مدونة عزالدين حاووط


نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس

عزالدين حاووط | İzzeddin Havuz


09/12/2022 القراءات: 1432  


عِندما خُننّا أنفُسنا!
إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني مخالف للقانون الدولي ولقرار سابق ملزم لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حول وضع القدس وضمها للكيان الصهيوني.
حيث إن قرار الأمم المتحدة قد نص على أن استيلاء الكيان الصهيوني على شرقي القدس لا يتفق مع الوضع القانوني للقدس كجزء من المناطق الفلسطينية.
كما أنه في القانون الدولي شرط ملزم، لا يسمح لدولة ثالثة بأن تعترف بمثل هذا الأمر".
وأن "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل" مخالفة من الولايات المتحدة لقرار ساهمت هي نفسها في صدوره".
إن تنصل الولايات المتحدة من اتفاق سعت هي من أجله سبقه وضع مصيري في تفكيرنا أعظم مما فعله ترمب وهي خيانتنا لأنفسنا.
إن ما هو مخالف للقانون الدولي ما كان لولا مسببات مخالفة القانون الدولي التي كانت عندما خننّا أنفسنا!
وذلك أنه بحلول عام 1917، عند إعلان بلفور والإعلان نفسه ليس قانونياً بإنشاء وطن يهودي في فلسطين، وعندما تم بيع أول قطعة أرض اعتُقِد أنها قاحلة بزعم أنها لاتصلح للزراعة بالقرب من القدس، وعندما لم تتعارض مع القيادة العربية، وبعضها نظر إليه على أنه يساعد سعيهم من أجل تقرير المصير.
والأدلة من الفهم العربي للصهيونية في اتفاقية فايزمان - فيصل الموقعة في لندن عام 1919، وعشية الحرب العالمية ومؤتمر السلام بباريس بين حاييم وايزمان والأمير فيصل بن حسين، رئيس الوفد العربي إلى المؤتمر.
حيث ذكرت ديباجة الاتفاقية "القرابة العرقية والسندات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي" فضلاً عن إدراك أن "أضمن الوسائل هي العمل على إنجاز طموحاتهم الطبيعية من خلال أقرب تعاون ممكن في تطوير الدول العربية وفلسطين".
وأصبحت ملزمة في العالم طبيعياً بعد مؤتمر سان ريمو 1920، وعلاوة على ذلك، صدق الاتفاق على أهداف ذلك الإعلان الذي بموجبه يأخذ كل طرف كل التدابير "لتشجيع وتحفيز هجرة اليهود إلى فلسطين" وكان هذا الإعلان خطوة بالغة الأهمية نحو السيادة المستقبلية للدول العربية ذلك الطريق الذي سلكه سكان العراق، الأردن وتلقت سوريا سيادتها، وكان سبباً عام 1922، لمجلس عصبة الأمم حيث أكدت بريطانيا قانوناً كالإلزامي للسلطة الفلسطينية "، حيث ذكرت أن "يكون إلزامياً مسؤولاً عن وضع البلد في ظل الظروف السياسية والإدارية والظروف الاقتصادية حيث سيضمن إقامة الوطن القومي اليهودي" وأن يعترف بوكالة يهودية مناسبة به كهيئة عامة لغرض تقديم المشورة والتعاون مع إدارة فلسطين في هذه المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمسائل الاجتماعية وغيرها من المسائل التي قد تؤثر على إقامة الوطن القومي اليهودي".
وقدم المجلس أيضا "الاعتراف ... إلى الصلة التاريخية للشعب اليهودي مع فلسطين وأسباب إعادة تشكيل وطنهم القومي في ذلك البلد".
ومن ثم الاعتراف القانوني الدولي لليهود في فلسطين وإلزاميته بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما حوّلت الحكومة البريطانية بحث مسألة مستقبل البلاد إلى الأمم المتحدة، التي أنشأت لاحقاً لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين واللجنة أوصت بتقسيم فلسطين لدولتان يهودية وعربية منفصلتان، ​​مع بقاء القدس تحت السيطرة الدولية.
ومن ثم في يوم 29 نوفمبر 1947، صوتت الجمعية العامة لصالح القرار 181، للموافقة على خطة اللجنة الخاصة، بأغلبية 33 صوتاً مقابل 13 صوتاً، فانتهى الانتداب البريطاني رسمياً في 14 مايو 1948 وأعلن ديفيد بن غوريون إنشاء دولة إسرائيل وفقاً لقرار الأمم المتحدة 181.
ومن ثم في مارس 1949، صوت مجلس الأمن الدولى رقم 69 لصالح عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وفي مايو وافق قرار الجمعية العامة 273 عليه.
ونعيش اليوم صراعات مع أنفسنا وأهلنا وأوطاننا نتناسى ما صنعناه وإضاعتنا للبوصلة الحقيقية في تفاهات فكرنا الجامد الضارب بالأعماق!


القدس، فلسطين، ترمب، امريكا، الولايات تد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع