تعد الحدائق العامة من المناطق الترفيهية الضرورية ، ومن أساسيات تخطيط المدن الحديثة عند انشائها ، لأن السكان يستخدمونها لقضاء بعض من أوقات فراغهم فيها ، و للترويح عن أنفسهم من مشاغل حياتهم اليومية ، و للتحرر من نسيج الأبنية الممتدة في المدن ، كما تعمل على تأمين الشروط البيئة الطبيعية للإنسان . أما من الناحية الاجتماعية فتعد وسيلة ارتباط بيئي بين الإنسان وما يحيط به، وهي تشعره بالراحة والإطمئنان .
يهدف هذا البحث الى تتبع مراحل تطور المساحات الخضراء و تشخيص واقع كفاءة توزيعها في مدينة أربيل من خلال الاستفادة من التقنيات المتاحة في نظم المعلومات الجغرافية "GIS" و الوسائل الاحصائية ، و ذلك للتعرف على مدى ملاءمتها مع متطلبات السكان في المدينة ، بغية تقديم مقترحات و توصيات إلى الجهات المختصة لمعالجة ما إذا كان هناك خلل او قصور في هذا المجال ،بما يتناسب مع المعايير المعتمدة.
إن هذه الدراسة تنطلق من الفرضيات التالية :
1. الحدائق العامة شهدت تطوراً عددياً و مساحياً خلال فترة الدراسة ، إلا أن هذا التطور لم يكن بالمستوى المطلوب لذلك بقيت متخلفة عن المعايير التخطيطية المعروفة .
2. صغر مساحات الحدائق العامة في مدينة أربيل مقارنةً بأعداد سكانها ، مما نجم عنه تدني حصة الفرد من مثل هذه الخدمات .
3. سوء التوزيع الجغرافي للحدائق العامة في مدينة أربيل من الناحية العددية و المساحية ، مما ولد عنه تداخل نطاقات خدمتها بعضها مع البعض .
4. ضعف العلاقة بين حجوم و كثافات السكان مع توزيع الحدائق العامة في مدينة أربيل .
لتحقيق أهداف الدراسة و بسبب طبيعة موضوعها وجدنا من المناسب تقسيمها على النحو التالي :
المحور الأول : تطور الحدائق العامة في مدينة أربيل .
المحور الثاني : تحليل كفاءة التوزيع المكاني للحدائق العامة في مدينة أربيل .
وختمت الدراسة بأبرز الاستنتاجات و التوصيات التي وصلت إليها الدراسة .