مدونة المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد


الجزء ٣/قصة طفلة اسمها ألحان وكفاحها

المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد | Wafaa Fadhel Abdul Wahid


18/12/2021 القراءات: 1402  


الا والدموع في عيني وصورته لا تفارقني وكانت النتيجة انني كنت مكملة في آخر السنة وحاولت جاهدة وبعزيمة وارادة فوق ارادتي ان ادرس وتحاملت على نفسي وحملتها فوق طاقتها وامتحنت في الدور الثاني ونجحت بفضل من الله سبحانه وتعالى وهكذا انتقلت من مرحلة المتوسطة الى مرحلة الاعدادية وكل هذه السنوات وأنا محجبة ولم أنزع الحجاب يوم واحد وكانت مرحلة الاعدادية هي مرحلة تغيير جذري لحياتي حيث انني رفضت حياتي السابقة بأكملها وحاولت أن ابدأ حياة جديدة وكان اخوتي قد كبرا وأصبحنا جميعا أصدقاء أكثر منا أخوة حيث أن كل فرد منا كان يبث همومه للأخر ليقوم الاخر بدوره بالترفيه عنه فجمعتنا روابط الاخوة والصداقة والحب في وقت واحد فتماسكنا بتماسك أقوى من تماسك الحديد نفسه ودارت الايام ومرت الاعوام ولم اتعثر في دراستي لا في الرابع ولا في الخامس الاعدادي ولقد اخترت الفرع العلمي في الصف الخامس ووصلت الى الصف السادس العلمي وطبعا السادس يعني المستقبل اي انني أحدد نوعية عملي وشهادتي التي سأنالها في المستقبل في هذا الصف أما اخوتي فكان هادي قد انتهى من الدراسة وحصل على بكالوريوس هندسة أي انه كان مهندس وكنا قد انتقلنا الى بيت واسع كان قد بناه والدي وقام هادي ببعض الترميمات المكملة للبيت أما زياد فكان في المعهد الزراعي وكان متعلق بفتاة مسيحية , وعادل كان في الخامس العلمي وأيمن في الرابع وهكذا وكنت قد بلغت مرحلة نفذ ثم ناقش أي انني افعل ما أريد ففي أحد الايام عرض علي اخي زياد الركوب وراءه على دراجته البخارية فاقتنعت بالفكرة ووضعت غطره أبي على رأسي وارتديت ملابس امي البيتية دون ان أخبر أحد في المنزل سواء كانت امي ام ابي وركبت خلفه ودار بي في الليل والكل يعتقد اني ولد وليس بنت ولكن عند رجوعنا الى البيت علمت امي بما جرى وكانت الطامة الكبرى ولكنني منذ هذه المرحلة كنت دائما افعل ما اريد وارى نفسي مقتنعة به . وكنت قد انطلقت بشكل كبير للحياة ولكنني في آخر السنة لم أمتحن مادة الحيوان في الدور الاول واثناء العطلة الصيفية لم تكن لدي الرغبة لان اذاكر هذه المادة فأعدت السنة مرة أخرى ولكن في هذه السنة قررت ان انزع الحجاب الذي لازمني مذ كنت في السادس الابتدائي وترك لي اخوتي الاختيار للان هذا شيء يخصني أما والدتي فحاولت الاعتراض مرارا لا نها كانت متدينة كثيرا ولم تكن تسمح لابنتها ان تسير في الشارع بدون حجاب ولكنني كنت قد صممت واقتنعت بالفكرة التي طرأت على خاطري ولذلك نفذتها بدون تراجع وداومت في المدرسة بدون حجاب وفي هذه السنة وقعت امور سارة حيث ان اخي عادل احب احدى صديقاتي في المدرسة وغرق حتى أذنيه في حبها وقد تعرف عليها أثناء ترددها الى بيتنا لزيارتي وبعده بفترة قصيرة أحببت أنا صديقه سمير وكان كردي القومية وكان يزورنا في البيت دائما ويبقى فترة طويلة مع اخوتي ايمن وعادل وكنت اختلس النظرات اليه وقلبي يهيم شوقا وحبا له وكنت احس من خلال كلامه معي ونظراته لي ان حبه لي اكبر من حبي له واعظم درجة ومرت فترة من الزمن ونحن على هذا الحال وفي أحد الايام سألني عادل ان كنت احب سمير فصرحت له ما في قلبي ناحية سمير لأننا كنا كما ذكرت سابقا كنا اصدقاء اكثر من اخوة وكان كل واحد منا يبوح للأخر بما يختلج في قلبه وكنت اساعده بدوري في لقاءاته مع صديقتي لمى واخذ كل واحد منا يحلم بالبيت والاسرة السعيدة بل ان عادل حلم ايضا بالطريقة التي سيزف بها الى لمى وبالأماكن التي سيقضون فيها شهر العسل وحلمت انا ايضا وكبرت احلامي حلمت بالأسرة ومن ثم بالأطفال فتمنيت لو يكون لي أطفال لا منحهم كل ما حرمت منه في طفولتي الحب , الحنان , العطف وحتى الالعاب الجميلة وقد كنت يومها وما أزال أحب الاطفال بشكل كبير لا يوصف ابدا وتمنيت لو تتحقق أحلامي ونجتمع أنا وسمير تحت سقف واحد وتربطنا رابطة الزواج ولكن هيهات ......هيهات ......لا حلامي أن تتحقق حيث اني قررت في أحد الايام ان أسأل سمير وبوجود أخوتي أيمن وعادل عن شعوره نحوي فما كان منه سوى الصمت وبعد فترة طويلة ذكر بأنه يحترمني ويعتز بي كثيرا ويتمنى لو كنت اخته وبأن مشاعره نحوي مشاعر أخوية فذهلت مما سمعت وشمرت في مكاني ماذا أسمع يا ألهي هل حقا هو الذي يقول هذا الكلام .؟؟أم انه شخص آخر لا أعرفه ولا أحبه وصعقت للمرة الثانية.... وكيف.مرة الاولى , الموت هو الذي فرق بيني وبين حبيبي أما في هذه المرة فكان حبيبي جبان فهرب من المسؤولية ومن القطر بأكمله حيث انه سافر الى بلد عربي آخر لا كمال دراسته وأثرت هذه الحالة على نتيجتي في الامتحان فلم استطع ان احصل على المعدل العالي الذي تحلم به أي فتاة بل ان معدلي كان متوسطا وقبلت في أحدى المعاهد الفنية الا وهو المعهد الاداري ولم يكن حالي في المعهد في بداية دوامي بأفضل من وضعيتي السابقة بل على العكس فأحسست بعدم رغبة في الدوام وكانت حالات الكآبة وضيق النفس مسيطرة على نفسيتي طوال الوقت ولم تبق معي أي صديقة من صديقات الاعدادية فلقد فرقنا الزمان وكل واحدة منا ذهبت الى مكان يختلف عن الاخرى فحبيبة عادل لمى قبلت في كلية العلوم بينما عادل أعاد السنة مرة أخرى في السادس العلمي لا نه لم يوفق في السنة الاولى وعند دخول لمى الجامعة تغيرت كثيرا وأدعت بأن الذي كان بينها وبين أخي ليس حبا وإنما كان صداقة فقط فنقلت هذا الكلام عفويا الى اخي رغبة مني في نسيانه لحبها ولكن الذي حصل ان أخي أصيب بانهيار وحاول الانتحار اكثر من مرة وساءت اوضاعنا في البيت وتمرض ابي مرضا شديدا ووقعت ملامة الحالة التي أصيب بها أخي كلها علي لسببين الاول ان لمى صديقتي وأنا التي عرفته بها والثاني انني انا التي نقلت ما قالته لي في الجامعة عندما زرتها اثناء الدوام ولكم أسودت الدنيا في عيني وتمنيت لو تنتهي هذه الحياة أو تقوم الساعة لا تخلص من العذاب الذي لازمني وتساءلت مع نفسي كيف جرى الذي جرى كله وكيف ذبلة زهرة حياتنا اليانعة وكيف ضاعت احلامنا الوردية كلها وكيف .....وكيف .......وكيف ولم تنتهي أسالتي


الجزء الثالث / قصة طفلة اسمها ألحان وكفاحها


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع