يمثل الصحابة الكرام رضي الله عنهم النواة الاولى لمجتمع الاسلام ، فهم الذين تخرجوا من مدرسة النبوة ، وفقهوا علومها وتشربوا بافكارها ، وقد ترتب على هذا الواقع مسؤولية نشر الدعوة الاسلامية ، وملحقاتها من العلوم والمعارف في القران والسنة واللغة العربية فضلا عن الفقه ، وقد أنتشر علوم الصحابة الكرام في البلدان اين ما حلوا ورحلوا ، ومن تلك المناطق اراضي شمال افريقيا من برقة وحتى المحيط الاطلسي ، اذ على الرغم من تاخر فتح شمال افريقيا وتاخر وصول تاثيرات الاسلام عبر الفاتحين مدة طويلة ، ولكنها لم تخلو من ملامسة للمجتمع في شمال افريقيا ، اذ كان تاثير الصحابة في مجتمع شمال افريقيا في جوانب عدة تختص بالناحية الدينية والعلمية ، بما في ذلك نشر الاسلام والقران الكريم وتعليم اللغة العربية والحديث الشريف ، وقد توسع هذا التاثير بعد بناء القيروان منتصف القرن الاول الهجري حيث بنيت المساجد ، والرباطات وجمع النشئ الصغير وعكف المعلمون على تعليمهم القراءة والكتابة والقران والحديث ، وكان من أولئك المعلمون الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وبهذا اصبح لهم تاثير في مدن شمال افريقيا ، إذ تركوا بصمات واضحة في ميدان التأسيس للعلوم الشرعية قرآنا وحديثاً ولغةً وفقهاً .
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen | 22016