مدونة هيبة بوربعين


صدى الحياة ؛ اكتشف صوت العبقرية بداخلك

هيبة بوربعين | wahiba bourabaine


09/02/2025 القراءات: 21  


"إنّ أفضل أسلوب تستطيع به أن تتنبّأ بالمستقبل هو أن تشكّله".

خرج أحد الحكماء مع ابنه ليعلمه الحكمة ، وأثناء سيرهما سقط الطفل على ركبته.. صرخ الطفل بصوت مرتفع آآآآه
فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل: آآآآه ، نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلا مصدر الصوت: من أنت؟؟ فإذا الجواب يردّ عليه سؤاله: ومن أنت؟؟ ردّ عليه الطفل مؤكدا: بل أنا أسألك من أنت؟ ومرّة أخرى لا يكون الردّ إلاّ بنفس الجفاء والحدّة : بل أنا أسألك من أنت؟ صاح الطفل غاضبا "أنت جبان" وبنفس القوة يجيء الردّ "أنت جبان... عندها طلب الأب الحكيم من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي : "إني أحترمك" ، جاء بنفس نغمة الوقار "إنّي أحترمك".. عجب الابن من تغيّر اللهجة ولكن الأب أكمل قائلا: "كم أنت رائع" فلم يقلّ الردّ عن تلك العبارة الراقية "كم أنت رائع" ذهل الطفل ممّا سمع ولم يفهم سرّ التحول في الجواب ولذا صمت بعمق ينتظر تفسيرا من أبيه لهذه التجربة قال الحكيم : "أي بني: نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية (صدى الصوت) ، لكنها في الواقع صدى الحياة بعينها."
الحياة لا تعطيك إلاّ بقدر ما تعطيها.. ولا تحرمك إلاّ بمقدار ما تحرم نفسك منها..

كل يوم جديد يحمل معه مجموعة جديدة من الأحداث والظروف المختلفة ، الثقة تمنحنا القوة والقدرة على التعامل مع أي شيء يطرأ في المستقبل. إنّك سوف تندهش عندما تعرف مدى ما يمكنك تحقيقه بدفعة بسيطة من نجاحات الماضي التي خلّفتها وراءك.
قصة الحياة أنفاس محدودة في أوقات محدودة.. وثنائية الأمد والمدد تعلن عن نفسها في مسارات الأزمنة.. فأنا وأنت وقت.. ولكنه منتج.. وقد تطول أعمارنا فتجاوز المعهود.. ولا يكون هذا إلاّ ببصمة تترك.
عرّف الصالحون الوقت ، فقالوا : "هو زمن السّير إلى الله". لمعة تضيء عتمة العقل: إنّ كل حركة في غير اتجاهها الصحيح ليست من الوقت. العمر الحقيقي هو تلك الإنجازات التي يخلّدها الإنسان علامات فارقة في حياته. وهنا يأتي الالتباس ، فنحن دائما ما نقف على أعتاب الحياة متأهبين لنعيشها ؛ ولكنّنا ننسى كيف نعيشها كما يجب.


صدى الحياه، العطاء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع