من خلال منهج وصفي/تاريخي يشرح هذا البحث كيف أنه في الدولة السودانية العالية التنوع تشكلت هويات متعددة. يهدف البحث سبر أغوار وجذور الحروب الأهلية وعدم الاستقرار في السودان، ويفحص العوامل الرئيسية للصراع منذ أن استقل عن بريطانيا في عام 1956. كذلك يهدف البحث إلى شرح الدايناميكيات المتفاعلة في المشهد السياسي في السودان والتي أدت إلى إطالة أمد عدم الاستقرار. ينطلق البحث من فرضية أساسية ترى أن "عمليات ترسيخ الهويات الإثنية وتسييس القبيلة التي مارستها النخب السياسية في السودان هي التي تشكل العائق الرئيسي في طريق تحقيق الاستقرار وبناء الديمقراطية". ويرى البحث أن فشل النخب السياسية في تشكيل بوتقة الانصهار لهذا المجتمع السوداني المتنوع أدى إلى أزمة في الهوية وصراعات وهدد الوحدة الوطنية. ويرى أن انفصال الجنوب في عام 2011 وانفجار حروب وتوترات في مناطق مختلفة في السودان (دارفور، جنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق) تقدم دليل امبيريقي على ذلك الفشل وتؤكد صحة الفرضية. ويذهب البحث إلى أن غياب الديمقراطية السليمة والافتقار للحكم الرشيد وغياب التنمية العادلة الشاملة فجرت تظلمات وقادت إلى تمرد وحروب. ويعتقد البحث إن المشكلة ليست في التنوع في حـد ذاته بل في فشل النخبة في إدارة التنوع، والدليل على ذلك هو نجاح نخب في دول أخرى في تحقيق الاستقرار لدول أكثر تنوعا وأكبر حجما وسكانا من السودان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والهند. ويقترح البحث تطبيق الديمقراطية التوافقية ونظام انتخابات التمثيل النسبي والحكم الفيدرالي كمنظومة تناسب السودان.
الملخص الانجليزي
ABSTRACT: This paper explains how multiple identities have been formed in this highly diversified country through a historical and descriptive approach. The main objective of this paper is to probe the depth of the root causes of instability and civil wars in Sudan and examine the major factors of conflicts in the country since its independence from Britain in 1956. It also aims at explaining the dynamics that are interacting in Sudan’s political scene and perpetuating instability. The paper is based on the hypothesis that Ethnic identities and tribal politics – practiced by the ruling elite – hinder stabilization and democratization. It notes that the failure of the political elite to create a ‘melting pot’ for the diverse society resulted in a crisis of identity and conflicts and jeopardized national unity. The outcome of this is the secession of the South (in 2011) and the continuation of tensions in other “marginalized areas such as Darfur, South Kordofan, and the Blue Nile State. The absence of adequate and sound democracy, a lack of rational governance, and equitable socio-economic development aggravated grievances and led to wars in the country’s south, west, and east. The paper believes that it is not only diversity that matters but that many other factors do – notably the failure of the elite to adopt sound policies for properly managing diversity. The paper suggests some sort of consociationalism along with proportional representation to put an end to military interventions and civil wars.
تاريخ النشر
06/01/2022
الناشر
African Journal of Economics, Politics and Social Studies (1/2022)
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2555