خاطبوا النّاس على قدر عقولهم
د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli
20/03/2023 القراءات: 1235
خاطبوهم على قدر عقولهم
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
قد لا يحسن المرء التّصرف في بعض المواقف وإن سواء كان عالما أو متعلما، ففي كثير من المواقف لا يحسن الرّد على استفسار ما، أو سؤال وجّه له؛ وبالتّالي يكلفه ذلك الأمر ثمنا باهظا قد يهدر كرامته بأي شكل من الأشكال، أو يودي بحياته تماما، ولنا في كثير من القصص عبرات وعظات كقصة القاتل لتسع وتسعين نفسا، حين سأل العابد: هل للقاتل من توبة؟ فقال له: لا. فأودت إجابته هذه بحياته، فكانت نفسه النّفس المائة التي يقتلها، وكذلك لنا أيضا في قصة ذاك الجاهل عبرة وعظة حين سأل أحدهم، وكانا يتبعان جنازة: من المتوفِّي؟ (بكسر الفاء المشددة)، فرد عليه قائلا: الله. فما كان من ذلك الجاهل إلا أن لطمه على وجهه، فكان في رده إهدار لكرامته التي لم يصنها، ويجنبها جهل الجاهل، وكان بإمكانه أن يحسن التّصرف، والرّد بقوله: المتوفَّى فلان (بفتح الفاء المشددة).
فالمواقف والظّروف التي نمر بها تفرض علينا أن نكون حذرين كل الحذر، وأن نحسن التّصرف فيها من خلال التّأني، وعدم التّسرع في الرّد على ما يوجه لنا من استفسارات أو أسئلة، ومخاطبة الآخرين على قدر عقولهم، فالكل ليس على مستوى واحد من الفهم؛ وبالتالي نصون كرامتنا، ونحفظ علينا حياتنا.
خاطبوهم- قدر- عقولهم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع