مدونة محمد سيد أحمد شحاته


الأستاذ الدكتور أحمد محرم الشيخ ناجي عبد السند

محمد سيد أحمد شحاته | mohamed sayed ahmed shehata


24/03/2025 القراءات: 10  


أحمد محرم الشيخ بن ناجي عبد السند، المالكي الأزهري، المحدث النحويّ، علامة الصعيد، وشيخ الحديث في عصره.
وُلد في قرية نزلة العرين القبلي من صعيد مصر، في الأول من يناير عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعةٍ وأربعين للميلاد، الموافق ألفٍ وثلاثمئةٍ وثمانيةٍ وستين للهجرة. وقد سُمي أحمد محرم على الشاعر أحمد محرم -رحمه الله-. ونشأ في بيئةٍ أزهريةٍ خالصة، فتلقى العلم على أيدي مشايخ الأزهر، وحفظ القرآن الكريم في سنٍ مبكرة.
تلقى الشيخ أحمد محرم تعليمه الإعدادي والثانوي في معهد أسيوط الديني، على يد ثلةٍ من العلماء الأجلاء، الذين غرسوا فيه حب العلم والتحصيل.
ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بكلية اللغة العربية، ولكنه لم يمكث فيها طويلًا، إذ سرعان ما وجد ضالته في كلية أصول الدين، فحول إليها، وتخرج فيها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. وواصل دراساته العليا، فحصل على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه، وكان عنوانها "البدر العيني ومنهجه في عمدة القاري"، وأشرف عليها العلامة موسى شاهين لاشين.
تلقى الشيخ أحمد محرم العلم على أيدي نخبةٍ من علماء الأزهر، منهم: العلامة موسى شاهين لاشين، وغيرهم من علماء الأزهر.
كان الشيخ أحمد محرم غزير الإنتاج، واسع العلم، له مؤلفاتٌ وتحقيقاتٌ نافعة، تدل على رسوخ قدمه في علم الحديث، ومنها: "وقفات مفيدة أمام توجيهات نبوية سديدة"، و"من الهدى النبوي في الصلاة"، و"دراسات في الحديث الموضوعي"، و"الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين"، و"دراسات منهجية للمصنفات في السيرة النبوية". وشارك في موسوعة "علوم الحديث الشريف" التي أصدرتها وزارة الأوقاف المصرية.
وكان الشيخ أحمد محرم ذا ذاكرةٍ قويةٍ، وحافظةٍ عجيبة، يُضربُ به المثل في سرعة الحفظ وجودة الاستحضار. وكان كريمًا جوادًا، يفتح بيته لطلاب العلم، ويُعينهم على طلب العلم. وكان محبًا لطلابه، يُحسن إليهم، ويُشجعهم على الاجتهاد، وكانوا يُحبونه ويُقدرونه.
وقد سُمي أحمد محرم على الشاعر أحمد محرم -رحمه الله-.
أقام الشيخ أحمد محرم في أسيوط، وكان له فيها مجلس علمٍ عامرٍ، يُقصده طلاب العلم من كل مكان. وكان طلابه إذا ذكروا "الشيخان" في قسم الحديث في أسيوط، فإنهم يقصدون الشيخ أحمد محرم الشيخ ناجي، والشيخ محمد محمود بكار، حفظه الله.
وكان الشيخ أحمد محرم، رحمه الله، ذا وجهٍ منيرٍ، له مهابةٌ في القلوب، يُحب العلم والعلماء، كثير الأذكار والأوراد، لا تفارق السباحة يده، ولا يفارق الذكر لسانه في إقامته وسفره. وما تسمعه عنه أقل مما تراه فيه.
توفي الشيخ أحمد محرم في الثالث والعشرين من شهر محرم عام ألفٍ وأربعمئةٍ وأربعين للهجرة، الموافق الثالث من أكتوبر عام ألفين وثمانية عشر للميلاد، وشيعه الآلاف من طلاب العلم ومحبيه، ورثاه العديد من العلماء والشعراء.
رحم الله الشيخ أحمد محرم، وجزاه عن العلم وأهله خير الجزاء.


الشيخ أحمد محرم الشيخ ناجي عبد السند


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع