدارة ذاتك وتوجيهها نحو الوجهة السليمة ومعرفة ما الذي تريده منها أمر مهم للتمكين والنجاح في كل مجالات الحياة لكن قبل أن نناقش هذه المهارة أعتقد أنه من المهم معرفة ماهية إدارة الذات والإدارة الذاتية، فالإدارة الذاتية تشير إلى مجموعة من السلوكيات التي تركز على كيفية إدارة الناس لأنفسهم في عملهم وحياتهم ويحدد بعض المؤلفين الإدارة الذاتية من خلال السمات الست التالية : ضبط النفس والشفافية والقدرة على التكيف والإنجاز والمبادرة والتفاؤل، وهناك ثلاث مهارات يجب على الجميع تطويرها في جانب الإدارة الذاتية على الجميع تطويرها : - تعلم إدارة إلتزاماتك ووقتك وهو أمر يحتاج إلى البحث عن الطريقة التي تسطيع من خلالها التعلم بشكل يناسبك أنت ويتماشى مع قيمك وأهدافك . - تنمية الدافع والقدرة على تعلم أشياء جيدة تدعم بها نفسك وعملك في جميع المجالات التي تحتاج إليها سواء على المستوى الشخصي أو المستوى المهني . - الإهتمام وبناء شبكتك الشخصية فإن من أهم الجوانب لقدرتك على إدارة نفسك شبكتك الشخصية التي تنظيم إليها ومدى قدوة وقدرة هذه الشبكة على إدارة وقتها ونفسها . بهذه المهارات الثلاث أعتقد أنك ستكون ناجحاً أكثر من غيرك والسؤال الذي يطرحه كثير من الناس ويتساؤلونه هل هذه المهارات شيء يولد مع الإنسان أم انه يمكن اكتسابها وتطويرها والحقيقة أن هناك أناس نستطيع أن نقول أن هذه المهارات تولد معهم ويحتاجون فقط إلى اكتشافها وإعادة ترتيبها وصقلها ولكن في المقابل فهناك خبر سارٌ أيضاً أن هذه المهارات كذلك ليست حكراً على هؤلاء الناس الذي تولد معهم هذه المهارات فهي مهارات يمكن أن تكتسب وتطور من خلال القراءة والتدريب والتعلم والممارسة وحتى تكتمل الصورة لديك عزيزي القارئ فيجب أن تعلم أن اكتساب مهارات الإدارة الذاتية وإتقانها قد يستغرق منك عهدة سنوات حتى تستقيم لك نفسك ويتطلب منك وقتاً للعثور على الوسيلة التي تناسب لإدارة ذاتك بما يمنحك الإستقلالية الشخصية والنمو الذاتي . وسأعرض عليكم أهم النقاط التي من خلالها يمكن أن تتعلم منها كيف تدير ذاتك: - استفد من الفرص النادرة : أحياناً تأتي الفرص على شكل مأزق أو مخاطرة لا يوجد غيرها ولكنك تكتشف في الأخير انك تعلمت منها الشيئ الكثير وكم الأمور التي مرت عليك والتي كنت تعتقد أـنها كانت بمثابة المشكلة أو الورطة بالنسبة لك لكنك بعد تجاوزها اكتشف أنك ازددت قوة وتعلمت أكثر عن كيفية إداراكك لذاتك وإلزامها بما تريد . - تعلم مهاراة التفويض: فما تستطيع عمله الآن بمفردك قد لا تستطيع عمله في المستقبل عندما تكثر عليك المسؤوليات والمهام وإذا لم تتقن فن ومهارة التفويض فلن تستيطع إدارة ذاتك بالشكل الجيد بل ستتراكم عليك الأعمال وتجد نفسك في مأزق . - إهتم بنفسك وأوجد وقتاً للتفكير في نفسك وما تمضي إليه وتأكد بأنه يجب عليك أن لا يطغى جانب على جانب آخر في حياتك فالأعمال لن تنتهي والحياة تدور بسرعة ولن يبقى لك إلا نفسك التي بين جنبيك والطريقة التي تعامل بها نفسك . - حدد أهدافك العامة وراجعها باستمرار وانظر إلى أي مدى وصلت فيها وماهي أسباب الإخفاقات ولا تلم نفسك كثيراً على القصور بل شجعها وانظر إلى اسباب الإخفاق وعالجة وتجاوز المرحلة . - مارس العديد من الأنشطة والالتزامات الاجتماعية والخيرية سواء في مدرستك أو حيك أو مجتمعك أو مسجدك او جامعتك فهذا يعزز قيمة الإلتزام تجاه الغير ويعطيك حافزاً للوفاء بالتزاماتك - تحكم بنفسك أكثر ولا أعني هذا إخفاء مشاعرك ولكن أقصد بذلك السيطر ة عليها بالشكل المناسب وهذا يعني عدم اتخاذ قرارات متهورة أو المبالغة في ردود الفعل بشكل يؤثر على التزاماتك تجاه نفسك وقيمك والآخرين . في الأخير تأكد أن مهارة الإدارة الذاتية مهارة مهمة ومتميزة ولا يتقنها إلا الناجحون في حياتهم وأنت منهم ...


الإدارة الذاتية ، الالتزام ، التطوع ، عبدالكريم محمد الروضي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع