مدونة الاستاذ الدكتور مقتدر حمدان عبد المجيد


علامة الهند التهانوي (ت1191ه)

الاستاذ الدكتور مقتدر حمدان عبد المجيد الكبيسي | Prof. Dr. Muqtadir Hamdan Abdul Majeed


20/05/2020 القراءات: 4284  


الشيخ المولوي ، القاضي ، العلامة ، محمد علي بن الشيخ ، القاضي محمد حامد بن محمد صابر ، الفاروقي ، العمري ، الحنفي ، التهانوي ، الهندي . كانت في الهند ، أعداد كبيرة من أحفاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأسسوا دولة الفاروقيين في مدينة خنديش في الهند ، حيث استقلت هذه الدولة عن دلهي عقب وفاة (فيروز تغلق) في أواخر القرن الثامن الهجري ، واستمرت حتى أوائل القرن الحادي عشر الهجري . ولد العلامة التهانوي في قرية تهانه بهون بمديرية مظفر نكر التي تقع على بعد (120) كم شمال دلهي الآن . وهذه القرية لها تاريخ عريق يمتد إلى ما قبل الإسلام ، وفي العصر الإسلامي زارها محمود الغزنوي ، وفي عصر المغول حصلت القرية على شهرة كبيرة عندما سكنها أشخاص مشهورين من أسرة الفاروقيين ، وهذه هي الأسرة التي ينتسب اليها العلامة التهانوي . ولا نجد في المصادر التي بين أيدينا ما يحدد تاريخ ميلاده لكن القرائن تدل على انه ولد في سنة 1120ه/1708م ، إذ فرغ من كتابه الهام (كشاف اصطلاحات الفنون) سنة 1158ه . ان ما قاله الحسني عنه انه كان قاضياً في قرية تهانه في عهد عالمكير ، وان قبره بها ويزار . والمهم في الأمر أن العلامة التهانوي يُعد من أعلام الهند في القرن الثاني عشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، وأحد علماء المسلمين الذين لم ينالوا حظاً وافراً ، من الدراسة ، والبحث ، والشهرة . وللأسف سكتت الكثير من المصادر العربية الإسلامية ، عن الإشارة إليه والى حياته بالتفصيل ، وقد أعيانا البحث عن ترجمة وافية له ، إذ اكتفت المصادر التي ترجمت له ، على قلتها ، بذكره وباقتضاب . ومن هنا كان لا بد من جمع ، أخباره من كتب عدة ، وبعد جهد جهيد ، إذ توزعت المعلومات عنه ، بين المصادر بعبارات متناثرة هنا وهناك ، ومن خلالها استطعنا أن نكون صورة واضحة عن هذا العالم الفقيه الموسوعي . وبالرغم من ذلك أعتقد أن هناك جوانب كثيرة من حياته لا زالت مجهولة ، ولا نعرف عنها شيئاً ، ومثال على ذلك ، ولادته ، وتحديد تاريخ وفاته بدقة ، وهل قام برحلات لطلب العلم أم لا ؟ وكذلك الحال بالنسبة إلى شيوخه وتلامذته ، فليس لدينا عنهم أي معلومات . وبالرغم من عدد المصار التي ذكرته ، إلا إنها لم تعط تفاصيل كافية عن حياته ، ويبدو أنها تناقلت تلك المعلومات المبعثرة مصدر عن مصدر . قضى العلامة التهانوي حياته في عفة وقناعة ، واعرض عن النزعات الدنيوية ، ويبدو انه ظل أعزب طول حياته ، وكان سبب هذا انشغاله بالتدريس والإفتاء وتوليه القضاء ما يزيد عن خمسين سنة . يدل ثناء العلماء وذوي الاختصاص على العالم في حياته وبعد مماته على أن الله تعالى أراد نشر ذكره بين الناس ، ومما كتبوا عنه . ففي هذا الشأن وُصف العلامة التهانوي من قبل من ترجم له ، على نعته بنعوت عدة ، منها : كان إماما بارعا عالما في العلوم ، والشيخ الفاضل ، باحث هندي ، لغوي ، مشارك في بعض العلوم ، عالم بمصطلحات العلوم . استوعب العلوم المختلفة ، وألم بفروعها ومصطلحاتها ، وعده البعض من علماء العرب في عصره .


التهانوي ، الهند


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع