عنوان المقالة:قراءة نقدية في كتاب إحياء النحو لإبراهيم مصطفى A critical reading of the book Revival of Grammar by Ibrahim Mustafa
الدكتور علي حفظ الله محمد | Dr. ALi Hifdallah Mohammed | 4305
نوع النشر
مؤتمر علمي
المؤلفون بالعربي
د. علي حفظ الله محمد
المؤلفون بالإنجليزي
Dr. Ali Hifdallah Mohammed
الملخص العربي
في البدايَةِ قَد يَتَساءلُ المُتلقي لمِاذا كِتابُ إِحياءِ النَّحو بِالذّاتِ: وللإِجابَةِ عَن ذَلِكَ يُمكِنُ أَنْ نُشيرَ إِلى أَهَمّيّةِ إِحياءِ النَّحوِ إِذ تَتَجَلّى أَهميَّةُ إِحياءِ النَّحوِ الذي صدرَ في الثلاثينياتِ وتحديدًا عام 1937 في أَنَّهُ ثَمَرَةٌ مِن ثِمارِ حَركاتِ التَّحَرُّرِ التي ظَهَرَت في عَصرِ طه حُسينِ إِذ نَشَبَت في تِلكَ الفَترةِ كَثيرٌ من المُساجلاتِ العِلميةِ والنَّقديَّةِ حتَّى شَمَلت أَكثرَ من مجالٍ، فكانَ الأَعلَامُ البارزونَ آنذاكَ يَنقُدُ كُلٌّ مِنهُم الآخَرَ فَنَتجَ عَن تِلكَ المُساجلاتِ كَثيرٌ من المؤلَّفاتِ لِكَثيرٍ مِن الأَعلامِ مِثلُ مُؤلفاتِ طه حُسينِ، والعَقّادِ وغَيرِهم؛ ومِن حَسَناتِ هذِهِ المُساجَلاتِ أَنْ جَعلت إِبراهيمَ مُصطفى يُسَلِّطُ جُهدَه ونقدَهُ على التُّراثِ لِفَترةٍ تَزيدُ عَن سَبعِ سَنواتٍ مِن أَوسطِ أَيّامِ عُمُرِهِ حَسبَ تَعبيرِهِ، فَجاءَتْ ثَمَرَةُ نَقدِهِ في كِتابِهِ: «إِحياءِ النَّحو» في مئةٍ وسِتَةَ عَشْرَةَ صَفحَةٍ. ونظرًا لأهميةِ إِحياءِ النَّحوِ فَقد أَولاهُ طه حُسين كَثيرًا من الاهتمامِ حَتَّى قالَ عنهُ في تَقديمهِ لَهُ: وإِنَّ صاحبي لَيقرأُ عَليّ البابَ...، وإِنَّما أَتَّجِهُ لَهُ في شَيءٍ مِن الاستِعدادِ لِلمُناقَشَةِ والتَّهَيُّؤِ لِلجَدَلِ والتأهُّبِ لِلنّقدِ الشَّديدِ، كَأَنَّي أُناقشُ إبراهيمَ في مَسألةٍ مِن مَسائلِ النَّحوِ. والكِتابُ؛ أَي إِحياءُ النَّحوِ في حَقيقَتِهِ يُصوّرُ ما ذَهَبَ إِليهِ إِبراهيمُ مُصطفى أَدَقَّ تَصويرِ، وأَصدَقَهُ، وأَبرَعَهُ، فهو بَريءٌ كُلَّ البَراءَةِ مِن هذا الغُلُوِّ الذي يَمتازُ بهِ المُجِدّونَ في لونٍ من ألوانِ العِلم، والحَقيقةُ إِنَّما يُثيرُ رَغبةً مُجَرَّدَةً إلى المناقشةِ والحوارِ. أَمّا الهدفُ مِن إِحياءِ النَّحوِ: فَيسعى إِبراهيمُ مُصطفى فيهِ إِلى إِعادةِ بَعثِ النَّحو العربي ونَشرِهِ لِلمُتعَلمينَ والنّاشئينَ؛ وهَدمِ نَظَريَّةِ العامِلِ وإِلغائِها؛ وحَذفِ التّأويلاتِ والتَّقديراتِ والقياساتِ النُّحويَّةِ الشّائِعَةِ، وأَنْ يُخَلِّصَهُ مِن كَثرَةِ الفُروعِ والعِللِ، ويَتَجاوزُ بهِ مَفهومَ الإِعرابِ إِلى تَأليفِ الجُملَةِ وما تؤدي مِن مَعنى في هذا التّأليفِ، وبهذا الأَساسِ جَعَلَهُ مَنهجًا في البَحثِ اللُّغوي ودَعا إِلى ضَمِّ عِلمِ المَعاني إِليهِ، رُغمَ أَنَّهُ خَلَطَ بَينَ عِلمَيّ النَّحوِ والمَعاني في هَذِه الدَّعوةِ؛ ولا سَبيلَ أَو مُسَوّغَ إِلى هَذا الخَلطِ. وقد سَطَّرَ بَحثَهُ هَذا بِسُؤالٍ يَقولُ فيهِ: ألَا يُمكنُ أَنْ تَكونَ تِلكَ الصُّعوبَةُ مِن ناحيةِ وَضعِ النَّحوِ وتَدوينِ قَواعِدِهِ؟ وأَنْ يَكونَ الدَّواءُ في تَبديلِ مَنهجِ البَحثِ النُّحوي للُّغةِ العَربيةِ؛ وحاولَ أَنْ يُجيبَ عَنهُ بِما تَضَمَّنَه كِتابُهُ مِن قِراءةٍ تَوصَّلَ بِها إِلى تَلخيصِ النَّحوِ وأُصولِهِ في ثَلاثِ مَسائلَ: الأُولى جَعَلَ الرَّفعَ عَلَمَ الإِسنادِ، ودَليلُهُ أَنَّ الكَلمَةَ يُتحَدَّثُ عَنها. والثانيةُ جَعلَ الجَرَّ عَلَمَ الإِضافَةِ، سَواءٌ أَكانَت بَحرفٍ أَم بَغيرِ حَرفٍ. والثالثةُ: جَعلَ الفَتحةَ الحَركةَ الخَفيفةَ فَليستَ بِعَلَمٍ عَلى إِعرابٍ، ولكنَّها الحَرَكةُ الخفيفةُ المُستَحَبَّةُ عِندَ العَرَبِ، التي يُحِبُّون أَنْ يَختِموا بِها كَلِماتِهم، ما لَم يَلفِتهُم عَنها لافِتٌ؛ فهي بِمَنزِلَةِ السُّكونِ في لُغَتِنا الدّارجةِ. وفي كلِّ هذا استَنَدَ إِبراهيمُ مُصطفى إِلى مَذهبِ ابنِ مَضاءٍ القرطبي في النَّحو؛ والمَذهبِ الظَّاهري لابنِ حَزمٍ الأَندلسي في الفَقهِ، وغايَتُهُ مِن ذلكَ أَنْ يُسهّلَ لِلمتعلمينَ قَواعِدَ النَّحوِ ومَعاييرَهُ؛ ويَضمَنُ بهِ القَضاءَ عَلى أَهَمِّ قَضيَّةٍ شائِكَةٍ في النَّحوِ، أَلا وهي قَضِيَّةُ العَامِلُ النُّحَوي التي تُعدُّ القَضيَّةَ المركزيةَ في خِلافِ النُّحاةِ في عُصورِ الاحتجاجِ وما بَعدَها؛ إِذ تَرَكَّزَ خِلافُهُم حَولَ العامِلِ أَهو لَفظيٌّ أَم مَعنويٌّ؟، مُستمدينَ آراءَهُم مِن الفَلسَفَةِ النَّظريَّةِ.
الملخص الانجليزي
At first, the recipient may wonder why the self-revival book: In order to answer that, we can point out the importance of reviving the grammar. تَتَجَلّى أَهميَّةُ إِحياءِ النَّحوِ الذي صدرَ في الثلاثينياتِ وتحديدًا عام 1937 في أَنَّهُ ثَمَرَةٌ مِن ثِمارِ حَركاتِ التَّحَرُّرِ التي ظَهَرَت في عَصرِ طه حُسينِ إِذ نَشَبَت في تِلكَ الفَترةِ كَثيرٌ من المُساجلاتِ العِلميةِ والنَّقديَّةِ حتَّى شَمَلت أَكثرَ من مجالٍ، فكانَ الأَعلَامُ البارزونَ آنذاكَ يَنقُدُ كُلٌّ مِنهُم الآخَرَ فَنَتجَ عَن These debates are many of the writings of many famous figures, such as the writings of Taha Hussein, Al-Aqqad and others; ومِن حَسَناتِ هذِهِ المُساجَلاتِ أَنْ جَعلت إِبراهيمَ مُصطفى يُسَلِّطُ جُهدَه ونقدَهُ على التُّراثِ لِفَترةٍ تَزيدُ عَن سَبعِ سَنواتٍ مِن أَوسطِ أَيّامِ عُمُرِهِ حَسبَ تَعبيرِهِ، فَجاءَتْ ثَمَرَةُ نَقدِهِ في كِتابِهِ: «إِحياءِ النَّحو» في مئةٍ وسِتَةَ عَشْرَةَ صَفحَةٍ. ونظرًا لأهميةِ إِحياءِ النَّحوِ فَقد أَولاهُ طه حُسين كَثيرًا من الاهتمامِ حَتَّى قالَ عنهُ في تَقديمهِ لَهُ: وإِنَّ صاحبي لَيقرأُ عَليّ البابَ...، وإِنَّما أَتَّجِهُ لَهُ في شَيءٍ مِن الاستِعدادِ لِلمُناقَشَةِ والتَّهَيُّؤِ لِلجَدَلِ والتأهُّبِ لِلنّقدِ الشَّديدِ، كَأَنَّي أُناقشُ إبراهيمَ في مَسألةٍ مِن مَسائلِ النَّحوِ. the book; That is, the revival of the grammar in his truth, depicts what Abraham Mustafa is the most accurate photography, and his righteousness, and his innovation, for it is the innocence of all the brightness of this glory that is distinguished by the color of the color. As for the purpose of reviving grammar: In it, Ibrahim Mustafa seeks to re-invigorate and disseminate Arabic grammar for the educated and the young; demolishing and canceling the factor theory; وحَذفِ التّأويلاتِ والتَّقديراتِ والقياساتِ النُّحويَّةِ الشّائِعَةِ، وأَنْ يُخَلِّصَهُ مِن كَثرَةِ الفُروعِ والعِللِ، ويَتَجاوزُ بهِ مَفهومَ الإِعرابِ إِلى تَأليفِ الجُملَةِ وما تؤدي مِن مَعنى في هذا التّأليفِ، وبهذا الأَساسِ جَعَلَهُ مَنهجًا في البَحثِ اللُّغوي ودَعا إِلى ضَمِّ عِلمِ المَعاني إِليهِ، رُغمَ أَنَّهُ خَلَطَ بَينَ عِلمَيّ النَّحوِ والمَعاني in this supplication; There is no way or justification for this confusion. His research was lined up with a question in which he says: Could this not be the difficulty in terms of laying down the grammar and writing down its rules? And that the medicine is to change the grammatical research methodology of the Arabic language; And he tried to answer it with what was included in his book of reading which he reached by summarizing the grammar and its origins in three issues: The first made the nominative sign of the isnad, and its evidence is that the word is spoken of. The second made the preposition an addition flag, whether it was with a letter or without a letter. And the third: He made the fatha a light movement, so it is not by the knowledge of a Bedouin, but it is the light movement that is desirable for the Arabs, who like to seal what they have inscribed with their marks. It is like silence in our vernacular language. In all this Ibrahim Mustafa relied on the school of Ibn Mada’ al-Qurtubi in grammar; And the apparent doctrine of Ibn Hazm al-Andalus in jurisprudence, and his aim is to facilitate for learners the rules and standards of grammar; It guarantees the elimination of the most important and thorny issue in grammar, which is the issue of the grammatical factor, which is the central issue in the controversy of grammarians in the ages of protest and what followed. As their disagreement centered on the factor, is it verbal or moral?, deriving their opinions from theoretical philosophy.
تاريخ النشر
21/06/2022
الناشر
مجلة اللساني- كلية الادآب والعلوم الإنسانية - جامعة محمد الخامس الرباط
رقم المجلد
1
رقم العدد
رابط الملف
تحميل (0 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
النحو، التجديد، التسهيل، ابن مضاء، ابن حزم، ابن تومرت،
رجوع