المغرب من بلد العبور إلى الاستقرار - المهاجرين جنوب الصحراء نموذجا -
23/01/2022 القراءات: 2603
يقع في غرب العالم العربي، موقعه يجعل منه البلد الإفريقي والعربي الوحيد الذي يتوفر على الواجهتين البحريتين، فهو يطل على البحر المتوسط من الشمال وعلى المحيط الأطلسي من الغرب، وتكمن أهمية الموقع الاستراتيجي للمغرب في قصر المسافة الفاصلة بينه وبين أوروبا عبر مضيق جبل طارق (14كلم)، هذا القرب الجغرافي والتسامح الذي يطبع المجتمع المغربي، وقابلية التعايش لدى المغاربة مع مختلف الجنسيات، جعلته نقطة جذب ومسار مفضل لدى المهاجرين، فقد أصبح يستضيف عددا مهما من المهاجرين النظاميين الذين يقصدونه للعمل أو الدراسة أو لقضاء تقاعدهم، وآخرون يوجدون في وضعية غير نظامية فرضت عليهم أوضاعهم وظروفهم المكوث بالمغرب لسنوات طويلة، بالإضافة إلى اللاجئين وطالبي اللجوء حوالي 3 آلاف وفق تقديرات مكتب الأمم المتحدة للاجئين، كما أن عدد المهاجرين من دول جنوب الصحراء تضاعف أربع مرات خلال العقد الأخير.
تاريخيا تصنف الهجرة في إفريقيا عموما إلى ثلاث فترات رئيسية، خلال فترة ما قبل الاستعمار، وخلال الحقبة الاستعمارية وما بعد الاستعمار. وقد شكل الاستعمار وروابط ما بعد الاستقلال مع القوى الاستعمارية السابقة بشكل كبير أنماط الهجرة التي لوحظت اليوم، وسوف تستمر في التأثير على الاتجاهات المستقبلية، وتختلف القوى الدافعة والديناميات وأنماط الهجرة عبر مناطق إفريقيا، ومع ذلك ازدادت الهجرة على مدى السنوات 15 الماضية في جميع مناطق إفريقيا، وتتميز بفئة كبيرة من الشباب المهاجرين، الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، وتدفقات الهجرة المتنوعة، وتشمل هذه التدفقات أعداد متزايدة من النساء المهاجرات، والهجرة من الريف إلى المناطق الحضرية، وهجرة اليد العاملة، وارتفاع الهجرة غير النظامية، وأعداد كبيرة من اللاجئين وطالبي اللجوء والمشردين داخليا
غير أن عسر وشدة المراقبة على الحدود الخارجية لدول"شنغن"وسنها تشريعات واتخاذها سياسة موحدة في ميدان الهجرة، وخلقها وكالات مختصة في تلك المراقبة"فرنتكس"، وتعاقدها مع دول جنوب المتوسط، والساحل وجنوب الصحراء في إفريقيا، ومنها المغرب في إطار التدبير التعاوني للهجرة، من أجل محاربة"الهجرة غير النظامية"، كل ذلك جعل المغرب يتحول إلى بلد استقبال، مما يحتم عليه وضع استراتيجيات وسياسات عمومية لتدبير ملف المهاجرين جنوب الصحراء.
إن طول انتظار المهاجرين من الدول الإفريقية وجنوب الصحراء لتحين نجاح فرصة الهجرة وبالتالي العبور إلى أوروبا أو تكرارها بعد محاولة أو محاولات آلت بالفشل، وبسبب عسر المراقبات وشدتها وكثافتها، جعلهم يجدون أنفسهم بحكم الواقع مع توالي الأيام والشهور والسنين عالقين في المغرب، حول مدة إقامتهم التي طالت في انتظار تحقيق الحلم، إذ أصبحوا مستقرين ومقيمين بحكم الواقع والقانون في المغرب.
المغرب، الهجرة غير النظامية، جنوب الصحراء، افريقيا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة