عنوان المقالة:كتاب الوعي بالمستقبل في صحافة الاحزاب العراقية العلنية 1922 ــ 1954 Awareness of the future in the press of the Iraqi public parties 1922 1954
تم تقسيم هذا الكتاب الى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة واستنتاجات، وقد تضمن الفصل الأول منه الوجود اليهودي والنشاط الصهيوني في العراق . أما الفصل الثاني فقد تضمن موقف صحافة الأحزاب العراقية العلنية من النشاط الصهيوني في العراق خلال عقد العشرينات من القرن الماضي . وجاء الفصل الثالث ليقدم تفصيلات عن موضوع صحافة الأحزاب العلنية من النشاط الصهيوني في العراق خلال المدة الممتدة من عام 1930 حتى عام 1935 . ويأتي توقف هذا الفصل عند العام 1935وذلك لتوقف الحياة الحزبية في العراق . وتناول الفصل الرابع من هذا الكتاب تفصيلات عن موقف صحافة الأحزاب العلنية من النشاط الصهيوني في العراق خلال المدة الممتدة بين الأعوام 1946 ـــــ 1950 وذلك لعودة الحياة الحزبية في العراق عام 1946 وبداية ظهور الصحافة الحزبية العلنية من جديد .
وقد سلط الفصل الخامس الضوء على موقف صحافة الأحزاب العراقية العلنية من النشاط الصهيوني في العراق خلال المدة الممتدة من عام 1950 حتى نهاية عام 1952 الذي شهد انحسار النشاط الصهيوني في العراق اثر عملية الاقتلاع التي تعرضت لها الطائفة اليهودية في العراق من جراء تهجير (109،301) يهودي الى فلسطين المحتلة ، حيث لم يبقًّ في العراق سوى (4460) شخصاً استطاعوا مواجهة هذا النشاط والبقاء في العراق عام 1952 . ويبرز في الوقت الحاضر تأثير عملية التهجير هذه في اضمحلال هذه الطائفة الى الحد الذي سجل آخر رقم لعددهم حتى أيلول 2000م حسب إحصاءات مديرية الجنسية والأحوال المدنية العامة في وزارة الداخلية العراقية (41) شخصاً بينهم (20) من الإناث و(21) من الذكور يمثلون بقايا أقدم الطوائف اليهودية في العالم .
وقد حمل المؤلف على اختيار هذا الموضوع جملة أسباب لعل أهمها إن هذا الموضوع لم يعالج في إطار البحوث العلمية للدراسات الإعلامية، كذلك فان مدة البحث تمثل شطراً مهماً من تاريخ العراق السياسي وهي فترة معاصرة حافلة بالأحداث وتتفرد بخصائص وسمات متميزة في تاريخ العراق والامة العربية .
ولابد لنا من الإشارة في هذه المقدمة الى إن قلة المصادر المنشورة عن موضوع الكتاب قد عززت أهمية الوثائق المستخدمة في هذا الكتاب . وعلى الرغم من إن مظاهر كثيرة من تاريخ صحافة الأحزاب العراقية العلنية تبرز واضحة من خلال المتابعة الدقيقة لموقفها من النشاط الصهيوني في العراق بشكل عام ، فان مظاهر أخرى لا تلقى أكثر من تلميح إليها، أو إنها تغلف بالظلام ولا يمكن جرها الى دائرة الضوء بقوة شهادة الشهود المطلعين على أحداث مدة البحث، لان الموت قد غيَّب معظم الشخصيات اليهودية المطلعة على النشاط الصهيوني وتأثيره على أبناء الطائفة اليهودية في العراق .ولعل من الضروري إضافة القول إن المؤلف كان محظوظاً لانه تمكن من الاطلاع على وثائق مهمة في وزارة الداخلية ومديرية الأمن العام ودار الكتب والوثائق ووزارة الخارجية ومديرية الجنسية والأحوال المدنية العامة. كما رجع المؤلف إلى بعض الوثائق الأمريكية المصورة على أشرطة الميكروفيلم الموجودة في المكتبة الوطنية ببغداد، وبعض الوثائق البريطانية الموجودة في مكتبة العميد المتقاعد خليل إبراهيم الزوبعي (رحمه الله). وقد استعمل المؤلف هذه الوثائق بحذر ولم يأخذ في الاعتبار إلا الدليل الذي بدا غير قابل للجدل أو الذي كان اقل إثارة للشك . وقد جاء اهتمام المؤلف بالوثائق انطلاقاً من كونها لا تتذكر بل تسرد الوقائع كما هي وبنفس الزمن، ولا تحاول إقناع القارئ بموقف معين، بل تقدم دعواها معززة بالوقائع والمرافعات القانونية والأرقام ، ولكون الوثائق لا تتكلم بصيغة الأوامر بل بأسلوب من يقرأ لك المحاضر ويبسط الحقائق ، وهي في قناعة المؤلف أسهل طريقة للإقناع .
لقد اقتضت طبيعة المعلومات في هذا الكتاب استخدام المنهج التاريخي والمنهج الوصفي مستخدماً أسلوب تحليل المضمون . ونرى لزاماً علينا في نهاية هذا التقديم أن نذكر بأن إنجاز هذا الكتاب كان شاقاً ومتعباً ولكنه مع ذلك كان بالنسبة للمؤلف متعة فكرية لا يقدرها ولا يحس بها إلا من خاض تجربة مماثلة وكوفئ عليها علمياً ونفسياً .
أ.د سعد سلمان عبد الله المشهداني | Prof. Dr : Saad Salman Abdallah ALmishhdani | 34134