مدونة محمد سيد أحمد شحاته


آداب الفتح على الإمام في الصلاة

محمد سيد أحمد شحاته | mohamed sayed ahmed shehata


19/03/2025 القراءات: 6  


آداب الفتح على الإمام في الصلاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
تعد الصلاة ركنًا أساسيًا في الإسلام، ومن أهم جوانبها تلاوة القرآن الكريم. قد يسهو الإمام أو يخطئ في القراءة، مما يستدعي من المأمومين تصحيح الخطأ وتذكيره. ولكن لهذا التدخل آداب وأحكام شرعية ينبغي مراعاتها، لضمان خشوع الصلاة وعدم التشويش على المصلين.
أولاً: أهمية الفتح على الإمام
* الفتح على الإمام هو تصحيح خطئه أو تذكيره بما نسي أثناء القراءة.
* يعد الفتح على الإمام من التعاون على البر والتقوى، وهو أمر مستحب في الشريعة الإسلامية.
* يجب أن يكون قصد المأموم من الفتح هو إعانة الإمام على إتمام صلاته بشكل صحيح، وليس إظهار العلم أو تعنيفه.
ثانياً: متى يجب الفتح ومتى يستحب؟
* وجوب الفتح في الفاتحة: يتفق الفقهاء على وجوب الفتح على الإمام في سورة الفاتحة، لأنها ركن أساسي من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة إلا بها.
* استحباب الفتح في غير الفاتحة: يعتبر الفتح على الإمام في غير الفاتحة أمرًا مستحبًا، وليس واجبًا.
ثالثاً: آداب الفتح على الإمام
* نية الإعانة: يجب أن تكون نية المأموم من الفتح هي إعانة الإمام، وليس إظهار العلم أو التعالم عليه.
* أحقية الصف الأول: يستحب أن يكون أقرب الناس إلى الإمام في الصف الأول هم أحفظهم للقرآن وأعلمهم بأحكام الصلاة، ليكونوا أقدر على تذكيره وتصحيح خطئه.
* التأكد من الخطأ: لا يجوز للمأموم أن يفتح على الإمام إلا إذا كان متيقنًا من حفظه للآية، ومتأكدًا من خطأ الإمام.
* التيقن من المتشابهات: يجب على المأموم أن يكون متيقنًا من الآيات المتشابهات، وأن ما يقرأه الإمام هو ما يقصده.
* الفتح برفق: ينبغي للمأموم أن يفتح على الإمام برفق ولين، وأن يترك له فرصة للتذكر، ولا يستمر في ملاحقته.
* إعطاء فرصة: يجب على المأموم أن يعطي الإمام فرصة للتذكر، ولا يبادر بالفتح لمجرد سكوته.
* عدم الاسترسال: إذا أصر الإمام على قراءته، فلا ينبغي للمأموم أن يسترسل في الفتح.
* السكوت عند عدم السماع: إذا غلب على ظن المأموم أن الإمام لا يسمعه، فليسكت.
* الفتح في الخطأ الواضح: لا ينبغي الفتح إلا في الخطأ الواضح في الكلمات، وليس في أحكام التلاوة أو صفات الحروف ومخارجها، ما لم يكن في ذلك لحن جلي، تحرم القراءة به.
* ترك الإمام عند كثرة الأخطاء: إذا كثرت أخطاء الإمام، وظهر ضعفه، فلا ينبغي ملاحقته بالفتح والتدقيق عليه، بل تركه ليكمل صلاته أولى، ويُبيَّن له بعد الصلاة.
* طريقة الفتح: طريقة الفتح أن يقرأ المأموم الآية التي أخطأ فيها، أو الجملة، وليس الكلمة وحدها.
* عدم الفتح عند الركوع: إذا هم الإمام بالركوع عقب الخطأ، فلا ينبغي الفتح عليه.
* عدم الفتح من النساء على الرجال: لا يجوز الفتح من النساء على الرجال مطلقًا، إلا على بعضهن البعض.
* عدم افتعال المشاجرات: بعد انتهاء الصلاة، لا يجوز افتعال مشاجرات بسبب خطأ الإمام أو إصراره على التلاوة.
* عدم الفتح من أطراف المسجد: لا ينبغي للمأمومين الذين في أطراف المسجد أن يفتحوا على الإمام، لما في ذلك من تشويش ولغط وإرباك.
رابعاً: أقوال المذاهب الأربعة
* اتفقت المذاهب الأربعة على مشروعية الفتح على الإمام عند خطئه أو نسيانه، ولكنهم اختلفوا في بعض التفاصيل، مثل وجوب الفتح في الفاتحة، وكيفية الفتح، وآدابه.
خامساً: خلاصة
* الفتح على الإمام عمل مشروع ومستحب، ولكنه يخضع لضوابط وآداب شرعية يجب مراعاتها.
* الهدف من الفتح هو تصحيح الخطأ وتذكير الإمام، وليس إحراجه أو إظهار العلم.
* يجب على المأمومين أن يتحلوا بالرفق واللين، وأن يتجنبوا التشويش على المصلين.
والله تعالى أعلم.


الفتح الإمام الصلاة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع