مدونة ا.د / عبد السلام خالد


إلى متى يبقى شبابنا وقودا للفتن والتخريب عوض طاقة للابداع والابتكار لتطوير مجتمعاتنا؟

أ.د عبد السلام خالد | Pr: Abdeslam Khaled


28/05/2022 القراءات: 1854  


إلى الذين يدعون إلى الفتنة و يغذون الاحقاد والكراهية بين العرب والمسلمين في كل المناسبات. ألا تستحوا من انفسكم؟ ألم تشمئزوا من الدماء والأرواح التي تزهق يوميا في اوطانكم باسم الدين والجهاد زورا وبهتانا؟ ألم تتعلموا بعد من دروس التاريخ؟ ألم تفكروا يوما وتسأوا انفسكم لماذا تساهمون في تهديم اوطانكم بأيديكم وأيدي المؤمنين وتعتقدون انكم تحسنون صنعا بدل ان تخجلوا من انفسكم؟
أيها العرب والمسلمون ومن يتبع نهجهم من الجماعات الدينية إذا كنتم لا تملكون أي مشروع في حياتكم إلا مشروع زرع الكراهية والأحقاد والتحريض على القتل والدمار وتصفية الحسابات السياسية والدينية والتاريخية فيما بينكم، لارضاء زعيم او ملك او شيخ او مستعمر غربي، نطالبكم أن لا تمارسوا الوصاية على عقولنا، ولا تعاملوننا كالقطيع، تبتغون من شبابنا الانقياد وراء نزواتكم ونرجسياتكم الاجرامية.
كفوا عنا أكاذيب وألاعيب وتضليل إعلامكم الملوث لعقول شبابنا، بالتحريض على الاقتتال والانتقام والاجرام والتدمير والتشويه للحياة.
لقد ساهمتم في تدمير أفغانسان والعراق وليبيا وسوريا وساهمتم في تقسيم السودان بأموالكم وأبنائكم ومواقفكم، وتخليتم عن الفلسطينيين وتركتموهم فريسة للاجرام الصهيوني دون شفقة ولا رحمة. كما ساهمتم ومازلتم تساهمون في تدمير اليمن وتقسيم وتشريد أهلها في الوقت الذي يريد منكم ان تستشمروا اموالكم في تنمية شعبه لمساعدته في الخروج من الفقر والتخلف الذي يعيش فيه بدل استثمارها في الأسلحة الفتاكة والمدمرة.
لانقبل منكم مرة اخرى ان تجعلوا من شبابنا العربي والمسلم وقودا لمشاريع الاستثمار في القتل والتدمير، بل نريدهم مشاريع للاستثمار في العلم والمعرفة والتطور العلمي والاقتصادي و البناء الحضاري الشامل لشعوبنا ودولنا لتنفس الدول الكبرى بما نملكه من قدرات وطاقات وثروات طبيعية وبشرية وعلمية لا يستهان بها.
ولا نقبل أن يبق شبابنا العربي والمسلم ضحايا تحريضكم على الكراهية والعداوات في الوقت الذي يجمعنا الدين الاسلامي بما يتضمنه من عبادات كالصلاة يوميا، الصيام والحج كل سنة. كما تجمعنا كل قيم الاسلام التي توحد المشاعر بين كل المسلمين مهما اختلفوا في المدارس والمذاهب والايديولوجيات. ألم يدعون سبحانه وتعالى إلى المحبة والاخوة في قوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين اخويكم"؟ فإذا كان الدين يدعو إلى التراحم والتعاون والمحبة بين المسلمين فيما بينهم وبين كل البشرية، فأي دين تدعوننا إليه بعد كل هذا الذي نسمعه من أفواه سياسييكم ودعاتكم وشيوخكم المأجورين الذين يوظفون الدين لتخدير عقول شببنا بخطابات الكراهية ورفض الآخرين وكل مختلف معهم؟
إلى متى تستمر حيات دولنا وشعوبنا بلا استقرار ولا امن ولا تنمية ولا تعليم ولا تطور؟
إلى متى تبقى شعوبكم وبلدانكم تعيش في تخلف وفقر يشابه القرون الوسطى في حين تملكون أموال قارون وتعتبر دولكم من أغنى الدول في العالم لكن المستوى المعيشي لشعوبكم في تدهور مستمر؟
إلى متى تستمر حياتكم في جو العداوات والكراهية والحسابات التاريخية التي لا ناقة ولا جمل للأجيال الناشئة فيها؟
ألم تشمئزوا وتشبعوا بعد من كل الأرواح التي زهقت والدماء التي سالت في كل دول العالم الاسلامي والخراب الذي لحق بالدول العربية والاسلامية منذ اكثر من 20 سنة بأموالكم ومواقفكم وتحريضكم عبر وسائل اعلامكم التي نصبتموها كمنصات لاطلاق الصواريخ المدمرة للقلوب في مجتمعاتنا؟
ألا تستحوا؟ ألا تخجلوا من انفسكم من المتاجرة بالدين لخدمة اهداف استعمارية لا علاقة لها بالدين نفسه ولا بمصلحة الشعوب العربية والاسلامية؟
ألا تستحوا من الازدواجية والنفاق الذي تمارسونه عبر تصريحاتكم وممارساتكم الميدانية التي تهدد المصالح الاستراتيجية لدولكم وامن شعوبكم واستقرار أوطانكم؟
ألا تستحوا من انفسكم في الاعلان جهارا ونهارا عن تمويلكم لجماعات سميتموها زورا جماعات مسلحة او جهادية في حين هي جماعات إرهابية تهدد أمن واستقرار المجتمعات والدول العربية والاسلامية نفسها ( من طانجا إلى جاكرتا) بدل أن توظفوها في المشاريع التنموية التي تحارب الفقر والجهل والامية وتحقق النهوض الاقتصادي والثقافي والحضاري لمجتمعاتنا؟
لمصلحة من تلك الدعوات والخطابات النارية والتحريضية الداعية للاقتتال ضد دول وشعوب عربية واسلامية أخرى في منطقتكم ومحيطكم الاقليمي؟
اتركونا من فضلكم إن كنتم تستحون، لنستمتع بقيم العيش المشترك في امن وسلام وتعاون وتضامن في ظل قبول التنوع والاختلاف في التفكير، الفهم والثقافة والدين والمذهب والعرق واللغة يدا بيد وقلبا بقلب متعاونين ومتراحمين فيما بيننا ومع كل البشرية لنستصمر طاقاتنا واموالنا في ما ينفع شعوبنا والبشرية جمعاء.
هذه رسالة أنجزتها يوم 28 ماي 2017 خلال شهر رمضان لما نسمعه ونشاهده من تحريض على الكراهية بين المسلمين انفسهم في شهر الصيام نفسه في الوقت الذي يتطلب أن يصوم الناس عن كل ما يؤذي الاخر عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المسلم ليس بالطعان، ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئي." وكانت رسالة من قلب صائم في الشهر الفضيل لعلها تجد آذان صاغية وقلوبا واعية لنجعل من الدين عامل وحدة ومحبة وعامل استمتاع بالحياة وليس عامل هدم وقتل وتشريد وتدمير لكل مقومات الحياة عملا يقوله تعالى في سورة طه: طه وما أرسلنا عليك القرآن لتشقى".
هل نتعلم من ديننا قيم التسامح والتعايش والتعاون؟ وهل نتعلم من تجارب التاريخ لنستفيد من اخطاء من سبقونا ونبني حياة جديدة بيننا تجمع الجميع دو ناقصاء ولا تهميش لآي أحد...... لان الحياة تسع الجميع وخلقت للجميع. ولا تضيق بأحد انما تضيق قلوب مرضى النفوس والنرجسيين الذي يفترض مداواتهم بدل التماهي مع امزجتهم.


شبابنا ـ وقود ـ الفتن ـ التخريب ـ طاقة ـ الابتكار ـ الابداع ـ تطوير المجتمع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع