مدونة د. مروه العميدي


- الواقع الزراعي وافاق المستقبل

د. مروه العميدي | Marwa Alameedi


20/11/2023 القراءات: 1203  


- الواقع الزراعي وافاق المستقبل

منذ تأسست الدولة العراقية عام 1921 م وحتى الان والحكومات العراقية المتعاقبة تسعى الى تطوير القطاع الزراعي ورغم الجهود التي بذلتها هذه الحكومات الى انها لم تصل الى المستوى المطلوب والمرغوب رغم الانجازات والنجاحات التي حققتها في مجال القطاع الزراعي..
حيث انعكس الامر على خنق القطاع الزراعي (الحيواني) تعد هذه مشكلة عظمى يعاني منها القطاع الزراعي حيث لا يستطيع القطاع سد حاجة القطر وتحقيق امن غذائي من الانتاج الزراعي . هذا وفضلا عن تفاقم مشكلات اخرى منها مشكلة البطالة وهجرة الاراضي الزراعية حيث نلاحظ اليوم زحف هائل للفلاحين والمزارعين بأتجاه المدن اضافة الى تحول الكثير من الرقع الزراعية الى طابو زراعي وزحف الابنية السكنية والمؤسسات نحو المناطق الزراعية في القطر العراقي مما ادى الى تقليص المساحة الزراعية هذا من جانب ومن جانب اخر انعدام او قلة الاهتمام والرقابة والتوجيه حول مسألة الزراعية وعدم تشجيع الفلاح العراقي وانعدام المحفزات التي تدفعه على اتقان عمله ..
يظهر اثر عامل اخر هو فتح فرص التوظيف امام المزارعين او اولادهم كالتوظيف في الوحدات العسكرية مما ينعكس على الزراعة حيث اكتفى اليوم الفلاح الزراعي وترك العمل الشاق المجهد اضافة الى مشكلة المياه التي يعاني منها القطر العراقي والناتجة عن الاختلافات مابين الحكومة العراقية وحكومات الدول المجاورة (تركيا_ايران_سوريا)فالعراق هو بلد الزراعه وارض السواد والمياه هي السبب الاساسي في بناء الحضارات وان اي تناقض يحدث بين الحكومات يؤدي الى الكثير من التوترات السياسية كما ان البنية وانتاج الغذاء سوف تتأثر كثيرا ..
يعتبر من اكبر الاخطاء في العراق واخطرها هو تشتت المسؤوليات في القطاع الزراعي ..حين استغلت الرقعة الزراعية في عمليات الاعمار والسكن ويمكن القول ,, ان الامة التي تستورد غذائها امة يسهل السيطرة عليها ,,..
ومن الملاحظ في الاسواق ان حوالي 95% من المنتجات الغذائية هي مستوردة من دول الجوار وبالامكان الاشارة الى جملة اسباب ادت وساعدت الفلاح العراقي على هجرة وترك ارضه وتدني انتاج المحاصيل :
1.مشكلة المياه : يعاني القطر العراقي من عدم حصوله على حصته المائية الكافية من دول المصدر المائي بسبب عدم مطالبته بالحصة التي تم الاتفاق عليها حسب القانون الدولي كذلك ماقامت به الحكومة الايرانية بغلق جميع المنافذ المائية التي كانت تروي الانهار العراقية وضعف الخطط الاروائية .

2.ملوحة التربة : الناتجة عن التلوثات وقلة المياه مما ادت الى تراكم كم هائل من الاملاح في المياه والاراضي الزراعية والبساتين والاتجاه نحو الاعتماد على السقي بالمياه الملوثة خاصة مياه نهر دجلة التي ترتفع فيها نسبة المواد الكيمياوية الناتجة عن المخلفات الصناعية .

3.الاهمال المرئي لوزارة الزراعة بالقطاع الزراعي الناتج عن عدم وضع خطة زراعية عقلانية وعدم توفير المستلزمات التي يحتاجها المزارعين الفلاحين وانعدام المشجعات وعدم خبرة المسؤولين.

4.مشكلة انقطاع التيار الكهربائي ومايترتب عليه من سلبيات على القطاع الزراعي وعمل مضخات المياه حيث تتأخر عملية السقي مما يؤدي الى تلف المحاصيل والمزروعات.

5.عدم صلاحية بعض البذور وتلفها وارتفاع اسعارهاحيث لم تتكفل الوزارة بتوزيع البذور على المزارعين .

6.ارتفاع سعر المبيدات لمكافحة الحشرات والاوبئة التي تصيب المزروعات وعدم صلاحيتها للاستعمال .

7.الارتفاع الكبير في اسعار الالات والمكائن الزراعية والتي كانت سابقا تباع بأسعار لابأس بها بالنسبة للفلاح وبعضها مجانا.

8.ارتفاع سعر الوقود واجور النقل حيث ينعكس هذا على زيادة كلف الانتاج ولا يحصل تنافس في المنتجات لاسعرا ولا نوعية ..

*** المقترحات***
هناك جملة مقترحات من اجل النهوض بحال القطاع الزراعي والتدهور الذي يعاني منه اليوم :

*من الضروري ان توضع استراتيجية جديدة من اجل النهوض بتنمية القطاع الزراعي وتطوير ودراسة الجدوى الاقتصادية والمحاصيل والمزروعات وتربية الحيوان مع مراعاة طبيعة التربة.

*الاهتمام بتعليم وتوجيه المزارعين من اجل تطويرهم واداء اعمالهم وتقديم لهم المشجعات تحفزهم على العمل بأتقان من اجل تحسين وزيادة الانتاج الزراعي بشقيه.

*يمكن الاستفادة من التجارب والخبرات المتوفرة بالدول ومحاولة تطبيقها على ترب العراق واقامة شركات استثمار زراعية.

*زيادة مخصصات وزارة الزراعة من ميزانية الدولة لكي تتمكن من دعم الفلاح العراقي وتوفير مستلزمات الزراعة من كهرباء واسمدة و بذور وأقامة مشاريع زراعية تؤمن اقامة امن غذائي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مروه العميدي


الزراعة - مستقبل الزراعة - الأراضي الزراعية - التملح


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع