مقالة حول الحب عبر الأنترنت.
باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari
28/06/2021 القراءات: 4163
الحب عبر الأنترنت.
سمعنا (إن الحب يأتي من أول نظرة)، ولكن في الوقت الحاضر، نجد أن المقالة السابقة أيضا تطورت مع تطور وتقدم العلم وقطعت أشواطا وخاصة في مجال الإنترنت وبالذات الشبكة العنكبوتية حيث أصبح المقال (إن الحب يأتي من أول رسالة)، هنا الحب أيضاً تتطور مع تتطور وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح الحب حباً الكترونياً، عكس ما كان في الماضي الحب كان عبر القاء وجهاً لوجه.
حيث كانت وسائل التواصل بين المحبين عبر الاشعار أو ارسال رسائل كتابية بين الاثنين، وفي الوقت الحالي أصبح القاء عبر الكاميرات، أو الايميلات، أو رسائل الماسنجر والفايبر والوات ساب وسناب جات...الخ من وسائل التواص الاجتماعي.
ولكن هنا السؤال يطرح نفسه هل أن الحب والارتباط عن طريق الإنترنت أمر مشروع وهادف، أم هو غير مشروع ويهدد الاسرة باعتباره فيروساً. وهل نجح الحب عن عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الإنترنت)، وهل هو مجرد الهاء وتسلية بمشاعر الطرف الاخر، والبحث عن حب؟
"سيِّدتي" استضافت شابة وشاباً لمعرفة رأييهما في العلاقات الغرامية والحب عن طريق الإنترنت.
وهل هناك حب انترنيتي؟ وهل هذا الحب عبارة عن سراب، وهو غير مضمون؟
ففي إحدى المقابلات مع الفنانة التشكيلية (نور الهدى) حيث قالت: (أنا ضد فكرة ومبدأ الحب العاطفي والارتباط عن طريق الإنترنت، وأرفض بالطبع ما يسمى الحب الإنترنتي)
وعند البحث عبر الانترنت نجد أن هناك قصص كثيرة عن الصداقة العابرة أو الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعية ما هي الا خدعة أو كذبة من قبل أحد الطرفين فتكون غايته التسلية فقط، أو تسلية معنى آخر تكون خارج عن حدود الادب واللياقة، فكل هم هذا الطرف وجل اهتمامه التسلية بالأساس وأن يضيع وقته بالكلام المعسول فقط ولا يهمه التكلم بالمواضيع العامة المحترمة كالدين او المواضيع الاجتماعية والأدبية والسياسية، فهذا الشخص المختبئ خلف شاشة اللاب توب او الموبايل حيث يستعملون أسماء وهمية بأقنعة مزيفة والغاية منها الحصول على الحرية للتكلم بلا حدود وبلا قوانين المجتمع فتكون شخصيات وهمية وغير سوية، فبالحقيقة هم أصحاب شخصيتين بوحه واحد، يرتدون ثياب الانس والجن، فتراهم في الانترنت عبارة عن شخصية شيطانية بثياب الانس، وفي الحياة اليومية يدعون الطيبة والبراءة.
ومن خلال صفحتي في الفيس بوك تعرفت على شخصيات كثيرة وضحايا كثير والذين وقعوا في فخ ما يسمى الحب الإنترنتي، وأغلب الضحايا هم عبارة عن أناس طيبون وقعوا ضحايا لشياطين الانترنت.
واستخلصت من تجاربهم أن الحب من خلال الانترنت كذبة كبيرة الغاية منها استعماله لمآرب شيطانية.
فالتواصل عبر التواصل الاجتماعي لا يعطيك الشعور بمشاعر الطرف الآخر، لتعرف أن مشاعره فعلا صادقة أم كاذبة.
المجتمع يرفض فكرة حب الانترنت:
نظرة مجتمعنا الشرقي للحب عن طريق الإنترنت، في طور التكوين وما زالت غير مكتملة ولا يتقبلها لكون السلبيات فيها أكثر من الإيجابيات.
ولفشل الكثير من العلاقات عبر التواصل الاجتماعي والتي من النادر وجود علاقات وصلت الزواج واستمرت لفترات طويلة بدون مشاكل لكون الأغلبية من عوائل محافظة. ونجد الان الانترنت بالذات وها نحن في سنة 2021م لم يعد كالسابق للفائدة من الانترنت لجمع المعلومات الثقافية والدينية والدراسية ولتطوير قابلياتهم.
بل آلت إلى مجرد تسلية وترفيه فقط بمشاعر الطرف الآخر عبر علاقات وهمية خداعة لا أكثر ولا أقل، ونصيحتي لجميع الشباب والفتيات الابتعاد عما يسمى حب الأنترنيت، وأن يستفيقوا من هذه الغفلة.
وعلى الفتاة أن تعرف جيداً أن الرجل يقدر ويحب المرأة التي تعف نفسها ويحاول الوصول إليها لتكوين اسرته المستقبلية.
ومع الأسف الشدي فهذه الشبكة العنكبوتية أصبحت تستخدم لأغراض دنيئة وبعيدة كل البعد عن الأهداف التي وجدت من أجلها، وأصبحت عبارة عن غابة سوداء لاصطياد الفتيات والإيقاع بهن تحت مسمى (الحب الإنترنتي)، والمستخدمون للأنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يكشفون عن هويتهم الحقيقية غالباً، وقليلون جداً الذين يقولون الحقيقة للطرف الآخر، فنجد الشاب يقدم نفسه في أرقى صورة، وبالنهاية يتضح أن الشاب الوسيم ما هو إلا شاب لا يملك من الجمال والمال ما يمكّنه من إغراء أي فتاة.
ولا تنسى الانترنت عبارة عن حفلة تنكرية، فتجد أسماً أنثوياً جميلاً ولكن بالحقيقة خلف ذلك الاسم رجلاً. وبالعكس تجد أسماً ذكورياً ولكنه بالحقيقة هي فتاة ناعمة. إذا فالإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن حفلة تنكرية.
وأخيراً يجب علينا أن نفهم جيداً بأن ديننا الإسلامي الحنيف حذرنا أشد الحذر من إقامة علاقات غير شرعية خارج نطاق الزواج، وأوصد الباب بشدة أمام مصيبة المواقع الاجتماعية وبرامج التواصل الاجتماعي التعارفية والتي ذاعت وانتشرت عبر شبكة الإنترنت العنكبوتية، وما ذلك إلا درأً للفتنة والمفسدة، ومنع لحوادث العشق والغرام التي تؤول بأصحابها غالباً إلى الفواحش الخطيرة، وانتهاك حرمات الله، كما تؤدي بهم إلى زيجات فاشلة محفوفة بالشك وفقدان الثقة.
حب ، أنترنت ، واقع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
السلام عليكم. انا لا اتفق تماما مع الكاتب والنظرة المتشائمة للعلاقات عبر الانترنت والتي غالبا ما يقع ضحيتها الشباب الطائش اما الشباب الواعي فيستخدمها لاغراض كثيرة منها ايجاد الشريك المناسب وانا اعرف الكثير ممن تزوج عبر علاقة بداءت بتعلق على منشور بالفيسبوك. وحتى احدى زميلاتي المدرسات الجامعيات وجدت شريك حياتها عبر الانترنت وهي سعيدة جدا معه. فارجو من الكاتب ان لا يعمم التجارب السلبية لاستخدام الانترنت لان هناك الكثير الكثير من الايجابيات ومنها الحب والزواج. وشكرا لكم على هذا الموضوع الشيق
د. بشرى جو حي جاني: سعداء جداً بمروكم الكريم وسعداء اكثر بان نال مقالنا اعجابكم، وهذا يجعلنا ان نقدم المزيد، وحب الانترنت اتفق معكم تماماً هناك حالات افضت الى الزواج ولكنه نادر أو قليل جداً أغلب المستخدمين يستخدمونه للتسلية . وأتمنى منكم عمل استبيان خاص حول الحب عبر الانترنت. ولكم منا فائق الود والاحترام والتقدير دكتورة بشرى