مدونة الباحثة لطيفة المهدي شوقي


النسوية الإسلامية وعقيدة حقوق الإنسان

د. لطيفة المهدي شوقي | Dr.Latifa Elmehdi CHAOUKI


06/01/2024 القراءات: 737  


أخطر حركة وتيار في زمننا المعاصر يصعب تمييزه ومكافحته، وفيه من الشر أكثر مما يوجد في الإلحاد والعلمانية هو "النسوية الإسلامية" التي خلطت الحابل بالنابل فلا تكاد تعرف حتى عدوك وربما يكون معك بالبيت ، ربما هو متخف في حجاب وشكل لطيف ومحترم، يدخل بيتك بصورة ذكية ولبقة عبر القنوات ووسائل التواصل وفيه من الرفق والرقة ما تذهل له الأبصار وتصغى له الآذان وتثار له المشاعر.

حذاري من النسوية الإسلامية حذاري !! من سمح لهذا الفكر أن يدخل بيته فقد ابتلي بفيروس أفتك من كورونا والطاعون الأسود وليتحمل العواقب وأهونها حرب دائمة بين الزوجين وحياة ضنك، وأشدها الطلاق وتشرد الأطفال والإنحراف. وأقصد بالنسوية الإسلامية ليفهم الناس العامة : هي امرأة جمعت بين حجاب+ عقيدة حقوق الإنسان وحقوق المرأة + فكر قاسم أمين التحرري.
وقد نبه الله من هؤلاء في محكم تنزيله وقال سبحانه : "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين اتبعوا الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما". وقد أولى الإسلام عناية خاصة بالأسرة واعتبرها أساس المجتمع وجوهره، وجعلها قائمة على المودة والرحمة والسكينة والرفق، وجعل الأسرة هي تلك النواة التي تنبت منها كل القيم وهي ملاذ وراحة للطرفين، ودعا الأزواج للتجاوز عن عيوب بعضهما والصبر والحلم لتدوم العلاقة وتستمر، وجعل الطلاق حلا عندما تصبح الحياة المشتركة مستحيلة لضرر نفسي أو جسدي يمس بالأطراف، أما هؤلاء وأقصد الذين يتبنون "فكر النسوية الإسلامية" وأكثرهم من النساء المتحررات كما يزعمن، فإنهم يدعون لجعل الأسرة ساحة للحرب والصراع والمطالبة بالكرامة والحقوق ، ومرروا لنا مصطلحات لم نسمع بها حتى في الثقافات الغربية "كالإغتصاب الزوجي" والزواج في الأصل ميثاق قائم على عقد نكاح وينبني أساسا على علاقة جنسية شرعية، ونددوا "بالمساواة في الحقوق" والله خلق كلا من الجنسين بطبائع مختلفة ولكل فطرته فلا الرجل يطيق أن يقوم بدور المرأة كاملا ولا المرأة تطيق أن تقوم بدور الرجل ومن قال العكس فقد انسلخ من الفطرة البشرية التي جبل عليه بنو آدم وحواء، وزعموا أن المرأة غير ملزمة "بإرضاع الطفل" حتى يتم الحولين ولو نظرنا في الفطرة قبل الشرع لوجدنا الثدييات من الحيوانات والدواب لا تحرم صغارها من هذا الحق فكيف بمن حباه الله بالعقل والتدبر ، وزعموا أن المرأة "غير ملزمة بالمبيت في بيت زوجها دون إذنه" وهذا فعل لم تأت به حتى هند بنت عتبة أيام كفرها، وهذا فعل النواشز الخارجات عن طاعة الله ورسوله وطاعة أولياء أمورهن كالأب والزوج الخ. وزعموا أن المرأة يجب أن "تتساوى مع الرجل في الإرث" جهلا منهم بحكمة الله في ذلك وظنا منهم أن الإسلام ظلم المرأة وأن العصر لا يتناسب مع من أقره لها من ميراث، والله جعل للأم السدس وهي عزيزة بين أبنائها غير ملزمة بالإنفاق، وجعل للمرأة نصف حظ أخيها لأنها غير ملزمة بالإنفاق في بيت زوجها عكس الرجل الذي يتحمل جميع الأعباء.

فانظر إلى هؤلاء يدعون إلى انسلاخ الفطرة السوية وتجريد الإنسان من طبيعته البشرية بدعوى الدفاع عن الحقوق والحريات واحترام القوانين الدولية وبدعوى مواكبة العصر .


النسوية، الشريعة الإسلامية، حقوق الإنسان


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع