تتميز المدينة المنورة بالعديد من معالمها الدينية والتاريخية، ويأتي المسجد النبوي الشريف في مقدمة تلك المعالم، فهو أحد المساجد التي تشد إليها الرحال، وتضاعف فيها الأعمال. وقد امتاز المسجد النبوي بخصائص وفضائل عدة، من أبرزها اشتماله على روضة من رياض الجنة، وهي البقعة الواقعة ما بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره الشريف. ومنها اشتماله على المنبر النبوي الشريف، الذي ورد في فضله أحاديث كثيرة، تبين
مكانته، وعظيم منزلته. كما يضم المسجد النبوي أيضاً المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤم المسلمين فيه، والأسطوانات، والصفة، وغيرها من المعالم الدينية والتاريخية الهامة. وكل معلم من هذه المعالم مدرسة عامرة يحكي للأجيال أروع المواقف التي عاشتها أعظم ثلة ظهرت في دنيا العقيدة والإيمان وما أحوجنا نحن المسلمين في هذه الأيام إلى الوقوف طويلاً أمام هذه المدارس بكل أدب وخشوع، لنتأملها، ونستقي منها نمير الإيمان والمحبة والتضحية التي ترويها للأجيال عبر العصور. وسوف أقف في هذا البحث أمام واحد من أبرز هذه المعالم الدينية والتاريخية، ألا وهو المنبر النبوي الشريف؛ لنتعرف على تاريخه، وأوصافه، وأشهر الأحاديث التي وردت في فضله، سائلاً المولى عز وجل أن ينفع به.
أحمد محمد محمد شعبان | Ahmad Mohamad Chaban | 678