تحليل سوق العمل في قطاع غزة
د. رائد محمد حلس | Dr-Raid Mohammed Helles
29/03/2023 القراءات: 1641
يعتبر سوق العمل في قطاع غزة فريدًا من نواحٍ عديدة نظرًا لظروفه الجيوسياسية والاقتصادية، فقطاع غزة منطقة مكتظة بالسكان وذات موارد محدودة ، وهي تخضع لحصار من قبل إسرائيل منذ عام 2007، مما خلق وضعًا اقتصاديًا صعبًا لسكانها
في هذا السياق، دعونا نحلل بعض الجوانب الرئيسية لسوق العمل في قطاع غزة:
معدلات التشغيل: يعد معدل البطالة في غزة من بين أعلى المعدلات في العالم، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ معدل البطالة في غزة 49.1٪ في الربع الأول من عام 2021. ويمكن أن يُعزى هذا المعدل المرتفع للبطالة إلى عدة عوامل، منها الحصار، ومحدودية فرص العمل، وغياب قاعدة صناعية .
أنواع التوظيف: يعمل غالبية العاملين في غزة في القطاع العام، حيث توظف الحكومة حوالي 80٪ من العمال، ومع ذلك ، وبسبب القيود المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية ، كان هناك تأخير في دفع الرواتب وخفض العمالة ، مما أدى إلى وضع اقتصادي أكثر صعوبة للعاملين في القطاع العام.
االتفاوت بين الجنسين: تواجه النساء في غزة تحديات كبيرة في الوصول إلى فرص العمل بسبب الأدوار التقليدية للجنسين والأعراف الاجتماعية التمييزية، تبلغ نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة في غزة 18٪ فقط مقابل 69٪ للرجال، هذه الفجوة بين الجنسين هي عائق كبير أمام التمكين الاقتصادي للمرأة وتساهم في عدم المساواة بين الجنسين على نطاق أوسع في المنطقة.
الاقتصاد غير الرسمي: بسبب نقص فرص العمل الرسمية ، تحول العديد من العمال في غزة إلى الاقتصاد غير الرسمي لتغطية نفقاتهم، يشمل القطاع غير الرسمي الباعة الجائلين والشركات الصغيرة وعمال المياومة، ومع ذلك ، غالبًا ما يأتي هذا النوع من العمل مع قدر ضئيل من الأمن الوظيفي، وعدم وجود حماية اجتماعية ، وأجور منخفضة.
بطالة الشباب: يواجه الشباب في غزة تحديات كبيرة في الوصول إلى فرص العمل بسبب سوق العمل المحدود ونقص التدريب وتنمية المهارات، وبحسب منظمة العمل الدولية ، بلغ معدل بطالة الشباب في غزة 63٪ عام 2020 ، وهو من أعلى المعدلات في العالم، هذا النقص في الفرص للشباب يمكن أن يؤدي إلى الشعور باليأس ويساهم في الاضطرابات الاجتماعية.
باختصار، يواجه سوق العمل في غزة العديد من التحديات بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في المنطقة، معدلات البطالة المرتفعة، وفرص العمل المحدودة ، والتفاوتات بين الجنسين ، والاعتماد على القطاع غير الرسمي ليست سوى عدد قليل من القضايا التي يواجهها العمال في غزة على أساس يومي، الأمر الذي يتطلب معالجة هذه التحديات اتباع نهج متعدد الأوجه يتضمن الاستثمار في التعليم وتنمية المهارات، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وخلق المزيد من فرص العمل، ورفع الحصار الذي من شأنه دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام وتحقيق النمو الاقتصادي.
سوق العمل - بطالة الشباب - التفاوت بين الجنسين - الاقتصاد غير الرسمي - قطاع غزة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة