كيف تساهم الهواتف في تدهور سلوك الأطفال
عمر باسم يونس | Omar Bassem Younes
24/01/2025 القراءات: 23
في عصرنا الحالي، أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وباتت التكنولوجيا تفرض نفسها على مختلف جوانب حياتنا. ومع التقدم التكنولوجي الهائل، ظهر أيضًا ما يسمى "التفاهة"، حيث أصبح العديد من الأشخاص يستهلكون المحتوى السطحي غير المفيد على مواقع التواصل الاجتماعي. في الوقت الذي كان من المفترض أن تسهم هذه التكنولوجيا في تنمية الأجيال القادمة، أصبحنا نشهد تدهورًا في مستوى الوعي والثقافة، خاصة بين الأطفال.
تأثير الهاتف على الأطفال
أحد أخطر التأثيرات التي يسببها الهاتف للأطفال هو تشتيت انتباههم وتقليل تركيزهم. فالهواتف الذكية تقدم وسائل راحة فورية، مما جعل جيل اليوم يعتاد على السرعة والراحة في كل شيء، بعيدًا عن تحمل الصعوبات أو مواجهة التحديات. من بين هذه الوسائل، مقاطع "الريلز" على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتجاوز الدقيقة في الغالب، والتي تؤدي إلى تزايد التشتت. هذه المقاطع العشوائية لا تحتوي دائمًا على معلومات قيمة، وقد تكون مجرد محتوى ترفيهي أو تجاري، لكن تكرارها اليومي يساهم في تشكيل مسارات عصبية في دماغ الطفل، مما يؤدي إلى إفراز مفرط لهرمون الدوبامين، الذي يرتبط بمركز المكافأة في الدماغ.
بمرور الوقت، يعتاد الطفل على هذا الإشباع اللحظي، مما يقلل من متعته في الأنشطة الأخرى مثل اللعب أو الاستماع إلى القصص. ومع مرور الأيام، يمكن أن يتحول هذا السلوك إلى إدمان حقيقي. فإذا كان الطفل يقضي وقتًا طويلًا في مشاهدة مقاطع فيديو أو ألعاب موجهة للأطفال، فإن هذا يصبح أكثر خطورة.
ما هو الإدمان؟
الإدمان هو تكرار سلوك معين بشكل مستمر إلى درجة أن العقل اللاواعي يتحكم فيه. عندما يتم إفراز هرمون الدوبامين بشكل مفرط نتيجة لهذه الأنشطة، تصبح هذه السلوكيات عادة يصعب التخلص منها.
دائرة إدمان الهاتف لدى الأطفال
1. قضاء 10 إلى 20 دقيقة يوميًا على الهاتف.
2. الشعور بالملل في الأيام التي لا يقضي فيها وقتًا على الهاتف.
3. تزايد الرغبة في قضاء وقت أطول على الهاتف.
4. محاولة التأثير على الوالدين للسماح له باستخدام الهاتف.
5. انخفاض التركيز وزيادة صعوبة الاستيعاب.
6. مع مرور الوقت، تصبح هذه السلوكيات إدمانًا متكررًا.
إدراك الأبوين بعد فوات الأوان
غالبًا ما يدرك الأبوين التأثير السلبي لهواتف الأطفال بعد فوات الأوان. وفي محاولة منهم لإنقاذ طفلهم، قد يتخذون قرارًا مفاجئًا بمنع الطفل من استخدام الهاتف، معتقدين أن هذا هو الحل. ولكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذا التصرف يمكن أن يدخل الطفل في دائرة الاكتئاب بسبب الفراغ الذي سيشعر به نتيجة تغيير عادات حياته بشكل مفاجئ. بالإضافة إلى الأضرار الجسدية مثل ضعف النظر أو السمع بسبب الاستمرار في استخدام الهواتف لساعات طويلة.
دائرة الاكتئاب
1. الشعور بالحزن والبكاء بدون سبب.
2. تغير في شهية الطعام.
3. انخفاض المتعة في اللعب أو النشاطات الأخرى.
4. العزلة الاجتماعية وعدم الرغبة في التفاعل مع الأصدقاء أو العائلة.
5. الإصابة بالخوف الاجتماعي أو القلق.
6. انخفاض المستوى الدراسي.
الحلول لإخراج الطفل من دائرة الإدمان والاكتئاب
1. تشجيع الطفل على التفاعل مع الأطفال الآخرين.
2. العودة إلى الأنشطة القديمة التي كانت تثير اهتمام الطفل.
3. استبدال العادة الإدمانية بعادة صحية مثل الاستماع للقصص أو تعلم الكتابة.
4. تذكير الطفل بما كان يسعده قبل تعوّده على الهاتف.
5. متابعة الطفل وعدم تركه بمفرده خاصة في فترة التعافي.
أهمية الوعي لدى الأبوين
من المهم أن يدرك كل من يقرأ هذا المقال أهمية الوعي بتأثير الهواتف على الأطفال. لا سيما الأمهات اللواتي قد يجدن في الهاتف حلاً سريعًا لتهدئة طفلهن. إلا أن هذا الحل يكون مؤقتًا وقد يؤدي إلى مشاكل أكبر مع مرور الوقت. بدلاً من الاعتماد على الهاتف، يجب البحث عن طرق أخرى لتشجيع الطفل على التعلم والنمو الذهني بطريقة صحية.
الخلاصة
إذا استمر الأطفال في الاعتماد على الهواتف الذكية بشكل مفرط، فإننا نواجه جيلًا يعاني من نقص الوعي والتركيز. الحل يكمن في تفعيل الرقابة الأبوية وتوجيه الأطفال نحو الأنشطة التي تحفز تفكيرهم وتساهم في تطورهم بشكل صحيح. وعلينا أن نتذكر أن التوازن هو الأساس في التعامل مع التكنولوجيا.
ادمان الاطفال.تأثير الهواتف.تحديات التربية.الصحة النفسية.حلول التكنولوجيا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة