طريق الفلسفة ...ومعرفة درجات الفلاسفة
مها سعد فاضل | Maha Saad Fadhil
31/03/2020 القراءات: 5951
لَعَلّ أهَم مَفهُوم للفَلسفة إنها مُفتاح أبواب العلوم وأمين خزائِن العِلم الكُوني وما وراء الطَّبيعة ودراسة الوجودية لكل شيء في الكون ودراسة وجود العدم ..! وبما إن لكل شيء وجود فإن للفلسفة وجود ايضـًا وتسأل نفسك وأنت تفكر عن وجود الفلسفة ثم تتذكر الإرتباط الوثيق للفلسفة بالتفكير ثم تبحث عن وجود التفكير ووجوده في العقل البشري . فاللّٰه سبحانه وتعالى قد خلق المخلوقات كلها لتحيا في الوجود وخلق الإنسان ليتفكر في وجودها لذا ارتقى الإنسان وساد علىٰ الخلق . ثم تحلُّ لغز وجود الفلسفة لتنتقل بعدها لوجودك . كن على يقين بأن اللّٰه سبحانه لم يخلق شيئاً في الكون يشبه الآخر ابداً كل مخلوق صغير او كبير منظور او غير منظور خُلِقَ وفُني أو لم يُخلَق بعد لايشبه الآخر ابداً وإلا لماذا خلقه اللّٰه كخلقاً جديداً ؟ قد ترى في الكون أشياءاً متشابهة كذرات المادة الواحدة جزيئات المادة الواحدة فيروسات النوع الواحد او نوع معين من البكتريا حبات سُكر ثمرات فاكهة معينة . لكن بخلق البشر لايوجد احد يشبه الآخر حتى التوأم ! لان الكائن البشري ارقى المخلوقات. " الكائنات لاتُحصى " الاعجاز الإلهي في كثرة تعداد الخلق ليس بالعدد فقط قد ترى في الكون أشياءاً متشابهة لاتحصى لكن الاعجاز الإلهي في كثرة تعداد الخلق كالعد في النظام الرياضي فمثلاً مجموعة الاعداد الحقيقية "R" التي تمثل بالفترة (سالب مالانهاية الى موجب مالانهاية) فإذا شاءالله جعل عدد خلقه غير منته ولا مخلوق يشبه مخلوق آخر كمثل الأعداد ،العدد 13478952453 لايساوي العدد 13478952454 حتى وإن كانت متقاربة وحتى وإن استخدمت نفس الأرقام لكتابة العددين فجميع الأعداد تكتب من مجموعة الارقام {0٫1٫2٫3٫4٫5٫6٫7٫8٫9} ولكن لا يوجد عدد يشبه عدد كذلك خلق الله البشر جميعنا مخلوقون من روح وجسد وقلب وعقل واجهزة جسمية واعضاء وخلايا ونويات تحتوي على 23 زوج كروموسوم لكن لسنا بذات الترتيب . فإن اللّٰه ميّز الإنسان عن الكائنات" وما يجعلك مختلفاً يجعلك مميزاً"!! اذن يمكننا القول بإن التميز في الإختلاف .. لاشك إن اللّٰه سبحانه خلق البشر سواسية بحكمتهِ وعدله رغم الاختلافات التي نراها لكن في الفلسفة نحن لانرى المنظور فقط..! توصلنا في آنف الحديث الى إن وجود الفلسفة والتفكير في عقل الإنسان ولكن ماذا عن وجود الانسان نفسه ؟ قد يكون مكان وجودك مجهول انتَ حقاً لاتعلمه ولكن عندما تعلم بإن اللّٰه اقرب اليك منك وتتذكر قول الحكيم الكريم : ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )){ق:16} صدق الله العظيم رغم اختلاف تفاسير العلماء فبعض منهم من قال بإن حبل الوريد يقع في العنق متصلاً بالقلب والتفسير الآخر بإن حبل الوريد يقع نصفي الدماغ بقيت أُفكر أيهما أصح حتى عدتُ الى بداية الآية :(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) و وسوسة النفس هي التفكير لاشيء يوسوس لك على الإطلاق بقدر عقلك فان مكان وجودك هو عقلك كما هو مكان وجود الفلسفة والتفكير فذهبت للتفسير الثاني الذي يقول بإن حبل الوريد بين فصي الدماغ واللّٰه اقرب اليك من مكان وجودك ( العقل) . واللّٰه أعلم .. و كل إنسان من تلك النقطة في العقل يحدد انطلاقه وبما إن الفلسفة وانتَ في نفس المكان ستنطلقان ستسير أنتَ والفلسفة تعبد لك الطريق حتى أن تصل في الكون الى نقطة تقابل تلك النقطة التي انطلقت منها وفي هذه الحالة ستجعل الفلسفة لاصحابها الفلاسفة طرق ودرجات يختلفون بها فالفلسفة هي سبب الاختلاف الفكري والروحي للإنسان . فالبشر درجات أنبياء وأولياء صالحين وعلماء وفلاسفة ودائماً مايعزى سبب هذا الإختلاف الى القول اختلاف العقول .. لكن عقول البشر هي ذاتها بل الإنسان من يجعله مختلفاً بطريقة التفكير .. تقرأ في الكتب الفلسفية للعديد من الفلاسفة العظماء على مر العصور .. ومنهم : سقراط، افلاطون،ارسطو، مكيافيلي Niccolo Machiavelli ،Thomas Hobbesالغزالي ، الفارابي ، ابن الهيثم، وغيرهم من الفلاسفة العظماء .. ثم تسأل هل هنالك علماء فلاسفة اعظم من العلماء الذين ذكرهم العلم جميعاً؟ الجواب / نعم الأنبياء وإلا لما اصطفاهم اللّٰه انبياءاً من دون الخلق فالانبياء فلاسفة في الرتبة الأولى وفي الدرجة الرفيعة الأولى مُحَمَّد ( صَلَّىٰ اللّٰهُ عليهِ وسلَّم) لأن هم من اختاروا أن يكونوا أنبياء..! يُرتَب الفلاسفة حسب سيرهم في الطريق الذي عبَّدته الفلسفة لهم ومدى بعد النقطة التي وصلوا لها. الفلاسفة القدماء والعظماء كمثل ارسطو وغيرهم كانوا يفكرون بكيفية خلق الأشياء والشمس والقمر والنجوم والكواكب والأرض ودورانها وكل هذه الظواهر في السماء الأولى وتوقفوا في التفكير فكانوا جميعاً بمرتبة الفلاسفة ذوي مقام الإلهام الرباني . أما الأنبياء هم فلاسفة لم يصطفيهم اللّه حتى ارتقوا من التفكير بالسماء الأولى الى مابعدها والإعتقاد بوجود الله الواحد كمثل نبي الله إبراهِيم (عليهِ السلام)ومُحَمَّد (صَلَّىٰ اللّٰهُ عليهِ وسلَّم) وسائر الانبياء (عليهم السلام) فارتقوا من مقام الإلهام الرباني الىٰ مقام الوحي ..وكان ومُحَمَّد خاتِم الأنبياء لأن الله يعلم لاأحد من بعد مُحَمَّد سيصل لمقام الوحي والإرتقاء بالتفكير البشري الاعظم كمثل مُحَمَّد.
فلسفة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
نفع الله بعلمك....
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة