مدونة محمد سيد أحمد شحاته


فتح مكة المكرمة في شهر رمضان

محمد سيد أحمد شحاته | mohamed sayed ahmed shehata


18/03/2025 القراءات: 8  


فتح مكة، أو الفتح الأعظم،

هو حدث تاريخي فارق في مسيرة الإسلام، وقع في العشرين من رمضان في العام الثامن للهجرة (الموافق 10 يناير 630م). استطاع المسلمون خلاله فتح مدينة مكة المكرمة، ودخولها دون قتال يُذكر، لتصبح المدينة تحت حكم الدولة الإسلامية.
أسباب الفتح:
* نقض قريش لصلح الحديبية: كان السبب المباشر لفتح مكة هو نقض قريش لصلح الحديبية الذي أبرم بينها وبين المسلمين قبل عامين. حيث تحالفت قريش مع قبيلة بني بكر ضد قبيلة خزاعة، حليفة المسلمين، وساعدتهم في الاعتداء عليها وقتل أفراد منها.
* رغبة الرسول في تأمين الدعوة: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهدف إلى تأمين الدعوة الإسلامية ونشرها بحرية في مكة، مركز الثقل الديني والاقتصادي في الجزيرة العربية.
* تزايد قوة المسلمين: مع مرور الوقت، ازدادت قوة المسلمين بشكل ملحوظ، وأصبحت لديهم القدرة على مواجهة قريش وجيشها.
سير الأحداث:
* التحضير للفتح:
* جهز الرسول صلى الله عليه وسلم جيشًا قوامه عشرة آلاف مقاتل، وتحرك به سرًا نحو مكة، وأمر بإشعال النيران في الليل لإرهاب قريش.
* طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من القبائل المسلمة حول المدينة (أسلم، ومزينة، وجهينة، وغفار، وسليم) الخروج معه فلحق به منهم ألفا رجل، فصار مجموع جيش المسلمين 12 ألف جندي.
* بث الرسول صلى الله عليه وسلم العيون، وأمرهم بكتمان الخبر حتى لا يتسرب إلى قريش.
* دخول مكة:
* دخل الجيش الإسلامي مكة من جهاتها الأربع دون قتال يُذكر، باستثناء مناوشات بسيطة من بعض أفراد قريش.
* دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا، وكان لواؤه أبيض ورايته العقاب سوداء.
* نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في قبة بالحجون ضربت له، واغتسل وصلى صلاة الفتح ثماني ركعات.
* العفو العام:
* أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم عفوًا عامًا عن أهل مكة، وقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
* استثنى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الأفراد الذين ارتكبوا جرائم كبرى، ولكن معظمهم عادوا وأعلنوا إسلامهم.
* تطهير الكعبة:
* قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتطهير الكعبة من الأصنام، وأمر بتحطيمها، ثم صلى في المسجد الحرام.
* كان عدد الأصنام حول الكعبة 360 صنما.
* طاف الرسول صلى الله عليه وسلم بالبيت، وكانت في يده قوس يطعن بها الأصنام المنصوبة حول الكعبة وهو يردد قوله تعالى: "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" (الإسراء، الآية: 81)، "قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد" (سـبأ، الآية: 49)، فتخر الأصنام ساقطة على وجوهها.
نتائج الفتح:
* انتصار الإسلام: كان فتح مكة نصرًا عظيمًا للإسلام، حيث دخلت أعداد كبيرة من أهل مكة في الإسلام، وأصبحت مكة مركزًا للدولة الإسلامية.
* توحيد الجزيرة العربية: ساهم فتح مكة في توحيد معظم أجزاء الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.
* نشر الإسلام: فتح فتح مكة الباب أمام انتشار الإسلام في مختلف أنحاء الجزيرة العربية وخارجها.
* نهاية الوثنية: أنهى فتح مكة الوثنية في مكة، وأصبحت الكعبة مركزًا للعبادة الإسلامية.
أهمية الفتح:
* نقطة تحول في تاريخ الإسلام: يعتبر فتح مكة نقطة تحول حاسمة في تاريخ الإسلام، حيث أنهى مرحلة الاضطهاد والضعف، وبدأ مرحلة القوة والانتشار.
* تجسيد لقيم الإسلام: جسد فتح مكة قيم الإسلام في الرحمة والتسامح والعفو، حيث عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أعدائه الذين آذوه وأخرجوه من مكة.
* عبرة في النصر: يعلمنا فتح مكة أن النصر لا يكون بالقوة المادية فقط، بل بالإيمان والثبات والتخطيط الجيد.
* تأثيره على القبائل العربية: كان لفتح مكة تأثير كبير على القبائل العربية الأخرى، حيث أدركوا قوة المسلمين، وبدأوا في الدخول في الإسلام.
فتح مكة هو حدث عظيم يجسد قوة الإسلام ورحمته، ويظل مصدر إلهام للمسلمين في كل زمان ومكان.


فتح مكة المكرمة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع