مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (2).

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


11/05/2022 القراءات: 2005  


سؤال: هناك من يقول: "الذين يؤمنون بالله وليسوا مسلمين سيدخلون الجنة، والمهم الإيمان بالله"، فما قولكم؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد: فإنَّ دخول الجنة يوم القيامة إنما يكون للمسلمين الذين آمنوا بالله عز وجل وآمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبسائر الأنبياء والمرسلين، ولم يُفرِّقوا بين أحد من رسل الله.
وقد دلت الآياتُ الكريمة والأحاديثُ العظيمة على هذا، والأمرُ ليس راجعًا إلى اختيار الإنسان، وليس راجعًا الى اجتهادنا نحن، ولا إلى اجتهاد العلماء، ولا لإرادة حصر الجنة مِن قِبلنا نحن، لا، إنما هي الأدلة: الآيات والأحاديث هي التي قالت هذا، وهي التي بَيَّنتْ هذا الأمر: أنَّ دُخولَ الجَنَّة مشروطٌ بالإيمان بالله عز وجل والإيمان بخاتم الأنبياء والمرسلين، وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
فالأمر ليس راجعًا إلينا، لسنا نحن الذين قرَّرنا هذا أو اشترطنا هذا، فالأمر راجعٌ إلى الشارع الحكيم، والله عز وجل هو الخالق، وهو المُتصرِّف، وهو الذي له الإرادة والمشيئة المطلقة.
ومِن هذه الأدلة التي تدلُّ على ذلك الحديثُ الصحيحُ الذي رواه الإمام مسلم في "الصحيح" عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: «والذي نفسُ محمد بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأُمَّة - لا يهودي ولا نصراني - ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار». هذا حديث صحيح، والنبي عليه الصلاة والسلام هنا يُقسِمُ بنفسه الشريفة، قال: والذي نفسُ محمدٍ بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأُمة، يعني أمة الدعوة، وأُمة الدعوة هي كل مَن على وجه الأرض، لا يهودي ولا نصراني، وهذا بيانٌ وتأكيدٌ على أهل الكتاب، اليهود والنصارى، فهؤلاء إذا سمعوا بهذه الدعوة وسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومات أحدُهم ولم يؤمن بأنه رسولٌ مرسلٌ من قِبل الله أنزل الله عليه القرآن، وبعثه بالإسلام، بهذا الدين الذي بعث الله به الأنبياء من قبل، إلا كان من أصحاب النار.
هذا كلامُ النبي صلى الله عليه وسلم وليس كلامنا، والمسألة ليست اجتهادية راجعة الى أقوال العلماء، ولا إلى فتاوى الفقهاء، إنما هي أقوال الشارع الحكيم، ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعد، فلا بُدَّ من الإيمان بالله، ولا بُدَّ من الاعتراف بنُبوَّة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك يكون القيامُ بأركان الإسلام وشُعَب الإيمان، وهذا ما يجعل الإنسان مؤهلًا إن شاء اللهُ لدُخول جَنَّة الرحمن، والفوز بالرِّضا والرضوان، والحمد لله ربِّ العالمين.
***
سؤال: يوجد مخطوط في الأنساب مجهول المؤلف، وما ذكرَه موافقٌ للكتب المعروفة المطبوعة، وفيه زياداتٌ لم تتعرض لها الكتب ولم تذكرْ خلافها، فما الموقفُ منه؟
الجواب: لا يوجد حكمٌ واحدٌ بشأن الكتب مجهولة المؤلفين. كلُّ كتابٍ له حكمه.
ولا أستطيع الحكم ما لم أر المخطوط وأدرسه دراسة فاحصة.
***
سؤال: جهة إفتاء تؤكد جواز اشتراك المسيحي مع المسلم في الأضحية، لجواز اختلاف النوايا، «كأن يريد بعضهم القربة وبعضهم اللحم»، فما قولكم؟
الجواب: كأنهم تابعوا بعض ما جاء في كتب الحنابلة.
***
سؤال: وقفتُ على بيتين منسوبين للعلامة السيوطي، ضمّنهما سنده إلى "شفا" القاضي عياض، ولم أجدهما في مصدر، فأحببت إطْلاعكم عليهما -ولا أدري لعلهما من سابق مقروءاتكم-
وقد راجعت "الفهرست الصغير"، و"أنشاب الكثب"، للتثبت من مطابقة السند، فلم أخرج بمطابقة، فلعل لكم في ذلك رأيًا.
والبيتان مكتوبان على ظهرية نسخة من "منهج الوفا" لأحمد السبكي، محفوظة في مكتبة جوتا الألمانية، وناسخهما يصف السيوطي بـ "شيخ مشايخنا"، فهو قريب عهد به، والله أعلم.
الجواب: لم أقرأ هذه الأبيات من قبل، ولم أرها في كتابي الشاذلي، والداودي المفردين لترجمة شيخهما، ولا في تراجم السيوطي ضمن الكتب. هذا مِنْ جهة النقل.
***
سؤال: هل وقفتم على ترجمة لشيخ ابن الجوزي: أبو إسحاق إبراهيم بن فارس؟
الجواب: ليس هو من شيوخه، ابنُ الجوزي يروي عنه بواسطتين.
***
سؤال: هل تذكرون مصدر الأبيات المنسوبة للزمخشري: إن يسألوا عن مذهبي لم أبح به …
الجواب: ذُكرت في (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي) للحجوي (٢٥/٢) وغيره.
***
سؤال: سألني أحدهم: هل يجوز في ترجمة الأعلام ولاسيما في تحقيق المخطوطات الاحالة إلى كتاب "الأعلام" للزركلي؟
الجواب: عندي: يجوز.
***
سؤال: كيف تفهمون -بوركتم- عبارة: "باسمه فراشة" في هذا النص: "محمد بن علي بن سليمان بن وهبان: المالكي المدني سبط القاضي عبدالله بن فرحون إذ جدته لأمه هي: أخت عبدالله ممن اشتغل على أبي القاسم النويري والشهاب أحمد الحريري وقرأ "البخاري" في سنة اثنتين وخمسين وثماني مئة، و"مسلمًا" في التي قبلها كلاهما على أبي الفتح بن صالح وكان ‌باسمه ‌فراشة، مات في حياة أبيه سنة ثمان وخمسين وترك ولده محمدًا طفلًا فكفلته أمُّه وجده لأبيه".
الجواب: باسمه فراشة أي وظيفة في المسجد النبوي لعلها خدمة معينة.
***
سؤال: نقرأ في قيود الفراغ: في الليلة التي يسفر صباحها عن يوم الجمعة، ما معنى هذا؟
الجواب: المراد ليلة الجمعة، وهذا التعبير ملحوظٌ فيه المعنى الشرعي وهو تبعية الليلة للنهار القادم، وليس كالتوقيت الغربي الذي يكون نصف الليل الأول فيه تابعًا للنهار السابق.
***
سؤال: هل كتاب "الغنية" ثابت النسبة للشيخ عبدالقادر الكيلاني؟
الجواب: نعم ثابت.
سؤال: وهل قوله بالاستواء بذاته وقوله بالجهة ثابتٌ عنه؟
الجواب: إذا ثبتتْ نسبة الكتاب ثبتَ ما فيه. وهذا يحتاج الى دراسة النُّسخ كذلك.
سؤال: أي طبعة جيدة له؟
الجواب: لا أعلم، ربما طبعة الأستاذ فرج توفيق الوليد على ما فيها من حذفٍ، حذف الكلام على بعض الطوائف، وقد انتقد الشيخُ عبدالكريم المدرس هذا الحذف.
***
سؤال: جاء في "نظم الدرر" للبقاعي عن الفاتحة: رقية لكل ملم. وفي كتابه "مصاعد النظر": رقية لكل مسلم. أيهما أصح؟
الجواب: ملم. والتعبيران صحيحان.
***


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع