تتلخص الاستراتيجية بمفردة (التموضع) في المؤسسات، فالعلاقات العامة بدءًا من الأهداف, ووسائل تحقيقها, والرؤية والرسالة وصولًا إلى الاستراتيجية والسياسات الإجرائية، فهي تكوِّن موضعًا استراتيجيًا مهمًا في المؤسسات؛ إذ أظهرت نتائج بحث تم اجراؤه مؤخرًا في عدد من المؤسسات العراقية الخاصة المُتمثٍّلة في شركات الاتصالات وتنفيذها لبعض الاستراتيجيات التي تم وضعها من الإدارة العليا تجاه المواطنين كجمهور خارجي, وموظفيها كجمهور داخلي. وهذا التطبيق للاستراتيجيات انطلق من عملية التسويق لهذه المؤسسات وتفعيل نشاط المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع العراقي.
على حين نجد أن استخدام استراتيجيات عمل العلاقات العامة وأساليب تطبيقها ووضعها في الأمر الواقع لم يتم تنفيذها في المؤسسات العامة, فالكثير من المؤسسات والدوائر الحكومية والجامعات تفتقد إلى الاهتمام بالمجال الإعلامي, وضعف تفعيل العلاقات العامة والإعلام، أو يتم العمل الإعلامي أحيانًا بشكل مركزي, وليس في كل دائرة حكومية.
إنّ نجاح المؤسسة لا يتوقف على ما تُحققِّه من إنجاز إذا لم تتمكن من إظهار هذا الإنجاز إلى الفئات المستهدفة من جمهورها, والمتعاملين معها عن طريق عرض الخدمات المُقدِّمة وبرامج التطوير, وهذه المَهْمَّة يتحملّها رجال العلاقات العامة بما لديهم من خبرات مميزة, وما يتوافر لهم من إمكانيات.
ومع تطوّر وسائل الاتصال والإعلام ظهرت الحاجة إلى تدعيم قدرات ملاكات العلاقات العامة في الجامعات العراقية, وتنمية مهاراتها؛ لتحسين الصورة الذهنية لتلك الجامعات، وتحديد الأدوار الحديثة التي يمكن أن تؤديها العلاقات العامة لدعم الجامعة لدى عملائها؛ إذ ترمي هذه الدراسة بشكل عام إلى التركيز على أحدث الأدوار التي أصبحت منوطة بالعلاقات العامة وهو: الدور الابتكاري والإبداعي للإعلام, وتسويق نشاطات الجامعة وترويجها, وتكوين هُويِّة الجامعة ذاتها، وترصد أيضًا أحدث الطرائق الابتكارية والإبداعية.
ا.م.د.سهاد عادل جاسم القيسي | SUHAD ADIL JASIM AL-KARAWI | 17066