مدونة أ.د.اخلاص باقر هاشم النجار


تجربتي مع منصة أريد العربية

اخلاص باقر هاشم النجار | Prof.Dr.Ikhlas Baqir Hashem Al-Najjar


19/09/2021 القراءات: 4650  


تجربتي مع منصة أريد
أ.د.إخــلاص بــاقــر هاشم الــنـجـار
العراق / جامعة البصرة / كلية الإدارة والاقتصاد
أحدثكم عن تجربتي مع منصة أريد ، عندما دخلت إلى منصة أريد وجدتها فضاءً إلكترونياً واسعاً ، لا يُعدُّ الأول عالميا لكنه يُعدُّ بجدارة أول مشروع مجاني غير ربحي يستهدف الأكاديميين، والأطباء ،والمهندسين والخبراء ،والمساهمين ،والباحثين والطلبة في المراحل والتخصصات كافة للناطقين باللغة العربية ، وبعد أن أتممت التسجيل ، حصلت على رقم تعريفيّ خاص فور التسجيل ، يُنظّم ظهوره عند البحث في المحركات المتقدمة، ظهر في أعلى صفحتي الشخصية، يمكن وضعه في بطاقة التعريف الشخصية والاستشهاد به عند الضرورة للتعريف بشخصيه الباحث ومكانته وجهوده العلمية، إذ مكنني من جمع أعمالِي وسيرتِي الذاتية ونشاطاتي في مكان واحد، وبشكل واضح وأنيق ومنسق ومُنظم وسهل التصفح، عندها أُتيحت لي خدمة التواصل مع الآخرين ، ووجدت عدداً من المتابعين زاروا صفحتي لتبادل المعارف والآراء والخبرات، على غرار مبادرة الكتاب المفتوح ، بهدف إدخال وتعميم تجربة المواقع الإلكترونية الخاصة بالدخول المفتوح في الوطن العربي، لِلمِّ شمل العلماء والباحثين العرب عبر العالم وإيجاد بديل عربي يُغنيهم عن المنصات الأجنبية .
وعندما فتشتُ في صفحتي الجديدة وجدت المنصة كالتوثيق الرسمي الالكتروني، وقد أوجدت مجموعة من الخيارات عبر نوافذ منسدلة سهلت عليّ توثيق سيرتي المهنية والأكاديمية ونشاطاتي ومنجزاتي العلمية والبحثية والأدبية بطريقة مدروسة ودقيقة ومؤرشفة بتسلسل معزز بالصور، مع صورة فذة من التشجيع والتحفيز متمثلة في أوسمة أَريـد والتي تجعل الباحث يغربل أفكاره دائما ويسعى للتجديد والتطوير، وهذه الأوسمة عبارة عن شاراتْ إلكترونية، مصممة بشكل جذّاب، يحصل عليها الباحث المسجل بالمنصة بعد مساهمته بعمل متميز، أو تقديمه لمشروع مبدع، أو نشره لمحتوى عال الجودة، وتَظهر هذه الأوسمة على الصفحة الشخصية للباحث، وقد حصلت على خمسة لحد الآن وأسعى للحصول على ما تبقى من أوسمة ، ويمكن لكل زائر أو متابع أن يراها، ويأخذ فكرة سريعة ومبدئية عن الدرجة التصنيفية التي وصل إليها في المنصة.
وبما أن السبب وراء فكرة إنشاء المنصة هو البحث عن مشاركة الباحثين العرب ،أصبح بمقدوري أن أوجه استفساراتي البحثية في المنصة لوجود خبرات من باحثين وأساتذة أكفاء ، ربما واجهوا هذه الاستفسارات وقاموا بحلها، ليسهل على الجميع تجاوزها ، فالمنصة أول مشروع عربي رأيته يخدم البحث العلمي بطريقة مواكبة للتطور التقني ما يجعل من الوصول للأبحاث العلمية أمراً في متناول اليد ، وهي بمثابة مكتبة إلكترونية مؤرشفة بدقة متناهية سمحت لي بوضع بحوثي ومؤلفاتي العلمية والقصصية ومقالاتي وندواتي وحلقاتي النقاشية وشهادتي الخ ، وأيّ نشاط أخر حتى إذا كان محض فكرة لم تر النور بعد .
ولعل أجمل ما وجدت في المنصة مشروع مصرف أفكار أريد ، الذي يأخذ على عاتقه استثمار الأفكار المودعة فيه ، كأفكار مشروعات شركاء المنصة ، مقترحات ودراسات جديدة وإبداعية ، مقترحات وأفكار لتطوير خدمات مفعّلة ، شبكة المراكز البحثية التطبيقية ، أفكار ملتقى أريد لأصحاب المخطوطات التاريخية والوثائقية ، كما أن المنصة بدورها تأخذ على عاتقها ، توفير قدرات تقنية تسلط الضوء على الأبحاث المتميزة وتجعلها من أوائل الأبحاث عربيا وعالميا فيسهل الوصول لكاتبها وتطويرها والتعاون بينه وبين الباحثين ، ووجدت أدلة علمية توجيهية كثيرة منها نماذج دراسات جديدة عن كيفية كتابة الأبحاث العلمية الجامعية وكيفية كتابة السيّر الذاتية بطرائق احترافية وكيفية جمع وتبويب الجهود العلمية والأدبية .
وعليه فأن إطلاق مُجتمع أُريد الأكاديمي سيُسهل بشكل فاعل من عملية التقارب والتواصل وتبادل الآراء حول القضايا العلمية المختلفة، وإن فتح الباب أمام النُخب الناطقة بالعربية ليلتقوا بهدف تبادل الأفكار والخبرات ويسهموا في تطوير العلوم والمعارف المتنوعة، من شأنه زيادة فاعلية الحركة العلمية في العالم العربي ، للنهوض بواقع العلماء والخبراء عبر تقديم خدمات حقيقية واقعية تعذر تقديمها من قبل على وفق صيغ عمل مؤسسي مبرمج خاضع لمناهج متقدمة ، وفتح آفاق التعاون العلمي المستمر ومشاركة الطاقات والأفكار والقدرات والعلاقات بغية تحقيق إنتاج علمي أعلى جودة وأكثر إتقانا ونفعا ، ومد جسور واقعية لتلاقح الأفكار والثقافات العالمية ، ومجابهة التحديات التي تواجه الباحث العربي والعمل على معالجتها بطرائق احترافية ،
ومن ثًمَّ تحديث معيار خاص لتقييم وقياس فاعلية الباحث العربي (كمؤشر ض مثلاً) ، وعدم الاعتماد فقط على المعايير الدولية مثل مؤشر (g-index) ومؤشر (h-index) التي تقيّم وتقيّد عمل الباحثين لنشر أبحاثهم في دور النشر العالمية ، وتوفير بديلٍ احترافيّ للباحثين العرب يُضاهي المنصات الأجنبية ، التي تُعدُّ الملاذ الوحيد للباحثين العرب للتعريف بأنفُسهم وتوثيق أعمالهم وأبحاثهم الأكاديمية قبل إنشاء المنصة ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


تجربتي مع منصة اريد ، فكر ، ابداع ، تجربة عربية جديدة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع