الميتافيرس و الويب 3.0..إلى اين؟ ج2
م. إسماعيل محمد الزدجالي | Ismail Mohammed Al Zadjali
22/02/2022 القراءات: 4121
يعمل ميتافيرس بالفعل على تغيير شكل الاجتماعات والسفر. الاجتماعات هي أول مجال عمل يجري تحويله باستخدام نظارات الواقع الافتراضي، حيث تسمح معظم الأنظمة الأساسية للمستخدمين بدمج مستخدمي الواقع الافتراضي مع مستخدمين عاديين في نفس المكالمة. يستخدم المستخدمون الأوائل بالفعل خاصية هورايزون وورك بليس في ميتا، والذي يمكن استخدامه مع تطبيق فيسبوك ماسنجر، فيما أعلنت زووم أنها ستتكامل مع وورك روومز في هورايزون أوائل هذا العام. نحن نعلم بالفعل أن ميتافيرس تحقق تقدما في الموضة، حيث تكتسب الملابس الرقمية فقط زخما ومن المتوقع أن تعطي دفعة نحو تجربة أكثر مغامرة في عالم الموضة. يؤثر هذا الانغماس أيضا في البيع بالتجزئة، ما يسمح للمستهلكين بتجربة الملابس أو تجربة وضع المنتجات في منازلهم باستخدام الواقع المعزز قبل تسليمها في العالم المادي.
ثم هناك العقارات والتصميم الداخلي والمبيعات والتسويق: يشمل ذلك سماسرة العقارات الذين يقدمون جولات منزلية من خلال الواقع الافتراضي/المعزز، وبالنسبة للبناة ومصممي الديكور الداخلي يمكنهم التصميم افتراضيا والسماح للعملاء المحتملين برؤية المنتج النهائي قبل بنائه. من ناحية أخرى، يمكن لمديري المبيعات والتسويق التنفيذيين الاستمتاع باجتماعات ودية مع عملائهم دون السفر آلاف الأميال (تصفحوا موضوع وداعا درجة رجال الأعمال). تعمل الحقيقة الممتدة أيضا على تسهيل التدريب أثناء العمل في بيئة آمنة ومضمونة للجميع بداية من وكلاء خدمة العملاء إلى عمال المصانع.
يكتسب الواقع الممتد زخما بالفعل في مجال التعليم. يعمل الواقع الافتراضي والتعلم الغامر بالفعل على تسهيل طرق جديدة للتعلم والتدريس في الفصول الدراسية، مثل الواقع المعزز والواقع المختلط. يتضمن ذلك استبدال التشريح القديم في علم الأحياء، واستخدام الواقع الافتراضي لجعل الطلاب يعيشون الأحداث التاريخية، واستخدام الواقع المعزز لعرض الأبراج والكواكب، والسماح للطلاب بالتفاعل مع المتحدثين الأصليين لتعلم اللغة، وأخذ الطلاب في رحلات ميدانية إلى أماكن لا يمكن الوصول إليها أو أماكن باهظة الثمن. هذا مهم بشكل خاص مع قيود السفر الحالية، والتي تدفع المزيد من الناس إلى مشاهدة المعالم السياحية من منازلهم (أو الفصول الدراسية).
من المحتمل أن تتغير عمليات التصنيع تماما: تتطلع الشركات بشكل متزايد إلى دمج تقنيات الواقع الممتد في النماذج الأولية وتصميم المنتجات واختبارها. في أواخر العام الماضي، أعلنت شركة بوينج أن مصانعها المستقبلية ستلجأ لاستخدام التصميمات الهندسية ثلاثية الأبعاد والروبوتات التي تتحدث مع بعضها البعض والميكانيكيين الذين تربطهم نظارات هولولينز التي تصنعها شركة مايكروسوفت لإنشاء منظومة بيئية رقمية في نظام إنتاج جديد تماما.
يمكن لهذه التقنية أيضا إجراء تغييرات في أنظمة الرعاية الصحية: يستخدم الواقع الافتراضي لمساعدة قدامى المحاربين وضحايا العنف الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من خلال علاج التعرض للواقع الافتراضي، وهو علاج سلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة والقلق، ما يسمح للمرضى بالانغماس في المواقف المؤلمة في بيئة آمنة. في مجال الرعاية الصحية، يتمتع الواقع الافتراضي بإمكانيات هائلة في توفير طريقة سهلة للأطباء لإجراء الاختبارات وارتكاب الأخطاء دون الإضرار بأي شخص، فضلا عن احتمال إجراء جراحة عن بعد.
في حياتنا اليومية، هناك اللياقة البدنية: اعتاد الناس ممارسة التمارين الرياضية من غرفة المعيشة الخاصة بهم بسبب "كوفيد-19"، لكن ميتافيرس يعد بأن يكون مغيرا حقيقيا للعبة. في الواقع المعزز، يمكن لمدربك أن يدربك في الوقت الفعلي في غرفة المعيشة أو صالة الألعاب الرياضية المنزلية، بينما في الواقع الافتراضي، يمكن أن تنضم صورتك الرمزية إلى فصول اللياقة البدنية وأنت مرتاح في منزلك.
تتيح تطبيقات الألعاب واللياقة البدنية أيضا لأخصائيي العلاج الطبيعي تصميم وتقديم إعادة التأهيل عن بعد للمرضى. بالإضافة إلى ضمان استمرار تحفيز المرضى والمشاركة في علاجهم بين الجلسات، يمكن أن يساعد استخدام الواقع الافتراضي لإعادة التأهيل في إتاحة العلاج الطبيعي للسكان الذين يعيشون بعيدا عن مراكز العلاج.
يمكن أن تصبح تقنيات الواقع المعزز والافتراضي عنصرا أساسيا في تطبيق القانون والجيش. اعتمد الجيش البريطاني الواقع الافتراضي بالفعل، ما يساعد في إعداد الجنود للقتال من خلال محاكاة المركبات والطيران ومعسكرات التدريب الافتراضي والتدريب الطبي في ساحة المعركة. يعتمد الواقع الممتد أيضا في تطبيق القانون للتدريب في بعض مناطق الولايات المتحدة، بينما في الصين، جرى بالفعل دمج نظارات الواقع المعزز مع الذكاء الاصطناعي وبرامج التعرف على الوجه لمساعدة مفتشي الطرق السريعة وسلطات المطارات على تحديد المشتبه بهم.
ما مدى قرب تطبيق هذا؟ في البداية، يجب إتاحة الوصول إلى التكنولوجيا، وهو ما سيحدث فقط بمجرد دخول المزيد من الشركات التكنولوجية إلى اللعبة. وهذا يعني تطوير الأجهزة (سماعات الرأس، وقفازات البيانات، والنظارات) المستخدمة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز، فضلا عن المساحة نفسها التي تحتوي على برامج وتطبيقات مفيدة، والأهم من ذلك، ترحيل مجموعة من الأشخاص الذين يرغبون في "قضاء الوقت" أو القيام بتلك الأعمال افتراضيا. تمتلك كل من ميتا ومايكروسوفت سماعات رأس / نظارات خاصة بها، ويشاع أن آبل ستطلق أول سماعة رأس للواقع الافتراضي/ المعزز في وقت لاحق من هذا العام. هل ستصل التقنية قريبا إلى مكان عمل قريب منك؟ على الأرجح، نعم، على الرغم من أن جني الفوائد طويلة الأجل للميتافيرس سيستغرق سنوات من الاستثمار.
ميتا ، ميتافيرس ، ويب ، ويب3.0
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع