وصفُ نورِ الله سبحانه وتعالى في الكتب السماوية
صباح علي سليمان | . Sabah A. Sulaiman
17/10/2024 القراءات: 60
وصفُ نورِ الله سبحانه وتعالى في الكتب السماوية
أ.د. صباح علي السليمان
جاء وصفُ نور الله سبحانه وتعالى بعبارات وصفية سطحية غير متعمقة في الوصف البليغ الشامل لعظمة الله سبحانه وتعالى في التوراة ،وكتاب كنزا ربا للصائبة، والإنجيل، فمثلاً في التوراة في سفر المزامير 4: 6 (كَثِيرُونَ يَقُولُونَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟ ». ارْفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا رَبُّ)، وفي سفر المزامير 27: 1 )اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟) ، وكذلك في السفر نفسه 89: 15(طُوبَى لِلشَّعْبِ الْعَارِفِينَ الْهُتَافَ. يَا رَبُّ، بِنُورِ وَجْهِكَ يَسْلُكُونَ) أمَّا في سفر حبقوق 3: 4 فجاء: )وَكَانَ لَمَعَانٌ كَالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ) فهذه أدعية وأوصاف ، أمَّا في كتاب كنزا ربا فجاء أنَّ النور يأتي من جوهر الله ويغطي شعاعه الكون بأسره هذا النور يخترق الظلام ويحيط بكلّ شيء ، النور العظيم اللامتناهي الذي لا يوجد فيه ظلمة ، كلّ السماوات ، الأرض ، وكل شيء في الكون قد اكتسب وجوده ، وتم إنشاؤه وخلف بمشيئة الله (ينظر: كنزا ربا ، بوثة 36-43)، وفي الكتاب نفسه جاءت لفظة النور الإلهي التي تشمل جميع الملائكة في العالم ، وأنّ هذه الصفات العظيمة قد نشأت من وجوده (ينظر :كنزا ربا ، بوثة 19) فهنا جاء نور الله سبحانه وتعالى عاماً شاملاً للكون كلّه ، ويخصصه في الثانية أنَّ نور الله تعالى يتجلى بجميع الملائكة ، أمَّا في الإنجيل فجاء نور الله سبحانه وتعالى كما يخبرنا العهد الجديد أنّ الله تعالى هو النور الحقيقي الدائم. فنحن نقرأ: "وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ". (1يوحنا 1 :5-6) ، وتعني كلمة النور هنا أنَّ جميع صفات الله سبحانه وتعالى فيها العدل، والحقُّ ، والخير، والنور وكلُّ الأشياء السامية المتعلقة بعظمة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ، وليس كمثله شيء ، في حين نجد قوة التعبير ، والبلاغة الرصينة ، والألفاظ الموجزة في وصف نور الله تعالى كما جاء في قوله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 35}[النور] ،ولهذا يشير الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى – أنَّ النور قسمان الأول مخلوق وهو موجود في الدنيا ، وفي الأخرة ، أمَّا نور الله سبحانه وتعالى فهو غير مخلوق(موقع الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى -) ، وقد تجلى هذا الوصف البليغ في وصف نوره في سورة النور كما جاء في قوله تعالى .
نور - الله تعالى - الكتب السماوية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة