انتشر الإسلام بعد الهجرة في المدينة ، وتعززت مكانة المسلمين وقوتهم خلال السنوات الخمسة الأولى ، فاشتد حنق خصومهم من اليهود والمشركين ؛ وخاصة بعد طرد يهود بني النضير من المدينة واستمرار المسلمين في تهديد طرق قريش التجارية ، فطاف عدد من سادة بني النضير منهم حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق وهوذة بن قيس الوائلي وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق على زعماء قريش وغطفان والقبائل المجاورة لهما يستنهضونهم لغزو المدينة واستئصال شافة المسلمين فيها ، (۱) ووعدوهم بتأليب يهود بني قريظة الذين ما زالوا في المدينة، ووعدوا قبيلة غطفان بنصف تمر خيبر (۳) ، فالتقت أحقاد قريش وبني النضير وأطماع غطفان، واتفقت هذه القبائل (۳) على مهاجمة المدينة ، وبدأت تزحف إليها في أوائل شوال من السنة الخامسة للهجرة.