الطبونيمية في الجزائر: التراث الثقافي الغائب
خواجة عبد العزيز | Khouadja Abde-Laziz
09/10/2020 القراءات: 3289 الملف المرفق
الطبونيمية في الجزائر: التراث الثقافي الغائب أ.د/ خواجة عبد العزيز - جامعة غرداية [email protected] ملخص: الطبونيمية علم يعنى بمسمّيات المأهولات واللامأهولات من الأماكن، تاريخ نشأته وتطوّره يحتاج إلى تفكيك أكثر، وإن استفادت الجزائر من عدد غير قليل من الدراسات في الموضوع، لكنّها بحاجة إلى عمق أكثر وفهم أوسع. هذه الورقة محاولة للمرور على بعض لحظات تأسيس هذا الفرع المعرفي ومآلاته في الجزائر، مع نموذج تطبيقي على قرية جزائرية من الجنوب تتماهي فيها منعوتات الأحياء بجغرافيا الشمال الإفريقي وتاريخه الممتدّ خارج الحدود.
Résumé
La toponymie est une science qui s’intéresse au nom des lieux habités et non habités. Son histoire et son développement doivent encore être démonté. L’Algérie a bénéficié de nombreuses études sur le sujet, mais elle a besoin de plus de profondeur et de compréhension. Cette intervention tente de toucher quelques moments dans la création de cette branche de la connaissance et de ses mécanismes en Algérie, à l'aide d'un modèle appliqué à un village (Ksar) algérien du sud, caractérisé par sa désignation géographique nord-africaine et par une histoire étendue au-delà des frontières politique.
مقدمة انطلق دوركايم E.Durkheim وهو يحلّل مفهوم الثقافة، من نقطة أساسية لا يتمّ العالَم البشريُّ وتواجده إلاّ به، إنّها عملية "التصنيف"، بها يُحدّد الكائن البشري حدوده مع الموجودات الأخرى، وبها يحدّد دوائره وانتماءاته، بل وتموقعاته الزمنية والمكانية، فبدون عملية التصنيف لا وجود للثقافة ولا وجود للعلم، والعالم فضاء دون معالم. ولأنّ التصنيف اجتماعي المنشأ كانت الثقافة كذلك وكان العالم كلّه كذلك . المكان وحدة تصنيفية اجتماعية قبل أن تكون شيئاً آخر، وإن اختلفت تمفصلاتها وتشكّلاتها، وحيثما سارت قدم البشرية حاولت ترك ذاتها عليه وعلّمته (من العلامة) بمرورها وكينونتها الفوق طبيعية المطروحة فيها انطلاقاً. بذلك وضع الإنسان أسماء ومنعوتاتٍ وتوصيفات لكلّ بقعة تقع عليها عيناه، ولا يبقى المنعوت مجرّد تسييج مكاني، إنّما وراء كلّ صفة أو اسم للمكان قصّة وأسطورة أو حدث أو بعدُ آخر يصنع الذاكرة ويخلّد الذات المارة من هنا، ويجرّ الموروث للاحقين... فالمكان ليس مجرد معطى طبيعي محايد، إنّه قبل كلّ شيء عمق ثقافي وتمييز ذاكراتي وحكاية تاريخ، ومن هنا جاء الاهتمام بالفضاء المُسمّى والبحث عن دلالاته المُتذكَّرة والمنسية.
الطبونوميا، الجزائر، مزاب، أسماء الأماكن، الأنثروبولوجيا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف