مدونة عاطف عبد الحميد عثمان الشويخ


إعادة هندسة العمليات الإدارية " الهندرة"

عاطف عبد الحميد عثمان الشويخ | Atef A O ElShwaikh


28/10/2020 القراءات: 2969  


إعادة هندسة العمليات الإدارية " الهندرة"
الحمد لله رب العالمين الذي علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وبعد:
تعتبر إدارة الكليات التقنية من أهم الأنشطة التعليمية الهامة في المجتمع الفلسطيني، والتي تسعى للرقي بالتعليم التقني إلى أعلى درجة من التقدم والازدهار؛ ليصبح المجتمع الفلسطيني أحد المجتمعات المتقدمة في جميع المحورات وبخاصةٍ مجال التعليم التقني الذي يعد ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطورها، فكان لزاماً على إدارات تلك الكليات العمل الجاد لإعادة النظر في العمليات الإدارية المطبقة والأنظمة والقوانين الإدارية المعمول بها في تلك المؤسسات؛ للتغلب على التحديات التي تواجه ذلك التطور الذي يضمن الوصول إلى التميز والإتقان امتثالاً لتعاليم الإسلام الحنيف، تلك حكمة الله التي أبدعها البديع العليم الحكيم التي لا يضاهيه أحد فيما أبدع وأحكم في خلقه وشأنه. وتطبيقاً لسنة رسولنا ونبينا ـــ محمد صلى الله عليه وسلم ـــ في حثه على اتقان العمل الذي يقوم به كل إنسان.
وتعد إعادة هندسة العمليات الإدارية (الهندرة) من المفاهيم الإدارية الحديثة، والتي تلعب دوراً هاماً في إحداث التغيرات الجذرية في أداء وعمل المؤسسات والمنظمات العامة والخاصة، كما أنها تعمل على تطوير وإعادة صياغة السياسات الإدارية المتبعة والمطبقة في تلك المؤسسات، مع إيلاء الأهمية لإعادة النظر في خططها وتوجيهاتها للوصول إلى التميز والجودة الشاملة، ويركز أسلوب الهندرة على التغيير الجذري في عمليات المؤسسة من أجل تطوير الإنتاجية في كمها وكيفها ومناولتها بهدف إرضاء العملاء.
ومن أجل تطوير بنية التعليم التقني والمهني وتحسين نوعيته والارتقاء به؛ ليكون متميزاً على الصعيد الفلسطيني ومضاهياً للتعليم التقني في الدول العربية الشقيقة كان لا بد من إعادة النظر في جميع النواحي الأكاديمية والإدارية وكل ما من شأنه رفع مستوى التعليم وتحسين أدائه.
ولقد اتسمت السنوات الماضية بتطورات وتحديات عديدة كان لها تأثيرات مباشرة في مؤسسات التعليم التقني بمحافظات غزة. ومن أهم تلك التحديات اختلاف دور الدولة في المجتمع، والتغيرات البيئية، وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعولمة، والحصار الظالم على قطاع غزة. ولكي تتمكن الكليات التقنية من مواجهة تلك التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية، ينبغي الاستفادة من التطورات الحديثة في الإدارة وفي كيفية التعامل مع مثل هذه التغيرات والتطورات. وكان لإعادة هندسة العمليات أثر بالغ في تقدم بعض الكليات وقدرتها على مواجهة تلك التحديات؛ لما حققه تطبيق إعادة الهندسة من نجاحات.
تسعى المؤسسات الحديثة والرائدة إلى إحداث تغييرات جوهرية وتحديث بنية العمليات والمعلومات لديها لدعم عملية اتخاذ القرار، ومواكبة التغيرات التي تحدث في بيئتها المحيطة وزيادة قدرتها على المنافسة والبقاء، ولاشك في أنّ التغيير يهدف بالدرجة الأساسية إلى إكساب المؤسسات المرونة والقدرة اللازمة؛ لتجسيد أهدافها وتعزيز ثقافتها بما يخدم نظرتها المستقبلية وخطتها الاستراتيجية ويعزز ميزتها التنافسية، وهناك الكثير من الأساليب الإدارية الحديثة التي تهدف إلى تحقيق مثل تلك الأهداف: كإدارة الجودة الشاملة وإعادة هندسة العمليات الإدارية، ونظراً للتطور التكنولوجي الهائل في الفترة الأخيرة وظهور الإنترنت تمّ استخدام أسلوب هندسة العمليات الإدارية في كثير من الشركات والمصانع والوزارات والجامعات؛ لما له من دور كبير في خفض التكاليف والوقت وتحسين الجودة.


هندسة ــ العمليات ــ الهندرة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع