العدد السادس عشر مقالات
دور براءات الاختراع في التنمية الاقتصادية والتكامل / مقالات
21/02/2022
د . عمر طنان
براءة الاختراع هو نوع من الإنتاج الفكري يحسّن منتجاً أو عملية أو خدمة. وتلعب براءات الاختراع دورا كبيرا في النمو الاقتصادي للدول . براءة الاختراع ليست دائمًا مؤشرًا ومحصيا شاملا لكل ما أنتجته المعرفة التكنولوجية، لأن هناك عدد كبير من المعرفة التكنولوجية تظل في شكل أسرار تجارية.
يمكن أن تكون براءة الاختراع أداة سياسة اقتصادية لتشجيع الاستثمار في البحث والتطوير، مما يؤدي للمزيد من براءات الاختراع و الابتكارات. براءة الاختراع هو ناقل التكنولوجيا
تعتبر التكنولوجيا واقتصاد المعرفة من الروافد الرئيسية للنمو الاقتصادي. من خلال هذا سنسعى في هذا المقال إلى إثبات أن براءة الاختراع لها دور مركزي في عملية الابتكار والنمو الاقتصادي. سنثبت أيضًا أن هناك علاقة دائرية بين المعرفة والتكنولوجيا وبراءات الاختراع: المعرفة تتحول إلى تكنولوجيا والتكنولوجيا تولد براءة اختراع، والتي بدورها ستصبح مصدرًا سيغذي المعرفة.
في الواقع، سنرى أنه في البلدان المتقدمة، يعد الابتكار محركًا للاقتصاد، وهذا الابتكار في البلدان الناشئة يتيح الوصول إلى التكنولوجيا المبتكرة وفي حالات معينة نقل تكنولوجيا غير مكلف.
يمكن أن تلعب البراءات دورا في تعزيز التنمية الاقتصادية.تستخدم البلدان المتقدمة والنامية أنظمة البراءات، كل على طريقته الخاصة.
المبادئ الاقتصادية المطبقة على براءات الاختراع جدل قديم يعود تاريخه إلى ما لا يقل عن مائة عام.
من ناحية أخرى، تلعب معلومات البراءات دورًا لا يمكن إنكاره في التنمية الاقتصادية للدول البلدان النامية، التي يمكنها في بعض الحالات الوصول إلى التكنولوجيا مجانًا، على سبيل المثال عن طريق استخدام الشق القانوني للانتماء الإقليمي لبراءات الاختراع (أي بالنسبة لبلد معين إذا لم تكن البراءة محمية فيه فالاستغلال الصناعي للبراءة مجانا، في هذا البلد قانوني تمامًا دون الرجوع إلى صاحب براءة الاختراع )، يمكن لهذه البلدان أيضًا من خلال هذه المعلومات العثور على شركاء أو عملاء محتملين لأغراض الترخيص ونقل التكنولوجيا وإيجاد الشراكات.
العلاقة بين تطوير براءات الاختراع و النمو الاقتصادي في الواقع، هناك طريقة بسيطة لإثبات هذه العلاقة وذلك بإيجاد علاقة بين المتغير الذي يقيس النمو الاقتصادي، أي الناتج المحلي الإجمالي وعدد وبراءات الاختراع المودعة سعت جميع أنظمة براءات الاختراع التي كانت قائمة منذ عدة عقود إلى تحفيز الابتكار لتشجيع التنمية الاقتصادية بمنح حقوق حصرية محدودة في الزمان والمكان، تمنح مكاتب حماية الملكية الفكرية عبر العالم إمكانية للمخترعين لاسترداد الأموال المستثمرة في البحث والتطوير، هذه الحماية تسعى أيضًا إلى تشجيع الاستثمار لتسويق الاختراعات، حتى يتمكن الجمهور من جني ثمار الابتكار.
إن نشر طلبات البراءات يثري بيوغرافيا المعرفة التكنولوجية ويسمح بتداول المعرفة من خلال معلومات البراءات.
لحماية حقوق الملكية الفكرية للاختراعات التكنولوجية، أنشأت أنظمة حماية، للتشجيع على الإبداع و الاختراع وبالتالي تطوير تقنيات جديدة نتيجة طبيعية للاقتصاد.
لقد أدركت العديد من البلدان أهمية الابتكار في التنمية وتسعى من خلال ذلك إلى جني الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لإنشاء نظام براءات الاختراع وتطوير الموارد والبنية التحتية لهذه الدول وقدرتها على الاستفادة من النمو السريع للملكية الفكرية كأصل اقتصادي ثمين في الاقتصاد العالمي.
تهدف حماية الملكية الصناعية لبراءات الاختراع إلى تشجيع الوكلاء الاقتصاديين على الاستثمار في البحث والتطوير على المستوى النظري، فإن إنشاء نظام براءات الاختراع له هدف مزدوج: تشجيع الشركات لإنتاج معرفة جديدة وضمان نشر المعلومات.
يمكن أن تكون براءة الاختراع أداة تدخل في السياسة الاقتصادية لتشجيع الابتكار لصالح النمو. في الواقع، لدعم النمو وجعله داخليًا، يمكن لبراءة الاختراع أن تلعب دور نشر المعرفة، نظير منح البراءة.
براءة الاختراع هي ملكية فكرية تصدرها الدولة لحماية اختراع أو التعاون لكي يكون الاختراع قابلاً للحصول على براءة اختراع، يجب أن يستوفي 3 شروط: قابل للتطبيق صناعيا. أن يكون الاختراع جديدا وغير متداول، وأن لا يكون اختراعا بديهيا. يتم إصدار براءات الاختراع لمدة 20 عامًا، يتم خلالها الاحتفاظ بالرسوم المستحقة، من المتوقع أن تلعب البراءات دورًا متزايد الأهمية في تطوير التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم: هناك شروط مبدئية التي من خلالها يمكن للأفكار والتقنيات أن تنتشر فيما بين الدول. لذلك فإن الحصول على براءات الاختراع سيكون شرطًا ضروريًا للوصول الجيد إلى البراءات العالمية وإمكانية بيع الاختراعات على مستوى العالم.
قيمة التسويق لبراءات الاختراع الصعوبات التي تعترض العديد من المخترعين لترويج ابتكاراتهم كثيرة من أهمها: كيفية تقدير قيمة براءات الاختراع وبالتالي تسويقها بثمن يمكن المخترع من تحصيل عائدات ترقى إلى تغطية الاستثمار المادي والجهد الذهني ؟ كيف يمكننا مطابقة العرض والطلب. لا يمكن تطوير آليات السوق المخصصة لبراءات الاختراع إلا إذا كان ثمن تسويق البراءات محددا
هناك صعوبات تقنية لتحديد القيمة المادية لبراءات الاختراع، وتنفيذها في المعاملات. ومثل هذه الصعوبات يمكن أن تؤثر سلبيا على الحالة المستقبلية للتقنيات والأسواق.
يمكن أن يكون لبراءة الاختراع قيم تختلف اعتمادًا على من يستخدمها :
المعرفة التقنية (الابتكارات) المستخرجة من براءات الاختراع هي أصل غير ملموس وهو أمر صعب لكي يمكن تقييمه.
براءة الاختراع ليست دائمًا مؤشرًا عالميًا لجميع المعارف التكنولوجية المنتجة لأن العديد من المعارف التكنولوجية تبقى في سر الكتمان على شكل أسرار تجارية أو في بعض الأحيان يتم نشر التكنولوجيا في مقالات علمية.
يختلف الميل إلى براءات الاختراع باختلاف المخترعين والدول، إذ أن براءة الاختراع هي مؤشر كمي للتكنولوجيات، ويمكن الكشف عن الجانب النوعي فقط حين يتم فيها تصنيع براءة الاختراع أو تسويقها في السوق.
تمكن بعض الباحثين من إثبات أن زيادة بنسبة 10٪ في براءات الاختراع تولد 4٪ معدل النمو، هناك علاقة دائرية بين المعرفة والتكنولوجيا وبراءات الاختراع: المعرفة التي تتحول إلى تكنولوجيا والتكنولوجيا قد تنتج براءة اختراع والتي بدورها ستصبح مصدرًا للمعرفة التكنولوجية
لذلك فإن براءة الاختراع هي محرك للابتكار. يمكن أن تكون براءة الاختراع، إذا تم استخدامها بحكمة: أداة سياسية لتشجيع الاستثمار في البحث والتطوير يمكن استخدام براءات الاختراع المربحة لتحفيز التنمية الاقتصادية بطرق مختلفة.
أولاً، تسهل معلومات البراءات نقل التكنولوجيا والاستثمار الأجنبي المباشر.
تساهم براءات الاختراع بشكل فعال في إنشاء تقنيات وصناعات جديدة. التكنولوجيا الحيوية أو البيوتكنولوجيا هو مثال على التكنولوجيا الجديدة، التي لولا نظام براءات الاختراع لما كان بالإمكان أن تتطور.
العدد السادس عشر دور براءات الاختراع في التنمية الاقتصادية والتكاملمواضيع ذات صلة