تعيين المناصب الإدارية في مؤسسات التعليم العالي الجزائرية
عبد الرحمان قدي | Abderrahmane Keddi
09/03/2021 القراءات: 8005
الاختيار المناسب للمسؤولين الإداريين في أي مؤسسة جامعية أمر ضروري لتحقيق الجزء الأكبر من تطوّر البحث العلمي ورُقيّه، فالمسؤول الجاد الملتزم الحريص على استقرار الهيكل التنظيمي الذي يترأسه سيكون له تأثيرا إيجابي على الطاقم الإداري والأساتذة والطلبة الذين يترأسهم، لكن الواقع المُعاش يوضّح تعيين مسؤوليين أغلبهم غير جديرين بالمناصب الإدارية التي يتقلّدونها، فما هو السبب في ذلك؟
البداية من المنصب الأسمى في أي مؤسسة جامعية، منصب مدير الجامعة الذي يكتنفه الغموض والكثير من الطلبة والأساتذة يعرفون القليل فقط عن صلاحياته، إذ يتمّ تعيينه عادة بنمط التزكية من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإصدار قرار وزاري بخصوص ذلك، ممّا حول مدير الجامعة من منصب إداري علمي إلى منصب سياسي بامتياز، وأصبح يخضع إلى معايير القرابة الولاء وخدمة مصالح الدوائر المركزية والانتماء الحزبي، بعيداً عن معايير الاختيار الحقيقية التي ينبغي أن تكون على أساس الخبرة والكفاءة والمؤهلات العلمية والقدرة على تسيير المؤسسة الجامعية، بل يُفترض أن يكون القانون مُساهِماً في تعيين مدير الجامعة حسب نظام الترشح والترشيح والانتخاب بعد استعراض المؤهلات العامّة لكل من يُنافِس على تولي هذا المنصب المهم، لكن الواقع المؤلم يُظهِر تعيينات لمدير في هذه الجامعة ومدير في تلك الجامعة مع الافتقار للخبرة المطلوبة في مجال الإدارة وميدان البحث العلمي، ناهيك عن بقاء بعض المسؤولين في منصب مدير الجامعة لفترة تزيد عن عشرين سنة رغم الكثير من المشاكل والفضائح وفضايا الفساد التي تُسجل بجامعاتهم، بينما يتم استبدال بعض من تم تعيينهم في منصب مدير الجامعة بعد ثلاث سنوات أو أربع فقط ودون سبب مقنع.
أما منصب عميد الكلية أو رئيس القسم فلا يقل تخبطّاً في تعيينه عن تعيين منصب مدير الجامعة، فبعض عمداء الكليات تتم تزكيتهم من طرف إدارات الجامعات ويتم تعيينهم من طرف الوزارة الوصية رغم أن سجلهم العلمي والإداري قد يكون غير مشرف أو غير مؤهل لتولي مسؤولية الكلية، والكارثة أن الكثير من عمداء الكليات يساهمون في تأسيس تحالفات المصالح والعداوة مع بقية المسؤولين الإداريين أو الأساتذة، وهذا ما ينجر عنه تضييع المصالح أو عرقلتها بتعمد واضطراب أوضاع الكليات وانتشار المشاكل الإدارية والبيداغوجية، وعادة ما يتم تعيين رؤساء الأقسام بناءاً على تلك التحالفات، حيث يحرص العميد ونوابه على تعيين رئيس قسم من حلفهم للسيطرة على الخصوم، والاستفادة من سلطة المسؤولية في الاستحواذ على بعض المنح والامتيازات لحلفائهم وحرمان خصومهم منها، وقد ينعكس ذلك بالسلب على وضعية القسم والتخصصات العلمية التي تنتمي إليه.
المشكلة الكبرى من كل ذلك كنتيجة يمكن استخلاصها، هو أن المناصب الإدارية في الجامعة لا تُعيّن على أساس الكفاءة والمؤهلات المطلوبة إلا بضربة حظ، وأغلب من يتولون مناصب إدارية كمدير الجامعة ونوابه أو عميد الكلية ونوابه أو رئيس القسم ونوابه يكون آخر اهتمام لديهم المساهمة في تطوير التكوين العلمي والبحث الأكاديمي في المؤسسة الجامعية، فجل تركيز المسؤولين الإداريين يكون على تحقيق المصالح الشخصية والامتيازات المادية والمنح والرحلات العلمية ...إلخ، وهذا من بين أكبر المشاكل التي تُبقي المؤسسات الجامعية في دائرة الفشل والضياع عن المسار الصحيح للتطور والإنتاج.
المناصب الإدارية، مؤسسات التعليم العالي، الجزائر، مدير الجامعة، عميد الكلية، رئيس القسم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جيد ولكن لمن تقرا زابورك يا داوود
لابد من اعتماد اسلوب الانتخاب مثل الشقيقة تونس
لسم الله الرحمان الرحيم اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا الحبيب محمد وآله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين السلام عليكم كل الشكر الى استاذنا الفاضل عبد الرحمان قديم على المداخلة القيمة . فقط لي ملاحظة صغيرة هو نقطة الاستدلال يجب ان تكن اعلا مما هي عليه الان وقيمتها ب د.ج. يجب ان تقفز الى حدود 60 د.ج لتكوني الزيادة مهمة النقطة الثانية هي الان يجب ان عمل بالكيفيات وليس بالشهدات اذا اردنا ان تقفز قفزة نوعية التي تراقب بنا الى مستوى الدول الاكبر أو اكثر تصنيعا في العالم ويزدهر البلد ويعيش المواطن الجزائري والعربي بكرامته كاملة موفقين ان شاء الله
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة