مدونة سعد رفعت سرحت


نوع المنادى في(يا أيُّها ال...)؟

سعد رفعت سرحت | Saad Rafaat sarhat


26/06/2024 القراءات: 310  




حصر اللغويون المنادى في خمسة أنواع،وهي:(١_المفرد العلم.٢_المنادى النكرة المقصودة.٣_المنادى النكرة غير المقصودة.٤_ المنادى المضاف.٥_المنادى الشبيه بالمضاف.)لم أرَ من المختصين من يجازف ويخرج عن هذا التقسيم ليتوسع في القسمة فيضيف نوعًا سادسًا للمنادى،على الرغم من إحساسه بأنّ القسمة الخماسية جائرة لا تستوعب(أيّها).


ذلك أنّ المختصين رأوا أنّ(أيّ) الواقعة منادى لا تصلح أنْ تكون عَلَمًا، فاضطرّوا إلى جعلها نكرة مقصودة،والذي يشجع على ذلك هو أنّ(أيّ)هنا مبهمة قاصرة عن الدلالة على المقصود بالنداء بنفسها.


والحقّ أنّ(أيّ)هنا منادى مفرد معرفة،ليست من النكرة المقصودة في شيء،فمعنى أنّها مبهمة لا يُفهم منه أنّها نكرة مقصودة،ذلك أنّ(أيّ) في النداء نظير اسم الإشارة واسم الموصول،وأنت تعلم أنّ اسم الإشارة واسم الموصول من المبهمات،فهل يصحّّ أنْ نقول إنّ اسم الإشارة ليس معرفة لأنه مبهم؟..أو نقول إنّ اسم الموصول ليس معرفة لأنّه أيضًا مبهم؟.



ذهب غير واحد من اللغويين إلى جعل(أيّ) معرفةً،حملا على نظائرها:اسم الإشارة واسم الموصول،فهي نظير اسم الإشار بأمارة أنّ المقصود بالنداء قد يُتوصّل إليه باسم الإشارة، فنقول:(يا هذا الرجلُ)،كذلك الحال مع أيّ،إذ نتوصل بوساطتها إلى المقصود بالنداء،فنقول:(يا أيّها الرجلُ)،ثمّ تأمّل في(هاء التنبيه)ألَا تُذكّرك باسم الإشارة.


لكن ليكن في معلومك أنّ النظير لا يراد به تمام التطابق مع نظيره،فمع اسم الإشارة يمكننا الاستغناء عن المقصود بالنداء، فنقول(يا هذا)ولا يمكننا ذلك مع أيّ،فلا نقول:(يا أيُّها.)،فضلًا عن أنهما (أيّ و هذا)تجتمعانِ للتوصّل إلى المنادى(أيُّهذا الزاجري) إلّا أنّ هذا لا يقلل من حظوظ(أيّ) لتكون نظيرا لاسم الإشارة ومن ثمّ لتدخل في عداد المعارف.


والدليل على ذلك،أيضًا، هو أنّهم حين جعلوا(أيّ) وُصْلَة لنداء ما فيه الألف واللام،جعلوها نظير اسم الموصول،فكما تُعدّ (الذي) وصلة إلى وصف المعارف بجملة الصلة،فكذلك جُعلتْ(أيّ) وصلة لنداء ما فيه الألف واللام،فكما لا يصح وصف المعرفة من دون الموصول فلا تقول:(رأيت الرجل جاء بالأمس)كذلك لا يصحّ التوصّل إلى المنادى المحلى بأل من دون أيّ، فلا تقول:(يا الرجل)،فهناك تأتي ب(الذي) ليصحّ كلامك(رأيت الرجل الذي جاء بالأمس)وهنا تأتي ب(أيّ)ليصح كلامك(يا أيّها الرجلُ).


ما تقدّم دليل على قصور تقسيم المنادى على خمسة أقسام،و إدراج( أيّ)في واحد منها عنوة،فالأولى أنْ أنواع المنادى ستة، بعد إضافة(المنادى المفرد المعرفة) ليكون خاصًّا ب(أيّ)لا لشيء إلّا لأنّ المقصود بالنداء في جملتها معرفة،فكيف يكون المنادى نكرة مقصودة؟!.


أيها نكرة مقصودة أم معرفة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع