العدد الأول قضية للمناقشة
الاهتمام بنتائج البحوث العلمية والدعم المادي والمعنوي ينهي التهميش البحثي / قضية للمناقشة
02/06/2024
حيدر الكرخي
في غمرة الأحداث المتصاعدة التي تمر بها البلدان العربية، وضعت مجلة صدى أُريد على منصتها سؤالا أرادت عن طريقه قياس واقع الباحث العربي وهل هو مهمش؟ وهل ثمة حلول ترتقي بواقع المؤسسات البحثية العربية التي تعاني من جملة مشاكل جعلت الكثير من الطموحات تتبدد لأسباب عديدة فكانت الحصيلة هذه الآراء ننقلها كما هي
آراء متقاطعة
ترى حميدة زغير حسن وهي من العراق أن العرب جميعا مهمشون على مستوى جميع الأصعدة بدءًا من السياسة وانتهاءً بتوفير الخدمات وقد أثبت لنا التاريخ أنه لا يوجد شيء اسمه تهميش هناك شيء اسمه فرض إرادات، ثم تضيف: إن الباحث هو العمود الفقري لبناء العلم وعليه أن لا ينتظر أحدا يدق بابه، يجب أن نبحث نحن ونعمل ونوفر ونبدع ونجعل عملنا يتحدث عنا.
فيما يؤكد الدكتور عبدالعزيز الجبوري من كلية الإمارات للتكنولوجيا أن مفهوم التهميش ليس سياسة عامة للوطن العربي ، بل إن هناك دولا مهتمة جدا بالبحث العلمي وأخرى لا تهتم بالبحث والباحثين وهذا أحد أسباب التخلف العربي في ميدان البحث العلمي قياسا بالدول الأخرى ويشير الجبوري إلى وفرة السيولة المالية للتخصصات البحثية لكننا نرى بخلا شديدا في عمليات تخصيص الموارد المادية لأغراض البحث العلمي.
موازنات زهيدة
الباحث العربي مهمش والدليل عدم تشجيع البحث العلمي زد على ذلك أن أجر الباحث العربي بأغلب الدول العربية هو زهيد جدا، أضف لذلك أن منظومة الحكم في أغلب الدول العربية غير مهتمة بالبحث العلمي ، هذا ما يراه موساوي عبدالحفيظ من جامعة الجيلالي اليابس سيدي بلعباس الجزائر ، أما أ . م . سناء رسول من الجامعة المستنصرية ذهبت إلى عدم توفر الأجهزة التقنية إذ تقول: إنّ الباحث في هذا الزمان يعمل بحوثا وأعمالا علمية من غير وجود أجهزة أو مختبرات بحثية أو بصورة عامة بيئة مناسبة لعمل بحوث وعلى الرغم من شدة الظروف التي نمر بها تجدنا نعمل بحوثا بمستوى عال ودائما أقول لو تتوفر لنا نفس البيئة الموجودة في دول أوربا لقدمنا كثيرا من الإنجازات والإبداعات العلمية.
أسباب ونتائج
الدكتور خلفان بن سالم من سلطنة عمان فصل بالأسباب بقوله: لا توجد حماية للحرية الأكاديمية من تأثير القوى المهددة لموضوع الباحث والبحث العربي على حد سواء، وأضاف لها بُعد الجامعات العربية عن نبض المجتمع نتيجة للتهميش الذي تعاني منه بسبب الجمود المتكرس في مناهجها وانعكس ذلك على مخرجاتها، كما أشار الدكتور خلفان إلى عدم وجود مجتمعات بحثية خاصة للباحثين مما زاد من الصعوبة في التواصل العلمي بين العلماء والخبراء في مجال البحث العلمي مؤكدا أنّ الباحث العربي لا يمتلك المهارات والتدريب الكافي لفهم ما هو حديث وجديد ومعتمد في معايير النشر العلمي.
مقترحات وحلول
يؤكد مخلص السبتي من جامعة الحسن الثاني في المملكة المغربية أن أول طريقة للحل وتجاوز هذه المشكلة تكمن بوضع رؤية مبنية على بناء مجتمع معرفي يتصدى لحلحلة هذه المشكلة.
فيما دعت الدكتورة حليمة زغير إلى عمل الدول العربية بروتوكولات تعاون مع الدول المتقدمة بإرسال طلبة الإعدادية لأخذ بكالوريوس في كل المجالات وبخاصة الطلبة الأوائل وتوفير زمالات بحثية على مستوى الماجستير والدكتوراه تحت باب التفرغ العلمي.
ويرى نورين عشاش من جامعة جيلالي ليابس /الجزائر: أن الرفع من ميزانية قطاع البحث العلمي هي الخطوة الأولى لإنهاء حالات التهميش التي يعاني منها الباحث العربي والسبيل الناجع لتجاوز مشاكل البحث العلمي في البلدان العربية.
خلاصة العالم يتجه بشكل سريع إلى مؤسسات البحث العلمي لحل أي مشكلة تواجهه، وتحرص المؤسسات الرصينة العالمية على نتائج جامعاتها وما يخرج به الباحثون من توصيات وتعمل على تطبيقها لبناء خطواتها بشكل علمي ورصين، في حين يشعر الباحث العربي أنه مهمل وهناك عدم اكتراث لنتاجه العلمي وهذا بحد ذاته أمر يحتاج إلى مراجعة بغية الوصل إلى نتائج ملموسة للمشكلات المطروحة كافة، ويرى كثير من المختصين أن الموازنات المالية القليلة التي تخصص للمؤسسات البحثية تحتاج إلى مراجعة جادة بهدف الارتقاء بواقع البحث والباحث في العالم العربي.
العدد الأول البحث العلمي ، الباحث العربي ، موساوي عبد الحفيظ ، سناء رسول ، خلفان بن سالم ، الجامعات العربية ، التهميشمواضيع ذات صلة